ساعة ذكية تنقذ حاجة مغربية من أزمة قلبية أثناء الحج!

تمكنت مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة، وهي إحدى منشآت تجمع مكة المكرمة الصحي، من إنقاذ حياة حاجة مغربية، بعد أن تعرضت لمضاعفات قلبية مفاجئة خلال وجودها في مشعر منى، بفضل تقنيات الرعاية الافتراضية الحديثة، وفي مقدمتها نظام الساعة الذكية، الذي أثبت فعاليته في مراقبة الحالات الصحية عالية الخطورة، خاصة خلال موسم الحج الذي يشهد كثافة بشرية وضغطًا كبيرًا على المنشآت الصحية.
وبحسب التفاصيل التي أوردها تجمع مكة المكرمة الصحي، فإن الحاجة المغربية وصلت في وقت سابق إلى مدينة الملك عبدالله الطبية وهي تعاني من جلطة قلبية حادة، وسط تاريخ مرضي معقد يتضمن ارتفاعًا في ضغط الدم، إضافة إلى إصابتها بداء السكري.
إقرأ ايضاً:5 ملايين يورو تؤجل صفقة القرن: هل يفشل الهلال في ضم أوسيمين قبل مونديال الأندية؟الهلال يضغط على إنزاجي ويطلب المستحيل: طلبات جماهيرية تفوق المتوقع والتحديات تتصاعد
وعند استقبالها، تم التعامل مع الحالة بشكل عاجل، حيث أُجريت لها قسطرة قلبية تداخلية ناجحة، تكللت بتركيب دعامة دوائية في الشريان الأمامي النازل، ما ساهم في استقرار حالتها الصحية بشكل أولي.
وفي إطار خطة العلاج والرعاية اللاحقة، تم تزويد المريضة بساعة ذكية متصلة بنظام مستشفى الصحة الافتراضي، وذلك لمتابعة حالتها عن بُعد أثناء تنقلها بين المشاعر المقدسة، بما يضمن استمرار مراقبتها الصحية دون الحاجة لتواجد دائم في المستشفى، مع الحفاظ على قدرتها على استكمال مناسك الحج في ظروف آمنة ومدروسة.
وخلال وجودها في مشعر منى، أطلقت الساعة الذكية تنبيهات فورية تشير إلى وجود تغيرات مفاجئة في المؤشرات الحيوية، تزامنت مع شعور المريضة بآلام حادة في الصدر.
وعلى الفور، تفاعل فريق المتابعة الافتراضية مع الإشارات، وتم توجيهها بشكل عاجل إلى مستشفى منى الجسر، حيث خضعت لتقييم طبي فوري، وتم تنويمها مؤقتًا ومراقبتها بدقة حتى استقرار حالتها، وبعد استقرار المؤشرات الحيوية، تم إخراجها وفق خطة علاجية واضحة، تضمن استكمال المتابعة والوقاية من أي مضاعفات مستقبلية.
وأشاد التجمع الصحي بالجهود المتكاملة التي أسهمت في إنقاذ حياة المريضة، مشيرًا إلى أن هذه الحالة تبرز بشكل عملي مدى فاعلية الدمج بين الرعاية التخصصية الدقيقة والتقنيات الذكية في بيئة ميدانية معقدة مثل موسم الحج.
وأكد أن خدمة الساعة الذكية، ضمن منظومة الرعاية الافتراضية، أصبحت أداة رئيسية لمراقبة الحالات الحرجة وتقديم الإنذارات المبكرة التي تُحدث فارقًا كبيرًا في فرص التدخل العلاجي السريع.
كما أشار إلى الجهد الكبير الذي بذله فريق التمريض في مدينة الملك عبدالله الطبية، من خلال المتابعة المستمرة والتنسيق مع فرق الدعم الميداني، ما يعكس تطور مستوى الكفاءة التشغيلية والجاهزية الرقمية، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من منظومة الحج الصحية المتقدمة.
وتُعد هذه القصة شاهدًا حيًا على التحول الرقمي الذي تقوده وزارة الصحة ضمن رؤية المملكة 2030، حيث تسعى إلى توظيف أحدث الحلول الذكية لتعزيز سلامة ضيوف الرحمن، وتقديم نماذج رعاية متقدمة تضاهي أفضل المعايير العالمية في مجال الطب الرقمي والاستجابة السريعة للحالات الطارئة.