نصف وظائف المكاتب ستختفي خلال 5 سنوات؟ تصريحات مديرة شركة "أنثروبيك" تكشف هل ستفقد وظيفتك؟

الذكاء الاصطناعي
كتب بواسطة: فواز حمدي | نشر في  twitter

في عالم يتسارع فيه التطور التقني، تبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي كقوة محورية تُعيد صياغة مشهد التوظيف والعمل، أحدث التصريحات من تيم ستاينر، الرئيس التنفيذي لشركة "أوكادو"، تكشف عن مدى تأثير هذه التقنيات، فتنفيذ طلبات البقالة، التي كانت تحتاج قبل نحو عقد إلى 25 دقيقة من الجهد البشري، لا تتطلب اليوم سوى 10 دقائق فقط بفضل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، هذا التحول لم يكن مجرد تحسين في الكفاءة، بل رافقه استغناء فعلي عن مئات الوظائف، مما يعيد إشعال الجدل حول مستقبل العمل في عصر الأتمتة.

هذا التوجه لا يقتصر على "أوكادو" فحسب، شركات عالمية باتت تعيد حساباتها، واضعة الذكاء الاصطناعي في صميم استراتيجياتها، لا كأداة مساعدة فقط، بل كمحرك لتحولات جذرية في طريقة إدارة القوى العاملة، صحيفة "فاينانشال تايمز" أوضحت في تقرير حديث، أن هذه التكنولوجيا، رغم ما توفره من إنتاجية وربحية، باتت تهدد بشكل مباشر استقرار الوظائف التقليدية، لتطرح سؤالًا جوهريًا: هل نتجه إلى مستقبل بلا وظائف بشرية.


إقرأ ايضاً:عاجل: اعلام غربي يكشف موعد وتفاصيل دقيقة حول الضربة العسكرية لإيرانالهيئة الملكية لمكة تخطف الأضواء.. أرقام قياسية وإنجازات تاريخية في حج 1446

لكن هذا المستقبل لا يبدو موحد الرؤية، تقول كارين كيمبرو، كبيرة الاقتصاديين في "لينكدإن"، إن الشركات لم تعد تكتفي بالحديث عن استراتيجيات الذكاء الاصطناعي، بل بدأت في تطبيقه فعليًا ضمن عملياتها، الواقع العملي بدأ يشهد تحولًا ملموسًا، يعيد تعريف الأدوار، لا مجرد القضاء عليها، فبحسب بيتر تشيز، من معهد الموارد البشرية CIPD، فإن الذكاء الاصطناعي بات قادرًا على التأثير في كل وظيفة تقريبًا، وإن كانت هذه التغيرات لا تزال في بدايتها.

على أرض الواقع، ظهرت مؤشرات واضحة لهذا التحول، حيث أعلنت شركات كبرى مثل IBM وDuolingo عن تخفيضات في أعداد موظفيها نتيجة لتبني أدوات ذكاء اصطناعي، هذه الممارسات أطلقت ناقوس الخطر بشأن دور التكنولوجيا في تسريحات العاملين، خصوصًا في بيئة تعاني بالفعل من تحديات اقتصادية وجيوسياسية، داريو أمودي، المدير التنفيذي لشركة "أنثروبيك"، أشار إلى احتمال فقدان نصف الوظائف المكتبية الأولية خلال خمس سنوات، مما يعكس حجم التحول الزلزالي المرتقب في سوق العمل.

غير أن الصورة ليست قاتمة بالكامل، هناك من يرى في الذكاء الاصطناعي فرصة لإعادة هيكلة العلاقة بين العمل والإنتاجية، بيتر براون من PwC يعتقد أن معظم القطاعات لن تتخلص من الوظائف، بل ستعيد تصميمها، لتُتيح للبشر التركيز على المهام الأكثر إبداعًا وقيمة، وهو ما يتفق معه مايك كلانسي من نقابة "بروسبكت"، الذي يرى أن بعض القطاعات الحيوية، كالمراقبة الجوية وتشغيل البنى التحتية، ستظل بحاجة ماسة للعنصر البشري، حتى مع تنامي استخدام الذكاء الاصطناعي.

وتظل الإشكالية الكبرى في نية الشركات: هل ستدعم الموظفين بهذه التقنيات أم ستستغني عنهم؟ شركة "شرودرز" البريطانية أعطت مثالًا إيجابيًا عندما أعلنت أن الذكاء الاصطناعي سيُستخدم لتحسين الأداء لا للاستغناء عن الكوادر، بينما فضّلت شركات أخرى مثل "موديرنا" و"آي بي إم" تقليص عدد الموظفين مباشرة، ما فتح الباب لانتقادات حول الأثر السلبي على الجودة والابتكار على المدى الطويل.

يبقى أن التفاوت في سرعة التبني يمثل تحديًا جديدًا، بعض الشركات، خصوصًا خارج قطاع التكنولوجيا، لا تزال تكافح لفهم الأبعاد القانونية والأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وتطوير أطر الحوكمة المناسبة له، جيمس ميليغان من Hays يشير إلى أن غياب الاستراتيجيات الواضحة في هذه الشركات قد يؤخر استفادتها من الموجة التقنية الحالية، ويعمّق الفجوة بينها وبين نظرائها الأكثر تقدمًا.

ورغم ذلك، فإن سوق العمل يشهد ارتفاعًا كبيرًا في الطلب على وظائف مرتبطة مباشرة بالذكاء الاصطناعي، مثل مهندسي الإرشادات، وقادة الاستراتيجيات الذكية، ومهندسي الاستخدام الأخلاقي للتقنيات، تقرير حديث من PwC أوضح أن المهارات التقنية لم تعد ترفًا، بل ضرورة ملحة للموظفين الجدد، العالم يمضي في طريق لا عودة منه، حيث ستصبح الكفاءة في الذكاء الاصطناعي شرطًا أساسيًا، لا مجرد ميزة إضافية، للحصول على فرص العمل المستقرة والمجزية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook