المركز الوطني للرقابة البيئية ينفذ 900 جولة لضمان بيئة آمنة للحجاج

في إطار الجهود المتكاملة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لضمان بيئة صحية وآمنة لضيوف الرحمن، نفذ المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي أكثر من 900 جولة رقابية مكثفة على الأوساط البيئية المحيطة بمسار رحلة الحاج، وهذه الجولات شملت المنطقة الممتدة من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، وصولاً إلى أماكن أداء النسك في المشاعر المقدسة، وذلك خلال موسم حج هذا العام، وهذا التكثيف في الرقابة البيئية يعكس حرص المملكة على توفير أعلى مستويات السلامة والراحة للحجاج في كل مراحل رحلتهم الروحانية.
وأوضح المتحدث الرسمي للمركز، سعد المطرفي، أن فرق التفتيش التابعة للمركز أنجزت نحو 90% من الجولات الاستباقية. هذه الجولات تهدف بشكل أساسي إلى التأكد من سلامة أوساط الماء والهواء والتربة في المناطق التي يمر بها الحجاج أو يتواجدون فيها، وأكد المطرفي أن عملية الرقابة ليست مجرد جولات دورية، بل هي عملية مستمرة لا تتوقف حتى ينهي ضيوف الرحمن نسكهم ويعودوا إلى ديارهم، وذلك لضمان بقاء البيئة المحيطة بهم سليمة وخالية من أي ملوثات قد تؤثر على صحتهم أو راحتهم.
إقرأ ايضاً:أكثر من 91 ألف خدمة صحية لحجاج بيت الله الحرام حتى 6 ذو الحجةالنصر يقترب من حسم صفقة مدافع إنتر ميلان بعرض ضخم "80 مليون يورو"
وبين المطرفي أن العمل الرقابي على البيئة في موسم الحج بدأ فعلياً في منتصف شهر ذي القعدة، أي قبل فترة كافية من بدء تدفق الحجاج بأعداد غفيرة، وقد تم توزيع الجولات الرقابية بشكل استراتيجي على المواقع الرئيسية، وفي مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، تم تنفيذ 518 زيارة شملت منشآت وأنشطة ذات أثر بيئي، سواء كانت تحيط بمسار الحجاج أو تتواجد في مكان وجودهم بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذه المنشآت والأنشطة تشمل على سبيل المثال لا الحصر، مواقع المخيمات، مراكز الخدمات، الطرق، ومواقع تجمعات الحجاج.
أما في المدينة المنورة، فقد قام المفتشون بزيارة نحو 396 موقعاً، وكان من أهمها المواقع التاريخية والسياحية التي يقصدها زوار المدينة أثناء الموسم، وهذا التركيز على المواقع التي يرتادها الحجاج قبل التوجه إلى مكة المكرمة يضمن أن رحلتهم تبدأ وتنتهي في بيئة نقية، وأنهم يتمتعون بزيارة صحية للمواقع الأثرية والدينية في المدينة المنورة.
وأشار المطرفي إلى أن عمليات الرقابة البيئية تتم أيضاً بوساطة تقنيات متعددة ومتطورة، تأتي على رأسها شبكة مكونة من 9 محطات لمراقبة جودة الهواء المحيط بالحجاج، وتتوزع 6 من هذه المحطات في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بينما توجد 3 محطات أخرى في المدينة المنورة، وتعمل هذه المحطات على مدار الساعة لقياس 22 عنصراً من مكونات الهواء، مما يضمن رصداً دقيقاً وشاملاً لجودة الهواء، ونوه المتحدث الرسمي بأن في حال رصد أي ملوث للهواء المحيط بالحاج، يتم توجيه الفرق الميدانية فوراً إلى الموقع لتحديد مصدر التلوث، ومن ثم يتم الرفع إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لوقف مصدر التلوث، وذلك لضمان استجابة سريعة وفعالة لأي تحديات بيئية طارئة.
تؤكد هذه الجهود المبذولة من المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي على أن المملكة العربية السعودية لا تدخر جهداً في توفير بيئة صحية وآمنة للحجاج، وهذا الالتزام يعكس رؤية شاملة لخدمة ضيوف الرحمن، تتجاوز الجوانب اللوجستية والتنظيمية لتشمل الحفاظ على نقاء الأوساط البيئية، مما يسهم في تحقيق أعلى مستويات الراحة والطمأنينة للحجاج خلال أدائهم هذه الفريضة العظيمة، وإن هذا التكامل بين الجهود الأمنية والصحية والبيئية هو ما يميز موسم الحج في المملكة، ويجعله نموذجاً عالمياً للإدارة الناجحة للتجمعات البشرية الضخمة.