بن نافل يحلّق إلى باريس لإنهاء صفقات الهلال: تحركات حاسمة قبل مونديال الأندية

في خطوة تحمل بين طياتها الكثير من الترقب والطموحات، توجه رئيس نادي الهلال السعودي، فهد بن نافل، صباح اليوم إلى العاصمة الفرنسية باريس، في زيارة وُصفت بأنها مفصلية في مسار استعدادات "الزعيم" لخوض غمار كأس العالم للأندية 2025، التي تحتضنها الولايات المتحدة الأمريكية.
وتأتي هذه الزيارة في توقيت دقيق وحاسم، إذ تسابق إدارة النادي الزمن لإنهاء الترتيبات الفنية والإدارية اللازمة لتعزيز صفوف الفريق، تمهيدًا للمنافسة على أعلى مستوى قاري وعالمي، في بطولة ستجمع نخبة أندية العالم، وعلى رأسها ريال مدريد الإسباني، خصم الهلال في مجموعته المرتقبة.
إقرأ ايضاً:خصوصيتك أولاً: تطبيق جوجل الجديد يُشغل الذكاء الاصطناعي محليًا دون مشاركة بياناتكالسعودية تكشف مواصفات قياسية جديدة للباس الإحرام "مقاومة الحرارة وامتصاص العرق"
ويُنظر إلى هذه الرحلة على أنها استكمال لمجهودات متواصلة بذلتها الإدارة الزرقاء خلال الأسابيع الماضية، خاصة بعد ضمان الفريق مقعده في البطولة العالمية، الأمر الذي فرض على صانعي القرار في الهلال ضرورة التحرك بقوة على صعيد الصفقات الفنية، سواء من حيث التعاقد مع جهاز فني جديد قادر على مواكبة التحديات، أو ضم أسماء لامعة قادرة على صنع الفارق، وإعادة الفريق إلى منصات التتويج القارية والعالمية.
وقد أكدت مصادر مقربة من النادي أن بن نافل يحمل في جعبته ملفات تفاوضية حساسة، تشمل مدربين كبار ولاعبين من طراز عالمي، يأتي على رأسهم المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، واللاعب البرتغالي الدولي برونو فيرنانديز، قائد مانشستر يونايتد.
وتوقيت زيارة بن نافل إلى باريس لم يكن عبثيًا، بل جاء في سياق مدروس يتزامن مع انطلاق فترة الانتقالات الصيفية، الممتدة من الأول وحتى العاشر من يونيو، وهي فترة وصفتها تقارير رياضية محلية ودولية بأنها "الأكثر ازدحامًا" في روزنامة الهلال، حيث تركز الإدارة جهودها على إتمام التعاقدات قبل بدء المعسكر التحضيري للموسم الجديد.
كما أن اقتراب نهاية عقود بعض لاعبي الفريق، واحتياج الهلال لتجديد دمائه بلاعبين أكثر جاهزية وقدرة على خوض منافسات عالمية، دفع إدارة النادي إلى مضاعفة التحركات، والاستعانة بعلاقاتها الممتدة مع وكلاء اللاعبين والمدربين، لحسم الصفقات في أسرع وقت ممكن.
وتشير المعطيات الراهنة إلى أن الهلال يسعى، من خلال هذه التحركات، إلى إرسال رسالة واضحة لجماهيره ومنافسيه على حد سواء، مفادها أن الزعيم قادم إلى البطولة العالمية بقائمة قوية ومدرب بمواصفات فنية عالية، بعد أن خاض تجارب متقلبة في المواسم الماضية، واجه خلالها تحديات فنية وإدارية أثّرت على استقرار الفريق في بعض الفترات.
ورغم الإنجازات المحلية، إلا أن الطموح العالمي للهلاليين لم يهدأ، خصوصًا بعد التأهل إلى مونديال الأندية بصيغته الجديدة، التي تضم 32 ناديًا، ما يجعل المنافسة أكثر شراسة، والحاجة إلى تدعيم الصفوف أكثر إلحاحًا.
ومن جهتها، عبّرت جماهير الهلال عن ارتياحها لخطوة رئيس النادي، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي منذ صباح اليوم برسائل الدعم والتأييد، وسط مطالبات بإتمام صفقات نوعية تليق بمكانة الهلال وتاريخه الكبير.
وتنتظر الجماهير الإعلان الرسمي عن تفاصيل المفاوضات الجارية في باريس، خاصة في ظل تزايد الحديث عن اتفاقات شبه نهائية مع لاعبين أوروبيين، بالإضافة إلى أنباء عن تواصل مباشر مع بعض وكلاء المدربين الذين أبدوا رغبة جدية في قيادة الهلال خلال الموسم القادم.
ولا يخفي المتابعون الرياضيون أن التعاقد مع مدرب بحجم إنزاجي، أو ضم لاعب بوزن برونو فيرنانديز، سيشكّل نقلة نوعية للفريق، ويعزز فرصه في تقديم نسخة استثنائية في البطولة المرتقبة.
ويأتي هذا التحرك الاستراتيجي من إدارة الهلال ضمن رؤية طويلة المدى، لا تقتصر فقط على كأس العالم للأندية، بل تمتد لتشمل الموسم المحلي القادم، الذي سيشهد منافسة قوية في دوري روشن السعودي، بالإضافة إلى مشاركات خارجية متعددة، تتطلب من الفريق المحافظة على الجاهزية الفنية والبدنية طيلة الموسم.
كما أن التحديات الإدارية المتعلقة بملف المعارين والمنتهية عقودهم، تجعل من ضرورة حسم الصفقات مبكرًا أولوية قصوى للإدارة، لتفادي أزمات اللحظات الأخيرة، وتوفير الاستقرار الفني الذي يطمح إليه الجهاز الفني الجديد المرتقب.
وتُعد مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية 2025 بمثابة محطة مفصلية في تاريخ النادي، إذ سيواجه فيها أندية من الطراز الثقيل، مثل ريال مدريد الإسباني، وباتشوكا المكسيكي، وريد بول سالزبورغ النمساوي، في مجموعة ثامنة تبدو على الورق قوية ومتوازنة.
لكنها تحتاج إلى إعداد نفسي وفني على أعلى مستوى، لتحقيق نتائج إيجابية تليق بسمعة الكرة السعودية، وتُترجم حجم الاستثمارات التي ضُخت في الكرة المحلية خلال السنوات الأخيرة، وفي ظل هذا السياق، يتضح أن بن نافل لا يتحرك منفردًا، بل يمثل رؤية متكاملة تهدف إلى تثبيت أقدام الهلال على خارطة كرة القدم العالمية.