هل حان وقت التوديع للبريد الإلكتروني؟ جوجل تُجيب

تعمل شركة "جوجل" على تطوير أداة بريد إلكتروني ثورية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تهدف إلى تسهيل إدارة البريد الإلكتروني الشخصي والتخلص من عبء التعامل اليومي مع الرسائل المتراكمة. المشروع الذي يقوده ديميس هاسابيس، رئيس "جوجل ديب مايند"، يركز على تطوير نظام ذكي يفهم محتوى الرسائل ويتفاعل معها بطريقة تحاكي أسلوب المستخدم في الردود، ما قد يُحدث تحولًا جذريًا في طريقة تواصلنا الرقمية.
تأتي هذه الخطوة في سياق تطلعات "جوجل" نحو تسخير إمكانيات الذكاء الاصطناعي لحل مشكلات يومية قبل التوسع في تطبيقاته الكبرى. ويرى هاسابيس أن تراكم الرسائل الإلكترونية في حياة الأفراد بات يشكل عبئًا حقيقيًا لا يقل أهمية عن القضايا التقنية الأخرى، مؤكدًا استعداده الشخصي لدفع آلاف الدولارات شهريًا فقط للتخلص من هذا العبء عبر أداة فعالة وذكية.
إقرأ ايضاً:خبر سار لجماهير الاتحاد: شراحيلي يُجدد ولاءه لـ"العميد" ويعلن قراره النهائيفي عملية رقابية دقيقة: أمانة الطائف تضبط 30 ذبيحة فاسدة منقولة من مسالخ المشاعر
الهدف الأساسي من الأداة الجديدة هو مساعدة المستخدمين على فرز الرسائل الواردة، والتعامل مع الردود الروتينية، وتجاوز الحاجة إلى التبرير الدائم لتفويت بعض الرسائل المهمة. ويؤكد هاسابيس أن النظام سيكون قادرًا على فهم فحوى الرسائل الأساسية والرد عليها بطريقة شخصية تعكس أسلوب المستخدم ذاته، ما يجعله أقرب إلى "مساعد ذكي" يتكامل مع الحياة الرقمية.
وبحسب تصريحات هاسابيس لصحيفة "الجارديان"، فإن المشروع يُمثل جزءًا من رؤية أوسع تهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة الأفراد وليس فقط جذب انتباههم. وقد أشار إلى أن هذه الأداة يمكن أن تكون أولى خطوات الحماية من خوارزميات أخرى صممتها شركات التكنولوجيا لجذب انتباه المستخدمين وتشتيتهم عن المهام الأكثر أهمية.
ويُبدي رئيس "ديب مايند" حماسة خاصة لفكرة تطوير مساعد شخصي ذكي يعرف المستخدم جيدًا، يقدم له توصيات ملائمة، ويساعده في تنفيذ المهام اليومية الروتينية، ما يمنحه وقتًا أكبر للتركيز في حياته الواقعية. ويضيف أن هذه الرؤية لا تتعلق فقط بالراحة، بل بحماية انتباه الإنسان وإدارته بوعي في عصر تهيمن فيه البيانات والرسائل المتدفقة باستمرار.
في حديثه عن مستقبل الذكاء الاصطناعي، أكد هاسابيس أن تأثيراته الحقيقية لن تظهر على المدى القصير، لكن على المدى البعيد ستُحدث تغيرات عميقة في بنية المجتمع، تُقارن بثورات تاريخية مثل الثورة الصناعية أو ظهور الإنترنت. ورغم أنه كان يتوقع أن يقود العلماء والأكاديميون هذا المجال، فإن اندماج الشركات الكبرى بسرعة في سباق تطوير الذكاء الاصطناعي فاق توقعاته.
وأشار هاسابيس إلى أن تحقيق ذكاء اصطناعي عام (AGI) مشابه للإدراك البشري قد لا يكون بعيدًا كما كان يُعتقد، مرجحًا أن يتحقق خلال فترة تتراوح بين خمس إلى عشر سنوات، وهو زمن قصير بالنظر إلى حجم التغيير الذي يمكن أن تحدثه هذه التقنية. واعتبر أن هذه المرحلة تستدعي تفكيرًا مستقبليًا جادًا واستعدادًا تنظيميًا ومجتمعيًا يليق بأهميتها.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الطموح لا يجب أن يقتصر على تطوير تقنيات تحقق الازدهار، بل يجب أيضًا ضمان عدالة توزيع هذا الازدهار. ودعا الاقتصاديين وعلماء الاجتماع إلى التفاعل مع هذه التحولات التقنية وتقييم أثرها الحقيقي على المجتمعات، متسائلًا: هل يمكننا في عالم تملؤه وفرة الذكاء الاصطناعي أن نضمن توزيعًا عادلًا للفرص والثروات.