سامسونج تُصعّب مهمة اللصوص بميزات أمان ذكية ومتطورة

في خطوة تؤكد على التزامها المتواصل بحماية مستخدميها، دعت شركة "سامسونج" الكورية الجنوبية عملاءها في المملكة المتحدة ومختلف أنحاء العالم إلى تفعيل أحدث ميزات "الحماية من السرقة"، التي تم دمجها ضمن منظومتها الأمنية الجديدة. وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد معدلات سرقة الهواتف المحمولة، لاسيما في المدن الكبرى، حيث تسعى سامسونج من خلال هذه المبادرة إلى الحد من الجريمة الرقمية وتوفير مزيد من الطمأنينة لمستخدمي أجهزتها الذكية.
أوضحت سامسونج، في بيان رسمي، أن هذه الدعوة ليست مجرد تحديث أمني روتيني، بل جزء من حملة توعوية موسعة تهدف إلى تعزيز الوعي العام حول أهمية الأمان الرقمي، خاصة بعد تسجيل ارتفاع ملحوظ في معدلات سرقة الهواتف بالمملكة المتحدة. ومن خلال تفعيل ميزات الحماية من السرقة، سيتمكن المستخدمون من تأمين أجهزتهم وبياناتهم الحيوية بطرق أكثر ذكاءً وفعالية.
إقرأ ايضاً:"الزعيم" يُكثف ضغطه: إنزاغي يتصل بـ هيرنانديز لإقناعه بالانتقال للهلالتحذير صحي: هذا الخطأ الشائع أثناء تقطيع اللحوم النيئة قد يعرض طعامك للتلوث
الحملة الأمنية الجديدة التي أطلقتها الشركة تشمل أكثر من 40 مليون حساب تابع لسامسونج داخل المملكة المتحدة، حيث يتم إيصال التنبيهات والإرشادات من خلال قنوات الاتصال الرسمية ومنصة "أعضاء سامسونج"، إلى جانب توسيع رقعة التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد. وفي لفتة واضحة لحجم اهتمامها بالملف الأمني، خصصت سامسونج ميزانية تسويقية ضخمة لدعم هذه الحملة، وبدأت في بث إعلانات توعية في أشهر مناطق لندن، مثل "بيكاديللي لايتس"، إلى جانب تغطية الحملة عبر محطات المترو، القطارات، وشاشات التلفزة المحلية.
ضمن سلسلة خطواتها التقنية، شرعت سامسونج مؤخرًا في طرح واجهة المستخدم الجديدة "One UI 7" التي تتضمن باقة من التحديثات الأمنية المحسنة، أبرزها مزايا مخصصة لمكافحة السرقة والتعامل مع التهديدات التي قد يتعرض لها الجهاز بمجرد خروجه عن سيطرة المستخدم. ومن المقرر أن تبدأ هذه التحديثات بالوصول إلى سلسلة "جلاكسي إس 25"، ثم إلى عدد أوسع من أجهزة سامسونج خلال عام 2025.
وتعليقًا على هذه المبادرة، أكدت "أنيكا بيزون"، نائبة رئيس قسم تجربة الهاتف المحمول في المملكة المتحدة وأيرلندا، أن سامسونج تبذل جهودًا حثيثة في التعاون مع وزارة الداخلية البريطانية للتصدي لمشكلة سرقة الهواتف المحمولة، مشيرة إلى أن الشركة تعمل عن كثب مع الشركاء في مختلف القطاعات لتطوير حلول تقنية قائمة على البيانات والتعلم الآلي، بهدف تأمين مستخدمي الهواتف وتحسين تجربتهم الرقمية في بيئات متغيرة ومعقدة.
التحديثات الأمنية الجديدة التي قدمتها سامسونج تُعتبر نقلة نوعية في مجال حماية الهواتف، إذ تشمل ميزات مثل "التحقق من الهوية"، و"المصادقة البيومترية"، و"تأخير الأمان"، والتي صُممت جميعها لتصعّب من مهمة اللصوص في الوصول إلى بيانات المستخدم، حتى في حال الاستيلاء على الهاتف فعليًا. وتتمثل ميزة "قفل كشف السرقة" باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تكتشف حركات الخطف أو السرقة، فتقوم بإغلاق الهاتف تلقائيًا لمنع الاستخدام غير المشروع.
كذلك، تأتي ميزة "القفل غير المتصل" لتضمن حماية الجهاز في حال انقطاعه عن الشبكة لفترات طويلة، بينما تسمح خاصية "القفل عن بُعد" للمستخدمين بقفل أجهزتهم المسروقة عبر رقم الهاتف وخطوات تحقق إضافية، ما يمنحهم الوقت والقدرة على منع أي اختراق محتمل للبيانات أو الحسابات المرتبطة.
أما الميزات الإضافية التي طُرحت ضمن واجهة "One UI 7"، فتضم خاصية "الأماكن الآمنة" التي تتطلب مصادقة بيومترية عند تغيير إعدادات الأمان في مواقع غير مألوفة، وميزة "تأخير الأمان" التي تؤخر تنفيذ أي تغييرات أمنية لمدة ساعة في حال الاشتباه بمحاولة إعادة ضبط بيانات الجهاز الحيوية. هاتان الميزتان تمنحان المستخدمين وقتًا حرجًا لاتخاذ إجراءات طارئة قد تمنع الضرر الكارثي.
في نهاية المطاف، تعكس هذه التحركات من سامسونج فلسفة الشركة في المزج بين الابتكار التقني والحرص الإنساني، حيث تسعى إلى أن يكون الهاتف الذكي أداة آمنة بقدر ما هو وسيلة تواصل وإنتاج. ومع تزايد التهديدات الإلكترونية والميدانية، يصبح من الضروري لكل مستخدم أن يتخذ خط الدفاع الأول بنفسه، وذلك من خلال تحديث الجهاز وتفعيل تلك الميزات الأمنية الحديثة، التي قد تكون الفارق بين فقدان البيانات وحمايتها في لحظة خاطفة.