حرارة غير مسبوقة عرفات تشتعل بـ45 درجة مئوية عصراً!

سجل مشعر عرفات اليوم الخميس ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، حيث بلغت 45 درجة مئوية عند الساعة الثالثة عصرًا، وفق ما أفاد به المركز الوطني للأرصاد، ويأتي هذا الارتفاع في ذروة النهار، في وقت تشهد فيه المنطقة كثافة بشرية عالية بمناسبة "يوم عرفات"، وهو ما يرفع من أهمية التنبيه على الإجراءات الوقائية والاحترازية لضمان سلامة الحجاج.
وأوضح المركز أن الرياح التي سادت في تلك الفترة كانت جنوبية غربية إلى جنوبية، تراوحت سرعتها حول 16 كيلومترًا في الساعة، وهي رياح ساعدت على بقاء الأجواء الحارة مستقرة دون تغيرات سريعة، ما زاد من الإحساس بحرارة الجو رغم تحرك الهواء.
إقرأ ايضاً:صدمة في الهلال قبل مونديال الأندية: إنزاجي يبدأ مشواره بلا ذراعه اليمنى!ضربة موجعة للهلال: انهيار مفاجئ لمفاوضات التعاقد مع ثيو هيرنانديز ونجم ميلان لن يخرج
وتُعد مثل هذه الظروف المناخية شديدة التأثير، خصوصًا في بيئة مكشوفة مثل مشعر عرفات الذي يشهد وقوف الحجاج على مدار ساعات طويلة في ظل الشمس المباشرة.
وقد دعت الجهات المختصة الحجاج إلى أخذ الحيطة والحذر في ظل هذه الأجواء القاسية، مؤكدة على أهمية استخدام المظلات الواقية من الشمس، وشرب كميات كافية من المياه والسوائل لتفادي حالات الإجهاد الحراري أو ضربات الشمس، التي تزداد احتمالاتها في مثل هذه الظروف.
كما شددت وزارة الصحة على ضرورة الالتزام بالإرشادات الصحية المقدمة من فرق التوعية المنتشرة في مختلف أرجاء المشاعر المقدسة، حفاظًا على الصحة العامة وسلامة ضيوف الرحمن.
وتأتي هذه الموجة الحارة في وقت حرج من موسم الحج، حيث يتجمع أكثر من مليون حاج في عرفات، في ركن أساسي من أركان الحج، يتطلب جهدًا بدنيًا ونفسيًا كبيرًا من الحجاج، خاصة من كبار السن والمرضى والمصابين بأمراض مزمنة، وبالرغم من جاهزية الفرق الطبية ومراكز الطوارئ المنتشرة، فإن الوقاية تبقى العامل الأهم في الحد من أي مضاعفات محتملة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
من جهته، أوضح المتحدث الرسمي باسم المركز الوطني للأرصاد أن الأحوال الجوية في المشاعر المقدسة تخضع لمراقبة دقيقة على مدار الساعة، ويتم إصدار التحديثات والتقارير بشكل فوري عند حدوث أي تغيرات تستدعي التنبيه أو التدخل.
وأضاف أن التوقعات تشير إلى استمرار الأجواء الحارة خلال ساعات النهار، مع احتمالية لانخفاض طفيف في درجات الحرارة خلال الليل، دون أن يطرأ تغيير كبير في نمط الرياح السائدة.
وتتزامن هذه الأجواء الحارة مع ارتفاع مؤشرات الرطوبة في بعض الأوقات، ما يزيد من الشعور بعدم الراحة لدى الحجاج، ويضع مزيدًا من الأعباء على الجهات المعنية بتنظيم موسم الحج، والتي تعمل على توفير نقاط توزيع المياه والمراوح الضبابية وأماكن الراحة المظللة، بالإضافة إلى الدعم الصحي والطبي على مدار الساعة.
ويُعد رصد هذه الحالة الجوية جزءًا من الجهود المكثفة التي تبذلها الدولة لضمان سير موسم الحج بأعلى درجات التنظيم والسلامة، حيث تلعب التحديثات المناخية دورًا محوريًا في توجيه الخطط الميدانية وتحديد أساليب التعامل مع الحشود، خصوصًا في المشاعر ذات الطبيعة الجغرافية المكشوفة مثل عرفات.
في ظل هذه الظروف، تظل التوعية والجاهزية والاستجابة السريعة عناصر رئيسية في الحفاظ على أمن وسلامة الحجاج، إلى جانب وعي الحاج نفسه بالتعامل السليم مع بيئة الطقس، واتباع الإرشادات المعلنة من الجهات المختصة على مدار اليوم.