المملكة تدخل موسم الصيف رسميًا.. حرائق شمس ودرجات حرارة تصل لـ48 درجة!

قال محلل الطقس والأرصاد الجوية، عادل القازنلي، إن المملكة دخلت فعليًا فصل الصيف يوم أمس، معلنًا بذلك بداية فترة من الطقس الحار إلى شديد الحرارة تمتد على مدار الأربعين يومًا المقبلة، وهي الفترة التي تشهد فيها معظم مناطق المملكة ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، جاء ذلك خلال مداخلة القازنلي في برنامج "ستوديو الصباح" عبر إذاعة "العربية FM"، حيث قدّم توقعاته وتحليلاته المستندة إلى النماذج المناخية الحديثة والمعطيات الرصدية المتوفرة لدى مراكز الأرصاد الجوية.
وأوضح القازنلي أن درجات الحرارة خلال هذه الفترة ستتراوح بشكل عام بين 44 إلى 48 درجة مئوية في عدد من مناطق المملكة، مؤكدًا أن هذه المعدلات تُعد طبيعية لفصل الصيف في المناخ الصحراوي، لكنها تستدعي في الوقت نفسه اتخاذ الاحتياطات اللازمة خاصةً من قِبل الفئات الأكثر عرضة للتأثر كالمرضى وكبار السن والعاملين في الهواء الطلق، ونبّه القازنلي إلى أن المملكة قد تتعرض خلال هذه الفترة لموجات حارة مؤقتة تدوم يومًا أو يومين، وهي موجات تختلف عن الحرارة المعتادة من حيث شدتها وتأثيرها المباشر على الأجسام، مؤكدًا أن هذه الموجات تستوجب مزيدًا من الوعي بوسائل الوقاية والتعامل الصحيح مع الطقس.
إقرأ ايضاً:الهلال السعودي يفاجئ الجميع ويخطط لاستعارة هذا النجم من الاتحاد قبل مونديال الأندية"الإجهاد الحراري يهدد سلامتك" رسالة عاجلة من "الصحة" للحجاج!
وأشار في حديثه إلى أن المناطق الغربية من المملكة، وتحديدًا مكة المكرمة والمدينة المنورة، ستكون في طليعة المناطق المتأثرة بارتفاع درجات الحرارة، نظرًا لطبيعتها الجغرافية وكثافتها السكانية، إضافة إلى تزايد النشاط البشري والاقتصادي والسياحي في هذه الفترة، خصوصًا مع اقتراب موسم الحج، ولفت إلى أن هذه المناطق تشهد عادة ارتفاعًا تصاعديًا في درجات الحرارة كلما اقتربنا من ذروة فصل الصيف، داعيًا إلى الاستعداد الجيد، خاصةً من الجهات الخدمية والصحية والبلدية التي يقع على عاتقها التكيف مع متغيرات الطقس وتهيئة الأجواء للمواطنين والمقيمين.
وأكد القازنلي أن هذا الفصل يعد من أكثر الفصول تحديًا للمواطنين على مستوى التكيف المناخي، لكنه في الوقت نفسه فرصة للمختصين في الطقس والأرصاد لقراءة التغيرات المناخية بدقة وتقييم تأثيراتها على المدى القصير والبعيد، وأشار إلى أن الأرصاد الجوية السعودية تمتلك تقنيات متطورة قادرة على رصد التغيرات المناخية بشكل دقيق، وتقدم تحديثات لحظية تساعد الجهات المختصة والمواطنين على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.
وفي هذا السياق، دعا القازنلي المواطنين إلى متابعة النشرات الجوية اليومية التي تصدرها الأرصاد، والاستفادة من التحديثات المباشرة التي تقدم عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصةً تلك التي تُنشر على "سناب شات"، حيث يتم عرض لقطات حصرية للظواهر الجوية، وتنبيهات مبكرة لأي تغيرات قد تطرأ على الطقس، وأكد أن التفاعل مع هذه المنصات يسهم في تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الطقس والتصرف السليم في الأوقات الحرجة، لافتًا إلى أن "التقنيات الحديثة أصبحت أداة فعالة في إيصال المعلومات المناخية بأبسط وأسرع الطرق الممكنة".
كما حث على تجنّب الخروج في أوقات الذروة من الظهيرة وحتى العصر، وضرورة الإكثار من شرب المياه وارتداء الملابس القطنية والخفيفة، مؤكدًا أن سلوك الأفراد خلال هذه الفترة له دور كبير في الوقاية من ضربات الشمس والإجهاد الحراري، وأشار إلى أهمية التنسيق بين الجهات الصحية والإغاثية والبلديات لضمان توفير نقاط تبريد متنقلة في الأماكن العامة والأسواق والمراكز الكبرى، خاصةً في المدن التي تشهد ازدحامًا سكانيًا كبيرًا.
وختم القازنلي حديثه بالتأكيد على أن وعي المجتمع هو الحصن الأول في مواجهة تأثيرات الصيف القاسية، داعيًا إلى أن يكون كل فرد شريكًا في نشر التوعية والحرص على سلامته وسلامة من حوله، مشددًا على أن التغيرات المناخية أصبحت واقعًا لا يمكن تجاهله، ويجب التكيف معه باستراتيجيات طويلة المدى تستند إلى العلم والتقنية والتخطيط الذكي.