يحذّر من أربعة عيوب تُسقط مشروعيتها: خبير مواشي يكشف أسرار اختيار الأضحية السليمة

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يتزايد اهتمام المسلمين حول العالم بشراء الأضاحي، ويصاحب هذا الإقبال حالة من الترقب والأسئلة المتعلقة بكيفية اختيار أضحية مطابقة للشروط الشرعية والصحية.
وفي هذا السياق، قدّم عبدالقادر آل معيلي، أحد المستثمرين البارزين في قطاع المواشي بالمملكة العربية السعودية، مجموعة من الإرشادات الدقيقة التي تساعد المواطنين والمقيمين على اختيار أضحيتهم بعناية، محذرًا من الوقوع في أخطاء شائعة قد تُفقد الأضحية مشروعيتها أو تقلل من جودتها.
إقرأ ايضاً:كيف تحمي نفسك من ثغرة "كروم" الجديدة؟ التفاصيل الكاملةهل حان وقت التوديع للبريد الإلكتروني؟ جوجل تُجيب
تأتي هذه التصريحات في إطار التوعية المجتمعية قبل أيام من بدء موسم النحر، وسط ارتفاع في الحركة التجارية داخل أسواق الماشية المحلية، وأوضح آل معيلي، خلال استضافته في برنامج "ستوديو الصباح" على إذاعة العربية FM، أن الشريعة الإسلامية وضعت شروطًا صارمة لا يمكن تجاهلها عند اختيار الأضحية، مؤكدًا أن هناك أربعة عيوب شرعية تُبطل الأضحية وتُسقط عنها صفة القُربة.
وتشمل هذه العيوب العور البيّن، والعرج البيّن، والمرض الظاهر، والهزال الشديد، وهي عيوب ورد ذكرها في الحديث النبوي الشريف، وتُعدّ معيارًا دقيقًا يجب أن يلتزم به المضحي لضمان قبول الأضحية.
وأضاف أن العور البيّن يعني فقدان البصر في إحدى العينين أو ظهور علامات خلل واضح فيها، أما العرج فهو ما يجعل الأضحية غير قادرة على المشي الطبيعي، وهو مؤشر يُنبّه إلى وجود إصابة قد تكون مؤلمة للحيوان وتؤثر في سلامته العامة.
وفي معرض شرحه لأبرز العلامات التي تُمكّن المشتري من التحقق من صحة الأضحية، شدد آل معيلي على أهمية فحص النشاط العام للحيوان، فالأضحية السليمة عادة ما تكون نشيطة، تقف بسهولة، وتتحرك دون بطء أو عرج، كما أن عيونها تكون صافية ولامعة، وتُقبل على الطعام بشهية، وهي إشارات مبدئية تُعزز من الثقة في سلامتها.
كما نوّه إلى أهمية فحص الأنف والفم بحثًا عن أي إفرازات غير معتادة، بالإضافة إلى النظر في الجلد والصوف للتأكد من عدم وجود بقع داكنة أو جروح أو تساقط غير طبيعي، وهي علامات قد تكون دالة على أمراض جلدية أو مشكلات صحية داخلية.
وتطرّق آل معيلي كذلك إلى مسألة العمر، التي تُعدّ أحد الشروط الأساسية لقبول الأضحية، موضحًا أن الذكر أو الأنثى من الأغنام يجب أن يكون قد أتم عامًا كاملًا ودخل في العام الثاني، وهو ما يُعرف فقهيًا بـ"الثني".
وأشار إلى أن بعض البائعين قد يُخفي عمر الأضحية أو يعرض حيوانًا لم يكتمل نموه بعد، ما يُعدّ غشًا صريحًا يخالف الأمانة التجارية ويُعرّض المشتري لخسارة مالية ودينية، داعيًا المستهلكين إلى التحلي بالوعي وعدم الانخداع بالمظهر الخارجي فقط، بل التحري بدقة عن عمر الأضحية من خلال فحص الأسنان أو الاستعانة بأشخاص ذوي خبرة.
وفي ختام حديثه، وجّه آل معيلي رسالة مهمة للمواطنين والمقيمين بضرورة الشراء من أماكن موثوقة وتجار معتمدين يتمتعون بسمعة طيبة في السوق، محذرًا من التعامل مع بائعي الطرقات أو الأسواق غير المرخصة التي تنتشر في المواسم وتفتقر إلى الرقابة الصحية.
كما شدد على أن بعض العيوب قد تكون مخفية ولا تظهر إلا للخبير، وهو ما يستدعي توخي الحذر واصطحاب من لديهم دراية بالشراء، حفاظًا على سلامة الأضحية والتزامًا بالشروط التي وضعتها الشريعة الإسلامية.
وتأتي هذه التوجيهات بالتزامن مع جهود مكثفة تبذلها الجهات المعنية في المملكة لضبط الأسواق وتنظيم بيع الأضاحي بما يحقق معايير الصحة العامة ويضمن سلامة المستهلك.
ويُتوقع أن يشهد سوق المواشي في الأيام المقبلة نشاطًا متزايدًا مع اقتراب يوم النحر، حيث تتسابق العائلات في شراء الأضاحي وتوفير متطلباتها قبل موسم العيد.
وفي ظل تزايد الحديث عن الأسعار ومدى توافر الكميات، تُعد هذه النصائح بمثابة خارطة طريق للمستهلكين الباحثين عن أضاحي سليمة شرعًا وصحيًا، تعكس روح الشعيرة وتُحقق غايتها الدينية والإنسانية.
وتُذكّر هذه التوجيهات بأهمية الجمع بين الامتثال لأحكام الشرع والحرص على معايير السلامة والصحة، ليكون عيد الأضحى مناسبة مكتملة الأركان، تحمل في طياتها معاني الطاعة والمشاركة المجتمعية، بعيدًا عن العشوائية أو العيوب التي قد تُفسد هذه العبادة الجليلة.