مهمة غير مأهولة نحو الكوكب الأحمر،،، سباق ماسك ضد الزمن

 إيلون ماسك،
كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في  twitter

في مشهد يعيد إحياء أحلام البشر في استكشاف الكواكب البعيدة، أعلن الملياردير الأميركي إيلون ماسك عن نية شركته "سبيس إكس" إطلاق أول رحلة غير مأهولة إلى كوكب المريخ مع نهاية عام 2026، رغم التحديات التقنية والتجريبية التي لا تزال تواجه مركبته الطموحة "ستارشيب"، ويأتي هذا التصريح بعد يومين فقط من فشل جديد في سلسلة تجارب الطيران التي تهدف إلى تطوير المركبة لتكون قادرة على نقل البشر إلى الكوكب الأحمر.

ماسك، الذي يُعرف بعشقه للمغامرات العلمية، عرض من خلال مقطع مصوّر نشرته شركته جدولاً زمنياً لتطوير "ستارشيب"، مؤكدًا أن تحقيق هذا الهدف الطموح يعتمد بشكل كبير على نجاح عدة خطوات تقنية معقدة، من أبرزها مناورة إعادة التزود بالوقود في مدار الأرض، وهي إحدى العقبات التكنولوجية التي لم تُنجز بعد بشكل فعّال في مجال الفضاء التجاري.


إقرأ ايضاً:جاهزية تامة في نجران: أكثر من 170 جامعا ومصلى تستقبل صلاة عيد الأضحىقرار حاسم في السعودية للتحكم في سعر بيع الأضاحي "لا للاستغلال"

يتزامن الموعد الذي حدده ماسك للانطلاق نحو المريخ مع ظاهرة فلكية مهمة تحدث كل عامين تقريباً، حين يكون الكوكب الأحمر في أقرب نقطة له من الأرض، مما يقلّص المسافة المطلوبة للسفر ويجعل توقيت الرحلة أكثر مثالية من حيث استهلاك الوقود والمدة الزمنية، التي قد تتراوح ما بين سبعة وتسعة أشهر.

ورغم جرأة المخطط، فإن ماسك قدّر نسبة النجاح في الالتزام بهذا الموعد بنسبة 50 في المائة، مشيرًا إلى أن "سبيس إكس" لن تُخاطر بمحاولة الإطلاق ما لم تكن المركبة جاهزة بشكل كامل، وأضاف أن التأجيل لعامين إضافيين سيبقى خيارًا مطروحًا في حال لم تكتمل الاختبارات بنجاح، ما يعكس واقعية حذرة في طموحاته رغم اندفاعه المعروف.

وستتضمن الرحلة الأولى إرسال طاقم غير بشري مكوّن من روبوتات من طراز "أوبتيموس" التي تطوّرها شركة "تسلا"، على أن تلحق بها بعثات مأهولة في المرات القادمة، بدءًا من الهبوط الثاني أو الثالث، هذه الاستراتيجية تشير إلى رغبة ماسك في محاكاة الظروف على سطح المريخ واختبار المعدات في بيئة حقيقية قبل إرسال البشر، كخطوة ذكية نحو ضمان السلامة وتفادي الفشل.

ويطمح ماسك إلى تحويل هذا الحلم إلى واقع متكرر، حيث تحدث عن خطة طموحة تقضي بإرسال ما بين ألف إلى ألفي مركبة إلى المريخ كل عامين، في محاولة لبناء مستوطنة بشرية دائمة وقادرة على الاكتفاء الذاتي، هذا المشروع، الذي يبدو أقرب إلى الخيال العلمي، يعكس رؤية ماسك الاستراتيجية في تحويل البشرية إلى "حضارة متعددة الكواكب"، كما يصفها دائماً.

لكن، الطريق نحو المريخ لا يبدو مفروشاً بالنجاحات فقط، فقد شهدت "ستارشيب" سلسلة من الانتكاسات، كان آخرها الرحلة التجريبية التاسعة التي أُطلقت في 27 مايو 2025، والتي انتهت بتفكك المركبة في منتصف المسار بعد حوالي 30 دقيقة من الإقلاع.

ورغم أن بعض أهداف الرحلة تم تحقيقها جزئياً، إلا أن الفشل في استكمال المهمة يلقي بظلال من الشك على جاهزية المركبة للمهام البعيدة.

وقبل ذلك، عانت المركبة من انفجارات كارثية خلال رحلتين تجريبيتين في يناير ومارس، حيث تحطمت بعد لحظات من الإقلاع، وأدى تساقط الحطام فوق البحر الكاريبي إلى اضطرار العشرات من شركات الطيران إلى تغيير مسار رحلاتها كإجراء وقائي، هذه الحوادث أثارت تساؤلات حول مدى جاهزية المشروع، خاصة مع تصاعد وتيرة الطموحات المتسارعة.

وفي ظل هذه المحاولات المتواصلة، تبقى "ناسا" متمسكة بخططها لإعادة البشر إلى سطح القمر بحلول عام 2027، عبر مركبة فضائية مخصصة لتكون نقطة انطلاق نحو المريخ لاحقاً خلال ثلاثينيات هذا القرن.

 وبينما تلتزم الوكالة الأميركية بنهج أكثر تحفظاً، يواصل ماسك دفع حدود الممكن في سباق غير رسمي نحو الكوكب الأحمر، حيث تتلاقى أحلام الطفولة بالعلم، ويُختبر الخيال على أرض الواقع الفضائي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook