سباق مع الزمن.. فرق النظافة تعيد تأهيل مشعر منى استعدادًا لاستقبال الحجاج

في مشهد يعكس الجاهزية العالية والتنظيم الدقيق، باشرت أمانة العاصمة المقدسة تنفيذ خطة متكاملة لأعمال النظافة في مشعر منى، مستغلة مغادرة حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات ليوم الوقوف، وجاءت هذه التحركات الميدانية السريعة من قِبل فرق الأمانة بهدف إعادة تهيئة مشعر منى، استعدادًا لاستقبال ضيوف الرحمن من جديد بعد انقضاء يوم عرفة، بما يضمن لهم بيئة نظيفة وآمنة، تعينهم على استكمال مناسكهم في طمأنينة وراحة.

وأكدت الأمانة أن فرق النظافة الميدانية أنهت منذ وقت مبكر عمليات تنظيف شاملة لكافة أرجاء المشعر، مستعينة بفرق إضافية مزودة بأحدث التجهيزات الفنية، من مضخات شفط وصهاريج متعددة الأحجام، في استعداد دائم للتعامل مع أي طارئ محتمل، مثل التقلبات الجوية أو الحوادث المفاجئة التي قد تؤثر على البيئة والنظافة العامة، وتأتي هذه الاستعدادات ضمن منظومة عمل تشاركية، تعمل على مدار الساعة، دون انقطاع، لتقديم أفضل مستوى من الخدمات لضيوف الرحمن.

ويُعد هذا التحرك السريع من الأمانة مثالاً حيًا على التنسيق والتكامل بين مختلف الجهات العاملة في المشاعر المقدسة، حيث أوضحت الأمانة أنها جندت أكثر من 13,000 عامل نظافة منتشرين في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مدعومين بأسطول متكامل من المعدات والآليات التي تضمن تنفيذ المهام بكفاءة وفاعلية، من الرفع الميكانيكي إلى الغسيل الميداني ومسح الطرق وتفريغ الحاويات.

وفيما يخص إدارة النفايات، كشفت الأمانة عن تفاصيل دقيقة لآلية العمل خلال هذه المرحلة الحساسة من الموسم، حيث يتم نقل نفايات يوم عرفة وما قبله إلى المحطات الانتقالية المحيطة بالمشاعر، بما يضمن عدم تكدسها داخل المواقع المزدحمة، أما بعد انتهاء يوم عرفة، فتبدأ المرحلة الثانية من الخطة، والتي تعتمد على منظومة تخزين مؤقت للنفايات من خلال أكثر من 1,235 صندوقًا ضاغطًا و113 مخزنًا أرضيًا، جرى توزيعها بشكل مدروس لتغطي احتياجات المشاعر وفق أعلى معايير النظافة والصحة العامة.

كما لفتت الأمانة إلى الانتشار الواسع لحاويات النظافة في جميع المشاعر المقدسة، إذ تم توزيع ما يزيد على 88,000 حاوية نظافة بأحجام مختلفة، تغطي كافة المسارات الحيوية ومواقع التجمع ونقاط التوقف، مثل مداخل الأنفاق، ساحات الجمرات، ومحيط المخيمات، وتهدف هذه التوزيعات إلى الحفاظ على النظافة العامة، وتسهيل عملية التخلص من النفايات بشكل منتظم، دون أن تتراكم أو تؤثر على حركة الحجاج أو سلامتهم.

ويُعد مشعر منى من أكثر المواقع ازدحامًا خلال موسم الحج، وهو ما يفرض تحديات مضاعفة على فرق النظافة، التي تبذل جهودًا مكثفة لضمان تهيئة البيئة الصحية والآمنة قبل عودة الحجاج إليه، وتُظهر هذه الخطط التنفيذية الجادة حجم الاستعداد والتخطيط المسبق الذي تقوم به أمانة العاصمة المقدسة كل عام، لضمان سير موسم الحج بكل سلاسة وتنظيم.

وتعكس هذه الجهود الالتزام العميق من حكومة المملكة العربية السعودية بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، والتي تشمل النظافة العامة، وتوفير المرافق الصحية، وتحسين جودة الحياة داخل المشاعر، بما يليق بمكانة هذه المناسبة العظيمة، كما تؤكد الأمانة أن هذه العمليات الميدانية لن تتوقف، بل ستستمر وتتصاعد وتيرتها مع اقتراب نهاية المناسك، لضمان مغادرة الحجاج الأراضي المقدسة وقد أدوا مناسكهم في أجواء صحية ونظيفة وآمنة.

وتدعو الأمانة، من جانبها، جميع الحجاج والمشاركين في أعمال الحج إلى التعاون مع فرق النظافة، والحرص على وضع النفايات في أماكنها المخصصة، بما يساهم في تحقيق أهداف الخطة التشغيلية، ويُجسد مفهوم الشراكة المجتمعية في الحفاظ على البيئة.

• سلمان الفرج: فكرت في الاعتزال.. لكن كرة القدم أقوى
• أوسيمين على صفيح الهلال الساخن الأمل الأخير قبل فشل الصفقة!