السعودية تقدم منح دراسية للطلاب السوريين

منح دراسية سعودية للطلاب السوريين: فرصة أكاديمية نوعية لبناء مستقبل واعد.
كتب بواسطة: فواز حمدي | نشر في  twitter
آخر تحديث

في خطوة جديدة تؤكد التزام المملكة العربية السعودية بدعم التعليم وتعزيز العلاقات الأخوية مع الشعب السوري، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الجمهورية العربية السورية، اليوم، عن توفر منح دراسية متعددة مقدمة من المملكة تشمل مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.

وذلك في إطار اتفاقيات التعاون الأكاديمي بين البلدين، وسعي المملكة المتواصل لتوفير بيئة تعليمية متقدمة للطلاب العرب، وبخاصة أولئك القادمين من بيئات صعبة أو متأثرة بالنزاعات.


إقرأ ايضاً:ميزة مبتكرة من "إكس" تكشف اتفاق المختلفين على منشورات معينةمن التحفظ إلى الريادة: سناب شات يُفاجئ الجميع بدعمه لـ watchOS

وتأتي هذه المبادرة استكمالًا لجهود المملكة السابقة في دعم الأشقاء السوريين، ليس فقط على مستوى الإغاثة الإنسانية، بل أيضًا من خلال تعزيز القدرات التعليمية والمهنية لجيل الشباب السوري.

وبحسب الإعلان الصادر عن الوزارة السورية، فإن المنح التي أتاحتها المملكة تتوزع على ثلاث فئات رئيسية: المنح الكاملة التي تغطي كافة تكاليف الدراسة والمعيشة والسكن والتأمين الصحي، والمنح الجزئية التي تشمل الإعفاء من الرسوم الدراسية فقط، بالإضافة إلى مقاعد دراسية برسوم مدفوعة ولكن ضمن شروط تفضيلية للطلاب السوريين، من حيث مستوى الرسوم والخدمات.

وقد تم فتح باب التقديم الإلكتروني عبر موقع وزارة التعليم العالي السورية، وحدد آخر موعد لقبول الطلبات في 30 أكتوبر 2025، مع دعوة جميع الراغبين إلى قراءة الإرشادات بعناية والتأكد من اكتمال ملفاتهم تجنبًا لأي نقص أو تأخير في المعالجة.

وتشمل المنح تخصصات أكاديمية متنوعة تتوزع بين مجالات الطب والهندسة، وتخصصات العلوم الأساسية والتقنية، إضافة إلى الدراسات الإنسانية والشرعية، في جامعات سعودية معتمدة وذات تصنيف عالمي متقدم.

كما أوضحت الوزارة أن بعض المقاعد مخصصة للطلاب المتفوقين، ما يمنحهم أولوية في القبول ضمن برامج تنافسية عالية الجودة، ومن جهتها، تؤكد الجهات السعودية المستضيفة على أهمية تنوّع الخلفيات الثقافية والأكاديمية ضمن الحرم الجامعي، باعتبار ذلك ركيزة أساسية من ركائز التعليم الحديث، ما يعزز من فرص الطلاب السوريين في الاندماج والتطور ضمن بيئة علمية محفّزة وآمنة.

وقد رحّب عدد من الأكاديميين السوريين بهذه المبادرة، معتبرين أنها تمثل بارقة أمل حقيقية لآلاف الطلاب السوريين الذين حالت الظروف السياسية والاقتصادية دون قدرتهم على استكمال تعليمهم العالي داخل البلاد أو خارجها.

وأشار الدكتور حسام العلي، أستاذ السياسات التعليمية بجامعة دمشق، إلى أن هذه المنح "ليست مجرد مقاعد دراسية، بل جسر حياة للطلاب السوريين الذين يمتلكون الطموح ولكن تنقصهم الموارد"، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية أثبتت مرارًا التزامها بدعم التعليم في العالم العربي، وهذه الخطوة تعكس عمق التضامن الحقيقي وليس مجرد دعم مؤقت.

ومن جهته، عبّر عدد من الطلاب السوريين عبر منصات التواصل الاجتماعي عن امتنانهم العميق لهذه الفرصة التي وصفوها بـ"النادرة" و"المنقذة" في ظل ما يعانيه الشباب السوري من نقص في فرص التعليم النوعي والموارد المالية.

وقال الطالب عبد الرحمن، خريج ثانوية عامة من محافظة إدلب: "كنت أبحث منذ شهور عن فرصة دراسية في الخارج، لكن التكلفة كانت عائقًا دائمًا. اليوم أشعر أن هناك ضوءًا في نهاية النفق، وأن العالم لم ينس الشباب السوري رغم كل شيء".

كما أبدت العديد من الأسر السورية استعدادها لدعم أبنائها في التقديم للمنح، معتبرة أن الدراسة في جامعات سعودية مرموقة تفتح أمامهم آفاق المستقبل وتؤمّن لهم تعليمًا عالي الجودة دون أعباء مادية.

وتُعد هذه المنح امتدادًا طبيعيًا لسياسة المملكة التعليمية التي تضع التعاون الأكاديمي الإقليمي ضمن أولوياتها، خاصة مع الدول الشقيقة التي تمرّ بظروف استثنائية.

ففي السنوات الماضية، فتحت المملكة أبوابها لآلاف الطلاب من اليمن وفلسطين والسودان، وقدمت لهم التعليم المجاني والرعاية الكاملة، انطلاقًا من مبادئها الإسلامية والإنسانية التي تؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو السبيل الحقيقي للاستقرار والتنمية.

وتتمتع المؤسسات التعليمية السعودية اليوم بتصنيفات دولية متقدمة، ومناهج حديثة، ومرافق متطورة، ما يجعلها بيئة مثالية للطلاب الدوليين الذين يسعون لنيل شهادة أكاديمية مرموقة.

ويُذكر أن وزارة التعليم العالي السورية شدّدت على ضرورة الإسراع في تقديم الطلبات نظرًا لمحدودية المقاعد، وأوصت جميع الطلاب بمراجعة التعليمات الخاصة بالتسجيل بعناية، لا سيما ما يتعلق بترجمة الوثائق الرسمية، وتوفير إثباتات اللغة الإنجليزية أو العربية حسب التخصص.

إلى جانب الشهادات الأكاديمية وخطابات الدافع إن لزم الأمر، كما ستُجرى عمليات المفاضلة إلكترونيًا بشفافية، مع إعطاء الأولوية للطلاب المتفوقين أكاديميًا وذوي الاحتياجات الخاصة.

وبهذا الإعلان، تتجدد الآمال في أن تُسهم هذه المنح الدراسية السعودية في إحداث تحول نوعي في مسارات التعليم للطلاب السوريين، وفتح أبواب جديدة أمامهم للنهوض بأنفسهم ومجتمعاتهم، عبر التعليم والتأهيل والمعرفة، لتستمر المملكة في أداء دورها الريادي كداعم رئيسي للتنمية البشرية في العالم العربي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook