ليست صدفة: إنزاجي يكشف كواليس توليه تدريب الهلال ويعد بموسم تاريخي
في أول تصريح رسمي له بعد تعاقده مع نادي الهلال السعودي، أكد المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي أن توليه قيادة الجهاز الفني للفريق الأزرق لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة متابعة دقيقة ومستمرة للنادي وأدائه خلال السنوات الماضية.
وجاء ذلك في مقابلة بثها الموقع الرسمي لنادي الهلال مساء اليوم، حيث أبدى إنزاجي حماسة كبيرة لبدء مشواره في الدوري السعودي للمحترفين، مشيرًا إلى أن تدريب فريق بحجم الهلال يُعد محطة مهمة في مسيرته التدريبية، وتحديًا يحمل في طياته آفاقًا واسعة لتحقيق الإنجازات.
إقرأ ايضاً:المرور: التزام قائدي الحافلات ساهم في نجاح خطط الحجخطة تنقل متكاملة 17 موقعًا لخدمة الأجرة العامة في المدينة لضيوف الرحمن!
وأوضح إنزاجي، البالغ من العمر 48 عامًا، أن تواصله مع الهلال بدأ في فترة مبكرة قبل الإعلان الرسمي، وكان مبنيًا على أسس واضحة، أبرزها المشروع الرياضي الطموح الذي يقدّمه النادي، واستعداده لخوض منافسات كبرى أبرزها كأس العالم للأندية 2025.
وأضاف المدرب الإيطالي أنه تابع الهلال عن كثب خلال فترات إشرافه على ناديي لاتسيو وإنتر ميلان، خصوصًا مع تصاعد حضور الأندية السعودية على الساحة الدولية، مشيرًا إلى أن ما لفت نظره في الهلال هو الشخصية القوية للفريق، والتناغم الكبير بين الإدارة واللاعبين، فضلًا عن القاعدة الجماهيرية الجارفة التي تحفز أي مدرب لتقديم أفضل ما لديه.
وفيما يتعلق بجاهزيته لقيادة الهلال في الاستحقاقات القادمة، عبّر إنزاجي عن ثقته بالفريق الذي وصفه بـ"الجاهز بدنيًا وفنيًا"، لكنه شدد على أهمية العمل الجماعي والانضباط التكتيكي، معتبرًا أن النجاح لا يأتي من اسم المدرب فقط، بل من التفاعل بين الجميع، من الجهاز الفني إلى اللاعبين والإدارة.
وقال إن من أبرز العوامل التي شجعته على قبول العرض الهلالي هو وجود عدد من اللاعبين الذين يعرفهم جيدًا، وعلى رأسهم الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، الذي سبق له العمل تحت إشرافه في نادي لاتسيو الإيطالي.
وعلق إنزاجي على هذا التعاون المنتظر قائلًا: "سافيتش ليس فقط لاعبًا موهوبًا، بل يمتلك عقلية قيادية داخل الملعب وخارجه، وسأكون سعيدًا برؤيته مجددًا بقميص الزعيم".
وبخصوص مشاركة الهلال المرتقبة في كأس العالم للأندية 2025، أعرب إنزاجي عن شغفه بخوض هذه المنافسة العالمية، خاصة مع وجود أندية عملاقة على غرار ريال مدريد، بطل أوروبا، بقيادة المدرب الإسباني تشابي ألونسو.
وأشار إلى أن الهلال سيبذل أقصى ما يمكن لتقديم أداء يليق بمكانته وبالكرة السعودية بشكل عام، مؤكدًا أن المشاركة في مونديال الأندية ليست فقط تحديًا رياضيًا، بل فرصة لإبراز صورة إيجابية عن الدوري السعودي وتطوره الملحوظ خلال الأعوام الأخيرة، وأضاف: "الحدث سيكون مزيجًا من التحدي والشغف والطموح، وسنستعد له بطريقة احترافية منذ اللحظة الأولى".
أما عن رؤيته الفنية للمرحلة المقبلة، فقد أشار إنزاجي إلى أنه سيبدأ على الفور دراسة الفريق بشكل دقيق، وتحليل نقاط القوة والضعف، تمهيدًا لوضع خطة شاملة للإعداد البدني والفني قبل انطلاق الموسم.
كما كشف أنه سيعتمد على أسلوب لعب هجومي متوازن، يعتمد على السرعة في التحولات والضغط العالي، مؤكدًا أن الجماهير الهلالية ستشهد فريقًا أكثر تنظيمًا وتنوعًا في الأسلوب التكتيكي، وأشاد بالعمل الذي قام به المدرب السابق خورخي خيسوس، معتبرًا أن مهمته ستكون البناء على ما تحقق مع إدخال لمساته الخاصة وخبرته الطويلة في المنافسات الكبرى.
ولم يغفل إنزاجي الحديث عن تطور الكرة السعودية، حيث أشار إلى أن ما شهده من استثمارات قوية وتدفقات نجوم عالمية في دوري روشن، يؤكد أن السعودية تخطو خطوات ثابتة نحو جعل الدوري المحلي ضمن الأفضل عالميًا.
واعتبر أن هذا الحراك يصب في مصلحة المدربين واللاعبين على حد سواء، ويخلق بيئة تنافسية تسهم في رفع جودة الأداء وتحفّز الجميع لتقديم الأفضل، وأضاف أن انتقال عدد من نجوم أوروبا إلى الدوري السعودي منح المسابقة طابعًا عالميًا، وأنه يتطلع إلى مواجهة هؤلاء اللاعبين ليس كمنافسين فقط، بل كعناصر تصنع الفارق وتزيد من إثارة المواجهات.
وفي ختام حديثه، توجّه إنزاجي برسالة مباشرة إلى جماهير الهلال، دعاهم فيها إلى الوقوف خلف الفريق في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن حماس الجماهير وثقتهم ستلعب دورًا كبيرًا في تحفيز اللاعبين والجهاز الفني لتحقيق الإنجازات.
وقال: "نعرف حجم التحديات، لكننا نملك الرغبة والإرادة لنكتب فصلًا جديدًا في تاريخ هذا النادي العريق، وأعد الجماهير بأن نبذل كل ما لدينا من أجل إسعادهم"، وبهذه التصريحات، يبدو أن الهلال دخل مرحلة جديدة على المستوى الفني، مدفوعًا بخبرة إنزاجي وطموح الإدارة في مواصلة حصد البطولات.