بفضل التدخل السريع: إنقاذ حاجٍ عماني مما وقع له في مكة

مدينة الملك عبدالله الطبية
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

في إنجاز طبي جديد يعكس كفاءة النظام الصحي السعودي واستعداده الاستثنائي لخدمة ضيوف الرحمن، أنقذت الفرق الطبية في مكة المكرمة حياة حاجٍ من سلطنة عُمان بعد تعرضه لجلطة قلبية حادة، وذلك بفضل التدخُّل السريع ضمن نظام الرعاية العاجلة، وهو أحد مكوّنات نموذج الرعاية الصحية السعودي الذي يشمل ستة أنظمة متكاملة تهدف إلى توفير رعاية صحية متخصصة، سريعة، وفعّالة.

بدأت القصة يوم أمس عندما شعر الحاج العماني بألم شديد في الصدر، ليتدخل الطاقم الطبي بسرعة واحترافية ضمن نظام الرعاية العاجلة، حيث نُقل على الفور إلى مركز صحة القلب بمدينة الملك عبدالله الطبية، أحد أهم المراكز المتخصصة في أمراض وجراحات القلب على مستوى المملكة، ومع الاستعدادات المسبقة والتجهيزات المتقدمة التي يتمتع بها المركز، أجريت للحاج عملية قسطرة قلبية طارئة (Primary PCI) شملت فتح الشريان الأمامي النازل (LAD) وتركيب دعامة دوائية، في إجراء دقيق تمّ بنجاح كامل، ودون تسجيل أيّ مضاعفات تذكر.


إقرأ ايضاً:الخدمات الطبية بوزارة الداخلية تُعلن جاهزيتها الكاملة لموسم حج 1446هـخدمة مبتكرة على طريق الهجرة: دعم فوري للحجاج في حال تعطل الحافلات!

تجمّع مكة المكرمة الصحي أوضح أن الفريق الطبي المختص أبدى كفاءة عالية في التعامل مع الحالة الطارئة، حيث تم استقبال المريض بسرعة، وإجراء الفحوصات اللازمة، ثم نقله مباشرة إلى غرفة القسطرة لإجراء التدخل الطبي اللازم دون أي تأخير، في إطار منظومة متكاملة تنسق بين مراكز الطوارئ والمراكز التخصصية بكفاءة تامة، وأشار إلى أن الحاج العماني يخضع حاليًا للمتابعة الدقيقة داخل وحدة العناية القلبية، في بيئة صحية متقدمة تضمن أعلى معايير الأمان والرعاية، وتُظهر المؤشرات الحيوية للمريض استقرارًا تامًا، دون وجود أيّ أعراض قلبية نشطة، مما يبعث الطمأنينة حول قدرته على استكمال مناسكه الدينية في الأيام المقبلة.

ويُعد هذا التدخل الطبي مثالاً حيًا على تكامل الجهود الطبية في موسم الحج، حيث يجتمع العمل التخصصي مع التقنية الحديثة لضمان سلامة الحجاج وتمكينهم من أداء الشعائر بطمأنينة، ولم تتوقف الرعاية عند حدود إنقاذ حياة الحاج وإجراء العملية بنجاح، بل امتدت لتشمل متابعة دقيقة باستخدام التقنية الرقمية الحديثة، وذلك في إطار التحوّل الرقمي الذي تشهده منظومة الصحة السعودية.

فبعد خروج المريض من المستشفى، ستُستكمل متابعة حالته الصحية عن بُعد عبر الساعة الذكية الطبية، وهي تقنية متقدمة توفرها مدينة الملك عبدالله الطبية بالتعاون مع مركز الصحة الافتراضية، وتتيح مراقبة دقيقة لحالة المريض على مدار الساعة، من خلال تتبُّع مستمر لمؤشرات ضغط الدم، ومعدل النبض، ومستوى الأكسجين، ودرجة الحرارة، مما يمكّن الفرق الطبية من التدخل الفوري في حال حدوث أيّ تغيرات تستدعي الملاحظة أو التدخل العلاجي، ويجري ذلك كله ضمن بيئة رقمية آمنة تحافظ على خصوصية المريض، وتوفر له شعورًا بالاطمئنان والراحة خلال مواصلة مناسك الحج.

نجاح هذه العملية يعكس مستوى الجاهزية العالية والاحترافية الطبية التي تتمتع بها الكوادر الصحية السعودية، خاصة في مركز صحة القلب بمدينة الملك عبدالله الطبية، حيث يتلاقى التخطيط المسبق مع التجهيزات المتطورة والكوادر البشرية المؤهلة، ما يضع المملكة في مصاف الدول الرائدة في تقديم الخدمات الصحية التخصصية في مواسم الحج.

كما يُجسّد هذا النجاح عمق التزام القطاع الصحي السعودي برؤية وطنية طموحة، ترتكز على تقديم رعاية صحية متميزة تضع المريض في قلب الاهتمام، وتُعزز من فعالية الاستجابة السريعة للحالات الطارئة، بما ينعكس إيجابًا على جودة الحياة وتجربة المرضى، خصوصًا في موسم الحج الذي يمثل تحديًا صحيًا ولوجستيًا على أعلى المستويات.

وبينما يُواصل الحاج العماني رحلته الروحية في أجواء آمنة ومدعومة طبيًا، تواصل الفرق الصحية في مكة المكرمة جهودها على مدار الساعة، لتقديم نموذج يحتذى في التكامل بين الإنسان والتقنية، وبين الرعاية الوقائية والعلاجية، في إطار منظومة طبية متكاملة تُجسّد المعنى الحقيقي للخدمة المخلصة لضيوف الرحمن.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook