المملكة تدشن أول سيارة إسعاف مجهزة بأشعة مقطعية في الحرم المكي

أعلنت وزارة الصحة السعودية اليوم عن تدشين أول سيارة إسعاف مجهزة بجهاز الأشعة المقطعية (CT Scan) داخل الحرم المكي الشريف، في خطوة طبية نوعية تُعد الأولى من نوعها في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط.
وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود الوزارة الرامية إلى تطوير منظومة الرعاية الصحية الطارئة، وتوفير أعلى درجات التشخيص والعلاج للحالات الحرجة التي قد تتطلب تدخلاً سريعًا ودقيقًا وسط التجمعات الكبيرة للحجاج والمعتمرين.
إقرأ ايضاً:رسميًا: ماهر المعيقلي إمامًا لصلاة عيد الأضحى في الحرم المكي 1446هـالصحة النفسية على تيك توك: خطر خفي يهدد المستخدمين فعليك الحذر
وتُعد هذه السيارة الإسعافية المتطورة نقلة نوعية تعكس حرص المملكة على دعم الخدمات الصحية الطارئة بأحدث التقنيات الطبية، في واحدة من أكثر المناطق ازدحامًا على مستوى العالم، حيث يُقدّر عدد زوار الحرم المكي خلال موسم الحج وحده بملايين الأشخاص، مما يتطلب استعدادات صحية عالية المستوى.
وتُعد سيارة الإسعاف الجديدة مزودة بجهاز الأشعة المقطعية المحمول، الذي يسمح بإجراء الفحوصات التصويرية التشخيصية للحالات الحرجة على الفور، دون الحاجة لنقل المرضى إلى المراكز أو المستشفيات الطبية، وهو ما يسرع من اتخاذ القرار الطبي ويعزز فرص إنقاذ الأرواح.
وتُتيح هذه التقنية الطبية الفريدة للطواقم الطبية داخل السيارة رصد الإصابات الداخلية، خاصة التي تحتاج لتشخيص دقيق وسريع مثل حالات النزيف الداخلي، الإصابات الدماغية، أو الجلطات، ما يقلل من زمن الاستجابة الطبية ويُحسن من جودة الرعاية.
كما تسهم هذه الخطوة في رفع كفاءة الخدمات الإسعافية المقدمة للحجاج، خاصة مع الطبيعة الخاصة للحرم المكي وضيق المساحات التي قد تعوق سرعة النقل في بعض الحالات الطارئة.
وفي تصريحات رسمية، أكدت وزارة الصحة أن تدشين هذه السيارة المتطورة جاء ضمن الاستراتيجية الوطنية لتطوير خدمات الرعاية الصحية الطارئة، مشيرة إلى أنها تتكامل مع منظومة الإنقاذ الطبي المتوفرة في مكة المكرمة، وتساهم في تقليل معدلات الوفاة والمضاعفات الناتجة عن التأخر في التشخيص.
وأوضح المسؤولون أن وجود الأشعة المقطعية في سيارة الإسعاف سيشكل تحولا جذريًا في طريقة التعامل مع الحالات الطارئة داخل الحرم، خاصة في موسم الحج، حين تزداد الحاجة لتقديم خدمات طبية متقدمة في مواقع التجمعات، وأكدوا أن المشروع يتماشى مع رؤية المملكة 2030 في الارتقاء بالخدمات الصحية وتوظيف أحدث التقنيات الطبية لضمان سلامة المواطنين والمقيمين والزوار.
ومن جهة أخرى، أثار هذا الإنجاز الطبي إعجابًا واسعًا في الأوساط الصحية المحلية والدولية، حيث أشاد مختصون في الطوارئ والرعاية الحرجة بالخطوة التي تعزز جاهزية الكوادر الطبية وتعزز من سرعة الاستجابة للحوادث الطارئة.
وأشاروا إلى أن توفير الأشعة المقطعية مباشرة في موقع الحادث يعد تطورًا فريدًا يساهم في تقليل الأضرار الصحية الناتجة عن تأخر التشخيص أو النقل، ويؤمن تدخلاً علاجياً مبكرًا يزيد من فرص التعافي.
وكذلك، اعتبر مراقبون أن هذا الإنجاز سيكون نموذجًا يحتذى به في دول المنطقة، خاصة في الأماكن التي تشهد كثافة بشرية كبيرة، مثل الحرم المكي، التي تتطلب تجهيزات طبية فائقة المستوى مع ضمان الكفاءة والسرعة في التعامل مع الحالات.
وفي الختام، تؤكد وزارة الصحة أن هذا المشروع يعكس التزام المملكة بتقديم خدمات صحية عالمية المستوى داخل الحرم المكي، مع الاستمرار في تطوير وتحديث منظومة الرعاية الطارئة، بما يتناسب مع حجم التحديات والتجمعات الكبيرة التي يشهدها هذا المكان المقدس.
ويعتبر إدخال الأشعة المقطعية المحمولة في سيارة الإسعاف خطوة متقدمة تسهم في حفظ الأرواح وتحسين نتائج العلاج، وهو ما يتماشى مع الأهداف الصحية الوطنية لرؤية 2030 التي تركز على جودة الحياة والرعاية الصحية الشاملة.