جدة تشدد الرقابة قبل عيد الأضحى: نقاط تفتيش مكثفة لمنع تهريب اللحوم

في إطار استعداداتها المكثفة لموسم الحج وعيد الأضحى المبارك لهذا العام 1446هـ، أعلنت أمانة محافظة جدة عن تنفيذ خطة رقابية شاملة تهدف إلى حماية الصحة العامة وضمان سلامة الغذاء، وذلك عبر اعتماد خمس نقاط تفتيش رئيسية تهدف لمنع تهريب لحوم الأضاحي إلى داخل المحافظة، وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود منسقة مع الجهات الأمنية ذات العلاقة، في سبيل الحفاظ على جودة اللحوم الموجهة للمستهلك، ومواجهة أي ممارسات عشوائية قد تهدد سلامة الغذاء.
وأوضحت الأمانة أن هذه النقاط الرقابية ستمثل خطوط دفاع أولى في مواجهة محاولات تهريب اللحوم من مصادر مجهولة أو غير معتمدة، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة، التي تتكرر في بعض المواسم، تمثل تهديداً جدياً لصحة المواطنين والمقيمين في المحافظة، كون اللحوم المهربة غالبًا ما تكون مذبوحة خارج المسالخ النظامية وبدون إشراف بيطري، ما يفتح الباب لاحتمالات التلوث وفساد اللحوم بشكل قد يسبب أمراضًا خطيرة.
إقرأ ايضاً:خطة تنقل متكاملة 17 موقعًا لخدمة الأجرة العامة في المدينة لضيوف الرحمن!على مدار الساعة "التحلل من النسك" خدمة استثنائية في المسجد الحرام!
نقاط التفتيش الخمس التي تم تحديدها تشمل كلاً من نقطة تفتيش الخمرة، ونقطة الكبري الميت، وطريق هدى الشام، ونقطة الغولا، بالإضافة إلى طريق مكة المكرمة القديم، حيث ستعمل هذه المواقع كنقاط تمشيط فعالة للمركبات القادمة إلى المدينة، في محاولة لمنع دخول أي كميات من اللحوم لا تحمل إثباتات رسمية لمصدرها أو طريقة ذبحها.
وقد خصصت أمانة جدة فرقًا ميدانية متكاملة، مدعومة بكوادر بشرية ذات كفاءة عالية، ومزودة بالمعدات والآليات اللازمة لتنفيذ عمليات التفتيش والرصد على مدار الساعة، وتم توزيع هذه الفرق بالتعاون مع البلديات الفرعية المختلفة، بحيث تشمل كل جهة نطاقها الجغرافي وتكون قادرة على التعامل السريع والفوري مع أي حالة يتم ضبطها في الميدان.
ولم تكتف الأمانة بالإجراءات الميدانية، بل أكدت أن العقوبات ستكون صارمة بحق كل من يُضبط أثناء محاولة تهريب اللحوم أو توزيعها من خارج القنوات الرسمية، مؤكدة التزامها الكامل بتطبيق الأنظمة والتعليمات بكل حزم، وعدم التهاون في أي حالة يتم ضبطها، مهما كان حجم الكمية أو طبيعة الوسيلة المستخدمة في التهريب.
كما شددت الأمانة في بيانها على أن استهلاك اللحوم غير المعتمدة أو المذبوحة خارج المسالخ الرسمية يشكل تهديدًا مباشرًا لصحة المستهلك، نظرًا لاحتمالية إصابتها بالبكتيريا أو الفيروسات، بالإضافة إلى غياب أي ضمانات تتعلق بسلسلة التبريد أو شروط الحفظ والنقل، ما يعرضها للفساد بشكل سريع في درجات الحرارة المرتفعة خلال موسم الصيف.
ودعت الأمانة سكان محافظة جدة، من مواطنين ومقيمين، إلى التعاون مع الجهات الرقابية، من خلال الإبلاغ الفوري عن أي ممارسات مشبوهة تتعلق بتداول أو بيع اللحوم من مصادر غير معروفة، وذلك عبر تطبيق "بلدي" أو الاتصال بالمركز الموحد للبلاغات على الرقم 940، وأكدت أن الحفاظ على سلامة الغذاء مسؤولية مشتركة، تبدأ من الجهات الرقابية ولا تكتمل إلا بوعي وتعاون المستهلك.
تأتي هذه الإجراءات ضمن سلسلة من الخطوات الوقائية التي تنفذها أمانة جدة سنويًا خلال مواسم الأعياد، حيث يرتفع الطلب على اللحوم بشكل ملحوظ، مما يشجع بعض المخالفين على ممارسة أنشطة غير نظامية بهدف تحقيق مكاسب سريعة على حساب صحة وسلامة المجتمع، إلا أن الجهود التنظيمية والرقابية المتواصلة تُعد جدار الصد الأول لمنع هذه الممارسات، بما يعزز جودة الحياة في المدينة ويعكس التزام الأمانة بتحقيق معايير الصحة العامة والتغذية السليمة في كافة الأحياء والمرافق.
ومع اقتراب عيد الأضحى، تتوقع أمانة جدة تكثيف عمليات التفتيش وزيادة عدد الدوريات الميدانية، لمواكبة ارتفاع وتيرة النشاط التجاري والطلب على اللحوم، حيث تسعى الأمانة إلى ضمان أن تصل كل أضحية إلى مستهلكها بأعلى معايير السلامة، بدءًا من الذبح في المسالخ المعتمدة، ومرورًا بعمليات النقل والتبريد، وصولًا إلى منافذ البيع.
إن هذه الحملة الرقابية المتقدمة، إلى جانب دعوة الأمانة للمشاركة المجتمعية، تعكس روح التكاتف بين الجهات الحكومية والمجتمع في سبيل تأمين موسم آمن وصحي، يعكس الصورة المشرفة لجدة كواجهة حضرية متقدمة تضع صحة الإنسان في مقدمة أولوياتها.