تهريب التبغ والمخدرات والأسلحة: الجمارك تتصدى لـ1200 محاولة خرق أمني

هيئة الزكاة والجمارك
كتب بواسطة: فواز حمدي | نشر في  twitter

في خطوة جديدة تعكس يقظة الأجهزة الجمركية وتكامل الجهود الأمنية في المملكة، أعلنت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك عن تسجيل 1204 حالات ضبط لممنوعات عبر المنافذ الجمركية البرية والبحرية والجوية، في إطار حملتها المتواصلة لتعزيز أمن المجتمع والاقتصاد الوطني، والتصدي لمحاولات التهريب المتنوعة التي تستهدف أمن الوطن واستقراره.

وتُجسّد هذه الأرقام حجم الجهود الميدانية الدقيقة التي تبذلها الهيئة في مختلف نقاط العبور الحدودية، وتأكيدًا على قدرة الكوادر الجمركية المدربة والأجهزة التقنية المتطورة المستخدمة في عمليات التفتيش والرصد، وقد شملت هذه الضبطيات أكثر من 100 صنف من المواد المخدرة، من بينها مواد شديدة الخطورة مثل الحشيش، الكوكايين، الهيروين، الشبو، وحبوب الكبتاجون، في محاولات تهريب اتخذت أشكالًا متنوعة وأساليب احترافية حاول المهربون من خلالها خداع الأنظمة، لكنها باءت بالفشل أمام الإجراءات المحكمة والرقابة الصارمة.


إقرأ ايضاً: بدون نت... غوغل تُحدث نقلة في استخدام الذكاء الاصطناعيالاستجابة من السماء: 11 طائرة إسعاف جوي و13 مهبطًا لخدمة الحجاج في موسم الحج

ولم تقتصر المضبوطات على المخدرات فحسب، بل تم أيضًا إحباط تهريب 708 من المواد المحظورة، ما يعكس تنوع التهديدات التي تواجهها المنافذ الجمركية يوميًا، سواء كانت مواد تمس الأمن الصحي أو تؤثر على سلامة المجتمع أو تمثل انتهاكًا للأنظمة البيئية أو الاقتصادية، كما تم ضبط 1933 محاولة تهريب للتبغ ومشتقاته، في واحدة من أكثر القضايا شيوعًا التي تستهدف الإضرار بالسوق المحلي والتهرب من الرسوم النظامية.

وأشارت الهيئة إلى ضبط 39 صنفًا مختلفًا من المبالغ المالية، في محاولات تهريب تُعد من الجرائم التي تُهدد الاستقرار المالي وتفتح المجال أمام غسيل الأموال وتمويل أنشطة غير مشروعة، كما لم تغب قضايا الأسلحة ومستلزماتها عن المشهد، إذ تم تسجيل 23 صنفًا من هذه المضبوطات، ما يؤكد خطورة بعض محاولات التهريب التي تتجاوز مجرد المخالفات النظامية لتصل إلى تهديد مباشر لأمن وسلامة المملكة.

وأكدت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في بيانها حرصها المستمر على إحكام الرقابة الجمركية على جميع الواردات والصادرات من وإلى المملكة، من خلال العمل المتواصل على مدار الساعة، والتعاون الوثيق مع مختلف الجهات الأمنية والرقابية المعنية، لضمان بيئة حدودية آمنة تردع المهربين وتحبط أي محاولة لاستغلال المنافذ السعودية، وقد أثمر هذا التنسيق المشترك عن إنجازات متواصلة في رصد وضبط الممنوعات، كما ساهم في تعزيز ثقة المجتمع بقدرة الأجهزة المعنية على حماية الوطن من المخاطر.

وفي رسالة توعوية واضحة، دعت الهيئة جميع أفراد المجتمع إلى التعاون والإسهام في مكافحة التهريب، مشيرة إلى أن التهريب لا يُهدد فقط سلامة الفرد بل يؤثر على الاقتصاد الوطني ويُضر بالمجتمع ككل، وأتاحت الهيئة عدة قنوات لتلقي البلاغات المرتبطة بجرائم التهريب ومخالفات نظام الجمارك الموحد، وهي: الرقم المخصص للبلاغات الأمنية (1910)، البريد الإلكتروني الرسمي للهيئة (zatca،gov،sa)، بالإضافة إلى الرقم الدولي (+9661910)، مؤكدة أنها تستقبل جميع البلاغات بسرية تامة وتحفظ حقوق المُبلّغ، مع منح مكافأة مالية في حال ثبوت صحة المعلومات.

ويُعد هذا الإعلان رسالة حازمة بأن أمن المملكة خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن منافذها محصنة برجال ونساء يواصلون العمل ليلاً ونهارًا لحمايتها، مستخدمين أحدث ما وصلت إليه التقنية من أدوات كشف وتحليل ومراقبة، كما يعكس في الوقت ذاته نهج المملكة الحازم في حماية الحدود، وضمان التزام الجميع بالقوانين والتشريعات الوطنية والدولية ذات الصلة، في سياق رؤية شاملة تسعى لتأسيس مجتمع آمن واقتصاد متين.

إن هذه الضبطيات ليست مجرد أرقام جامدة، بل شواهد حية على معركة يومية تخوضها المملكة ضد الجريمة المنظمة ومحاولات زعزعة الأمن، وهي معركة لا تُكسب إلا بالإخلاص والتفاني واليقظة، وهو ما أثبته رجال الجمارك السعودية مرة تلو الأخرى، حتى باتوا أحد خطوط الدفاع الأمامية عن أمن الوطن والمجتمع.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook