ميزة مبتكرة من "إكس" تكشف اتفاق المختلفين على منشورات معينة
في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز الحوار وتوسيع آفاق التفاعل على المنصة، بدأت "إكس" – المعروفة سابقًا بتويتر – اختبار ميزة جديدة تسلط الضوء على المنشورات التي تحظى بإعجاب أشخاص يملكون وجهات نظر تخالف مضمون هذه المنشورات، تسعى المنصة من خلال هذه التجربة إلى إبراز نقاط التلاقي الممكنة بين الآراء المختلفة، وإفساح المجال لفهم أعمق لتعدد الرؤى على الشبكة.
وتعتمد هذه التجربة الجديدة على دم ميزة "ملاحظات المجتمع"، التي كانت قد أُطلقت سابقًا لتدقيق الحقائق باستخدام آلية التعهيد الجماعي، مع خوارزمية هدفها تحليل تفاعل المستخدمين مع المحتوى المختلف عن قناعاتهم، ومن خلال ذلك، تعمل "إكس" على ابتكار أداة تكنولوجية تسهم في الحد من الانقسام الرقمي وتضييق فجوة التحيز الفكري بين المستخدمين.
إقرأ ايضاً:المسند يعلنها: "طلوع الثريا" يُشعل بداية مربعانية الصيف!ساعة ذكية تنقذ حاجة مغربية من أزمة قلبية أثناء الحج!
وبحسب تقرير نشره موقع "Mashable" المتخصص في التكنولوجيا، فإن عدداً من المساهمين في "ملاحظات المجتمع" بدأوا اعتبارًا من يوم الخميس في تلقي إشعارات تطلب منهم تقييم منشورات محددة بناءً على الإعجابات التي حصلت عليها، ويظهر هذا التقييم عندما تُلاحظ الخوارزمية تفاعلاً من حسابات عادةً ما تختلف في التوجه الفكري أو السياسي عن محتوى المنشور المعني.
وتؤكد "إكس" أن هذه الميزة لا تهدف فقط إلى تصنيف المنشورات أو توجيه المستخدمين، بل تسعى إلى تطوير خوارزمية مفتوحة المصدر قادرة على تمييز المنشورات التي تلقى صدى بين أطياف متباينة من المستخدمين، وسيكون بإمكان المساهمين تقديم انطباعاتهم عن المنشور، واختيار عبارات مثل "لقد تعلمت شيئًا جديدًا" أو "لا أتفق معه"، مما يُمكّن النظام من فهم أعمق لطبيعة هذا التفاعل.
وترى المنصة أن ميزة "ملاحظات المجتمع" تمثل فرصة لإثبات أن البشر قادرون على الاتفاق حتى في أكثر المواضيع حساسية، بشرط إتاحة مساحة حقيقية لسماع الرأي الآخر، وفي تصريح رسمي، قالت "إكس": "غالبًا ما يشعر الناس بأن العالم منقسم، إلا أن الواقع يُظهر أن نقاط الاتفاق موجودة، ويمكن تسليط الضوء عليها بتقنيات ذكية".
تهدف الميزة الجديدة إلى تسليط الضوء على الأفكار التي تتجاوز حدود التحيز والفقاعات الرقمية، وتعمل على تعزيز الوعي بالأفكار التي تلقى قبولًا واسعًا رغم الاختلافات الأيديولوجية، وترى "إكس" أن تقديم هذه الأنماط من التفاعل إلى الواجهة من شأنه أن يشجع المستخدمين على مشاركة محتوى أكثر توازنًا، وربما أكثر تأثيرًا في بناء الجسور بدلاً من تعميق الانقسامات.
من خلال هذه المبادرة، تؤكد "إكس" التزامها بنهج جديد في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، يختلف عن المنصات المنافسة التي لا تزال تعتمد على خوارزميات تروّج للمحتوى المثير للانقسام من أجل زيادة التفاعل، وفي المقابل، تعمل "إكس" على تعزيز نموذج يربط بين الأشخاص من خلال الفهم المشترك لا عبر الجدل العقيم.
وتأتي هذه الخطوة في سياق مساعي "إكس" المستمرة للابتكار في أدواتها، لا سيما منذ استحواذ إيلون ماسك على المنصة في عام 2022، وإطلاقه ميزة "ملاحظات المجتمع" كبديل لآليات تدقيق الحقائق التقليدية، وقد ألهم هذا النهج منصات أخرى مثل فيسبوك وإنستغرام وتطبيق "ثريدز" لتبني نسخ مشابهة، ما يشير إلى تغير متصاعد في مفهوم إدارة المعلومات والمحتوى على الإنترنت.