السديس يعلن خطة إثرائية لترجمة خطب عرفة وعيد الأضحى والجمعة بـ35 لغة

السديس يعلن خطة إثرائية لترجمة خطب عرفة وعيد الأضحى والجمعة بـ35 لغة
كتب بواسطة: مروى علوي | نشر في  twitter

في خطوة استراتيجية رائدة تواكب التطورات الرقمية العالمية، أعلنت رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي عن إطلاق مسار إثرائي شامل لخطبة يوم عرفة، وعيد الأضحى، وخطبة الجمعة المتتالية، وذلك ضمن الاستعدادات المكثفة لموسم حج عام 1446هـ.

وتستهدف هذه المبادرة ترجمة الخطابات الدينية إلى 35 لغة عالمية، في إطار جهود المملكة العربية السعودية لتوسيع دائرة وصول رسالة الإسلام الوسطية إلى أكثر من 25 مليون مشاهد ومستفيد على الصعيدين المحلي والدولي، عبر مجموعة من المنصات الرقمية والتطبيقات الذكية والقنوات الإعلامية الإسلامية.


إقرأ ايضاً:خدمة مبتكرة على طريق الهجرة: دعم فوري للحجاج في حال تعطل الحافلات!النصر يُقفل الصفقة الكبرى "سيماكان" باقٍ بعقد طويل الأجل!

وجاء إعلان هذه الخطوة خلال اجتماع ترأسه رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، في مكتبه بمكة المكرمة، حيث تم اعتماد الخطة التفصيلية لهذا المسار الإثرائي المتكامل الذي صُمم بعناية فائقة ليشمل كافة الجوانب التعبدية والمعرفية.

وأكد السديس خلال الاجتماع أن هذه الخطة ليست مجرد إعداد نصوص لخطب موسمية، بل هي جزء من رؤية شاملة ترمي إلى تعزيز التجربة الروحية لضيوف الرحمن والزائرين، وضمان وصول رسائل الحرمين الشريفين إلى أكبر عدد ممكن من المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في ظل ما تشهده مكة المكرمة والمدينة المنورة من تدفق ضخم للمصلين والمعتمرين على مدار العام.

وتركز الخطة على الاستفادة القصوى من المضامين الدينية العميقة التي تحويها خطب يوم عرفة وعيد الأضحى وخطبة الجمعة التي تتبعها مباشرة، والتي تشكل بدورها محطات دينية بالغة الأهمية في الموسم الحجري، حيث تحمل هذه الخطب رسائل توجيهية تحث على تعزيز السلام، والمحبة، والتقارب بين شعوب العالم، وتدعو إلى الالتزام بالقيم الإنسانية النبيلة.

وقد تم تشكيل لجنة متخصصة تضم مجموعة من العلماء والخبراء في مجال الخطابة والتواصل الديني لتطوير هذه الخطب، بما يتوافق مع طبيعة الجمهور المتنوع ومستويات التفاعل الرقمية الحديثة، مع التركيز على إبراز رسالة الاعتدال والوسطية التي تبناها الحرمين الشريفين، والتي تشكل أحد أبرز ركائز السياسة الدينية للمملكة.

والترجمة إلى 35 لغة ليست مجرد عمل تقني فقط، بل هي خطوة استراتيجية لتمكين الشعوب الناطقة بلغات متعددة من فهم مضامين الخطب بوضوح ودقة، مما يتيح لهم الاستفادة الحقيقية من هذه الرسائل الروحية العميقة، ويعزز من الحوار الثقافي والديني بين المسلمين وغير المسلمين.

وتغطي اللغات المترجمة معظم القارات، بما في ذلك اللغات الأكثر تداولاً في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، ما يجعل هذا المشروع من أضخم مبادرات الترجمة الدينية على مستوى العالم، ويعكس حرص المملكة على أن تكون منارة للوسطية والاعتدال في العالم أجمع، إلى جانب ما يحمله من دور فاعل في التصدي لأفكار التطرف والغلو.

وإلى جانب الترجمة، أعدت رئاسة الشؤون الدينية برامج علمية وتوجيهية متكاملة تهدف إلى إثراء تجربة ضيوف الرحمن روحياً ومعرفياً، حيث تم إطلاق سلسلة من الدروس والمحاضرات التوعوية التي تشرح أهمية مناسك الحج، وتسلط الضوء على القيم الاجتماعية والإنسانية التي يحتفي بها موسم الحج، كالرحمة، والمساواة، والتآلف بين البشر.

وشدد الشيخ السديس على أن هذه البرامج تأتي لتكمل تجربة الحجاج والزائرين، وتوفر لهم محتوى غنياً يساعدهم على تعميق الإيمان وتجديد النية، ويجعل من حجهم تجربة مميزة روحيًا ومعنويًا.

كما أن هذه البرامج متاحة عبر المنصات الرقمية الرسمية، لتصل إلى المهتمين والمتابعين داخل المملكة وخارجها على مدار السنة، ما يعكس توجه المملكة نحو رقمنة الخدمات الدينية ونشر المعرفة الشرعية بشكل شامل ومنظم.

ولا تقتصر أهمية هذه الخطوة على الجانب الروحي والمعرفي فقط، بل تتعداها لتجسد الدور الريادي الذي تضطلع به المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وتسليط الضوء على الجهود الضخمة التي تبذلها في سبيل توفير أفضل الخدمات الدينية والاجتماعية للحجاج والمعتمرين.

وتعكس هذه المبادرة التزام المملكة التام بتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، الذين جعلوا خدمة ضيوف الرحمن أولوية قصوى، ضمن استراتيجية شاملة ترتكز على تعزيز مكانة الحرمين كمركز عالمي للسلام والتعايش والاعتدال.

وتتزامن هذه المبادرة مع الجهود المتواصلة لتطوير البنية التحتية والخدمات الإلكترونية في الحرمين الشريفين، مما يؤكد حرص القيادة السعودية على تحديث منظومة الخدمات الدينية بما يتناسب مع متطلبات العصر ويعزز من تجربة الحاج والزائر.

وفي الختام، أكد الشيخ عبدالرحمن السديس أن رئاسة الشؤون الدينية ماضية في تنفيذ هذه الخطط النوعية بعزم وإتقان، معتمدة على الكفاءات العلمية والتقنية لتحقيق الأهداف المرجوة، في ظل تزايد الاهتمام العالمي بمحتوى الحرمين الشريفين، وحرص المملكة على أن تكون قائدة في نشر الوسطية والاعتدال في العالم الإسلامي وخارجه.

وأشار إلى أن هذه المبادرة تمثل نقطة محورية في تاريخ الخدمات الدينية الرقمية، وستسهم بشكل كبير في تعزيز الفهم الصحيح للدين الإسلامي ونشر قيمه السامية، بما يخدم قاصدي الحرمين، ويوصل رسائل السلام والتعايش لجميع الإنسانية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook