المسالخ السعودية تستقبل أكثر من 385 ألف ذبيحة في 3 أيام من عيد الأضحى

في مؤشر واضح على حجم التضحيات وعمق الروحانية التي سادت موسم عيد الأضحى المبارك، أعلن الحساب الرسمي لوزارة البيئة والمياه والزراعة، عبر صفحتها بموقع إكس، عن استقبال المسالخ التي تُشرف عليها الوزارة لأكثر من 385 ألف ذبيحة خلال الأيام الثلاثة الأولى من عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ، هذا الرقم الضخم يُسلط الضوء على الجهود التنظيمية والصحية الكبيرة التي تبذلها المملكة لضمان سلامة الأضاحي، وتسهيل عملية الذبح لملايين المحتفلين بهذه المناسبة العظيمة.
تُشكل هذه الأرقام دليلاً على الكثافة السكانية، والزيادة في أعداد الزوار والمقيمين، بالإضافة إلى الالتزام الديني بأداء شعيرة الأضحية، وقد توزعت هذه الذبائح على مختلف مناطق المملكة، مما يعكس الشمولية في الخدمات التي تُقدمها الوزارة، ويكشف عن كثافة العمل في المسالخ المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، فكل ذبيحة تُسجل تعني جهداً إدارياً وصحياً مُضاعفاً لضمان سلامتها، والتأكد من مطابقتها للمعايير الشرعية والصحية.
إقرأ ايضاً:لا مجال للخطأ.. السعودية في "قمة نارية" ضد أستراليا والفوز وحده لا يكفي!تنبيهات عاجلة من الأرصاد: أتربة ورياح وحرارة تضرب 8 مناطق بالمملكة!
جاءت أعداد الذبائح التي استقبلتها المسالخ خلال الأيام الثلاثة الأولى من عيد الأضحى لعام 1446هـ، مُوزعة على النحو التالي، في تفصيل يُوضح حجم العمل في كل منطقة، حيث استقبلت منطقة الرياض وحدها أكثر من 101 ألف ذبيحة، بواقع 101,613 ذبيحة، مما يجعلها تتصدر القائمة، وهو أمر متوقع بالنظر إلى كونها العاصمة وأكبر المدن السعودية من حيث الكثافة السكانية، تلتها منطقة مكة المكرمة التي استقبلت عدداً هائلاً بلغ 125,331 ذبيحة، ويعود هذا الرقم الكبير إلى وجود المشاعر المقدسة، وتوافد أعداد غفيرة من الحجاج والمعتمرين الذين يُؤدون شعيرة الأضحية فيها، مما يضع عليها عبئاً مضاعفاً في التنظيم والإشراف.
وفي تفاصيل أخرى، استقبلت المنطقة الشرقية 41,549 ذبيحة، فيما سجلت المدينة المنورة 43,791 ذبيحة، وهي أرقام تُبرز النشاط الكبير في هاتين المنطقتين الحيويتين، سواء من حيث الكثافة السكانية أو أهميتهما الدينية، أما منطقة القصيم، التي تُعرف بإنتاجها الوفير من الماشية، فقد استقبلت 15,155 ذبيحة، وهو ما يُشير إلى أهمية المنطقة في تلبية احتياجات السوق المحلي من الأضاحي، في حين سجلت منطقة عسير 13,119 ذبيحة، ومنطقة جازان 13,921 ذبيحة، وهي أرقام تعكس أيضاً حجم التضحيات في هاتين المنطقتين الجنوبيتين.
وعلى مستوى باقي المناطق، سجلت الحدود الشمالية 5,837 ذبيحة، والجوف 4,738 ذبيحة، ونجران 6,084 ذبيحة، وحائل 5,876 ذبيحة، وتبوك 5,034 ذبيحة، وأخيراً الباحة 3,810 ذبيحة، هذه الأرقام، وإن كانت أقل من المناطق الكبرى، إلا أنها تُشير إلى أن جميع مناطق المملكة شهدت نشاطاً ملحوظاً في المسالخ، وأن وزارة البيئة والمياه والزراعة كانت على أهبة الاستعداد في كل مكان لضمان تقديم خدمة الذبح بطريقة صحية ومنظمة، وهذا التوزيع الجغرافي الواسع يُعكس التزام الوزارة بضمان توفر الخدمات لجميع المواطنين والمقيمين في مختلف أرجاء المملكة.
إن استقبال هذا العدد الهائل من الذبائح في فترة قصيرة، لا يتجاوز ثلاثة أيام، يُسلط الضوء على الجهود اللوجستية والتنظيمية الجبارة التي تقوم بها وزارة البيئة والمياه والزراعة، بالتعاون مع الجهات الأخرى ذات العلاقة، فتوفير الرقابة الصحية اللازمة، والتأكد من سلامة اللحوم للاستهلاك الآدمي، وإدارة عملية الذبح بطريقة تُراعي المعايير الشرعية والبيئية، كل ذلك يتطلب كفاءة عالية، وتخطيطاً دقيقاً، واستثماراً في الموارد البشرية والتقنية، فالمسالخ ليست مجرد أماكن للذبح، بل هي مرافق حيوية تُقدم خدمة أساسية للمجتمع في فترة زمنية حرجة.
ويُعكس هذا الإنجاز أيضاً وعي المواطنين والمقيمين بأهمية الذبح في المسالخ المرخصة، التي تُطبق أعلى معايير الصحة والسلامة، مما يُسهم في حماية الصحة العامة، وضمان وصول لحوم سليمة ونظيفة إلى المائدة، فالتفاعل الإيجابي من الجمهور مع توجيهات الوزارة يُعد جزءاً لا يتجزأ من نجاح هذه الخطة التشغيلية، ويُشير إلى أن التوعية الصحية والبيئية قد أتت ثمارها.
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن قراءة هذه الأرقام كدليل على الانتعاش الاقتصادي، والقدرة الشرائية للمواطنين والمقيمين في المملكة، فكثرة الأضاحي تُشير إلى رخاء اقتصادي يُمكن الأفراد من أداء هذه الشعيرة الدينية بكل يسر، ويُعزز من دور القطاع الزراعي والثروة الحيوانية في تلبية احتياجات السوق المحلي، ويُعد إنجاز المسالخ في موسم عيد الأضحى المبارك تتويجاً لجهود مستمرة على مدار العام لوزارة البيئة والمياه والزراعة في تنظيم القطاع، وضمان سلامة الأغذية، وتنمية الثروة الحيوانية، مما يُسهم في تحقيق الأمن الغذائي للمملكة، ويُرسخ مكانتها كمركز إسلامي رائد يُقدم أفضل الخدمات لمواطنيه وزواره.