تحذير عاجل للحجاج درجات الحرارة بالمشاعر المقدسة قد تصل إلى 47 مئوية

في تحذير هام يأتي في صميم الجهود المبذولة لضمان سلامة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة البيئة، صالح بن دخيل، أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة بالمشاعر المقدسة، حيث من المتوقع أن تصل إلى 47 درجة مئوية ابتداءً من يوم غد الأربعاء وحتى يوم الأحد المقبل، هذه التوقعات الجوية تُشكل تحدياً يتطلب أقصى درجات الحيطة والحذر من قبل الحجاج، وتؤكد على أهمية الالتزام بالإرشادات الصحية الصادرة عن الجهات المعنية.
وأشار المتحدث، خلال مؤتمر الإحاطة الإعلامية لموسم الحج 1446 الذي انعقد اليوم الثلاثاء، إلى أن الخدمات الأرصادية تغطي المشاعر المقدسة بنسبة 100%، مما يعني وجود مراقبة دقيقة ومستمرة للظروف الجوية في جميع مناطق الحج، هذا التغطية الشاملة تتيح للجهات المعنية إصدار تحذيرات دقيقة وفي الوقت المناسب، وتمكينها من اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، وتقديم الدعم المطلوب للحجاج في أي ظرف طارئ، مما يعكس جاهزية المملكة في التعامل مع التحديات البيئية خلال هذا الموسم الكبير.
إقرأ ايضاً:انتقالات الصيف: الهلال يُناور بـ"هارتمان" بعد تعثر صفقة نجم ميلانسباق مع الزمن.. فرق النظافة تعيد تأهيل مشعر منى استعدادًا لاستقبال الحجاج
ودعت الوزارة الحجاج إلى توخي الحيطة البالغة، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، خاصة في أوقات الذروة، فالبقاء تحت أشعة الشمس المباشرة في درجات حرارة مرتفعة قد يؤدي إلى الإجهاد الحراري وضربات الشمس، وهي حالات صحية خطيرة قد تُهدد حياة الحاج، وشددت الوزارة أيضاً على ضرورة الحرص على شرب كميات كافية من المياه بانتظام، للحفاظ على رطوبة الجسم وتجنب الجفاف، فالجفاف يُعد أحد أبرز المخاطر الصحية في الأجواء الحارة، ويمكن أن يؤثر سلباً على صحة وسلامة الحجاج أثناء أداء المناسك الشاقة.
تأتي هذه التحذيرات في إطار الحرص الشديد الذي توليه المملكة العربية السعودية لسلامة ضيوف الرحمن، وتوفير كافة السبل لتمكينهم من أداء فريضتهم بكل يسر وطمأنينة، فالحج فريضة عظيمة تتطلب جهداً بدنياً كبيراً، وتتزامن هذا العام مع ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، مما يستدعي من الجميع، حجاجاً ومسؤولين، التكاتف والالتزام بالإرشادات لضمان موسم حج آمن للجميع.
ويُعد التوعية المستمرة للحجاج بأهمية الوقاية من حرارة الشمس أمراً حيوياً، فالعديد من الحجاج قد لا يكونون معتادين على مثل هذه الأجواء، خاصة القادمين من مناطق ذات درجات حرارة معتدلة، لذا، فإن تكرار التحذيرات وتوفير المعلومات اللازمة بلغات متعددة عبر القنوات المختلفة، بما في ذلك المنصات الرقمية ووسائل الإعلام التقليدية، يُسهم في رفع مستوى الوعي بين الحجاج.
كما تُبذل جهود كبيرة لتوفير نقاط توزيع المياه والمشروبات المرطبة في جميع المشاعر المقدسة، وتكثيف وجود الفرق الطبية المتخصصة، وتوزيع المظلات الواقية من الشمس، وتهيئة أماكن الظل والمرافق المبردة قدر الإمكان، كل هذه الإجراءات تهدف إلى التخفيف من وطأة الحرارة على الحجاج، وتقديم الرعاية اللازمة لأي حالات إجهاد حراري قد تنشأ.
إن التعاون بين وزارة البيئة، والجهات الأمنية، ووزارة الصحة، وكافة القطاعات الحكومية والخاصة المعنية بخدمة الحجاج، يُشكل منظومة متكاملة لضمان سلامة وصحة ضيوف الرحمن، فالمملكة تستثمر في أحدث التقنيات والموارد البشرية لتقديم تجربة حج فريدة، وتُظهر استعداداً عالياً لمواجهة أي تحديات قد تطرأ.