الصحة: 25 إصابة بالإجهاد الحراري في أولى أيام الحج
وسط الأجواء الروحانية التي تعيشها مكة المكرمة مع انطلاق موسم الحج لعام 1446هـ، تواصل وزارة الصحة جهودها المكثفة لضمان سلامة ضيوف الرحمن، حيث أعلنت اليوم عن تسجيل 25 حالة إصابة بالإجهاد الحراري منذ بداية الموسم، في مؤشر على أهمية التوعية والتدابير الوقائية التي تُبذل لحماية الحجاج من المخاطر الصحية المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة.
وفي بيان صحفي صادر عن الوزارة، أكدت أن الفرق الطبية المنتشرة في المشاعر المقدسة تتابع عن كثب الحالة الصحية للحجاج، وتقدم الدعم الطبي اللازم بشكل فوري ومتواصل، حيث تم حتى الآن إجراء 120 عملية قسطرة قلبية، و11 عملية قلب مفتوح، وجميعها لحالات حرجة تم التعامل معها بكفاءة عالية، تعكس جاهزية القطاع الصحي ومهنيته في التعامل مع الطوارئ الصحية خلال هذا الموسم الحافل.
إقرأ ايضاً:صفقة مدوية تلوح في الأفق نجم ليفربول على رادار النصر!قبل كأس العالم للأندية "الهلال" يخطف موهبة نيوكاسل لتغطية غياب المفرج!
وأوضحت الوزارة أن الفرق الطبية لم تقتصر جهودها على التدخلات الجراحية فقط، بل امتدت لتقديم أكثر من 81 ألف خدمة صحية شاملة، تنوعت بين الفحوصات الطبية، والاستشارات، وخدمات الطوارئ، والإسعافات الأولية، والعمليات الجراحية المتنوعة، ضمن منظومة صحية متكاملة سخّرت فيها الدولة إمكانات ضخمة لتقديم أفضل سبل الرعاية لضيوف الرحمن.
وقد شددت وزارة الصحة على أهمية التزام الحجاج بالتعليمات الوقائية، وضرورة استخدام المظلات وتناول السوائل بانتظام لتفادي الإصابات بالإجهاد الحراري وضربات الشمس، خاصة مع ما تشهده المنطقة من ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة خلال موسم الحج هذا العام، وهو ما يتطلب حرصًا مضاعفًا من الحجاج ووعيًا مستمرًا بالتوجيهات الطبية الصادرة عن الجهات المختصة.
وتأتي هذه الجهود في إطار خطة صحية شاملة وضعتها الوزارة بالتعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة، تهدف إلى رفع الجاهزية والاستجابة السريعة لأي طارئ صحي، سواء كان فرديًا أو جماعيًا، بما يضمن انسيابية الخدمات الصحية دون أي تأخير أو تعثر، وبما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 في تقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية لجميع الزوار والحجاج.
وبحسب ما أكده المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، فإن المستشفيات والمراكز الصحية المخصصة لموسم الحج تعمل بكامل طاقتها، مع دعمها بفرق طبية متخصصة في طب الطوارئ وأمراض القلب والعناية المركزة، كما تم تزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية لضمان تقديم خدمات متقدمة وفق أعلى المعايير العالمية.
وتحظى هذه الجهود بإشادة واسعة من قبل الحجاج، الذين عبّروا عن امتنانهم لما لمسوه من عناية واهتمام صحي، مشيدين بسرعة الاستجابة وجودة الخدمات الطبية المقدمة، والتي ساهمت في بث الطمأنينة في نفوسهم وأتاحت لهم التركيز على أداء المناسك في أجواء يسودها الأمان والراحة.
كما تتابع وزارة الصحة الوضع الصحي بشكل يومي، وتصدر تقارير دورية لتقييم سير العمل الميداني وتحليل البيانات الصحية بهدف اتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل استباقي.
وتعمل فرق الرصد الوبائي والتوعية الصحية بالتوازي لنشر الرسائل التوعوية في مختلف نقاط تواجد الحجاج، باستخدام وسائل متعددة تشمل اللوحات الإرشادية، والرسائل النصية، والتطبيقات الذكية.
ولا تقتصر جهود الوزارة على الجانب العلاجي فقط، بل تشمل الجانب التوعوي والتثقيفي، وهو ما ظهر جليًا من خلال الحملات المكثفة التي سبقت موسم الحج، واستهدفت الحجاج داخل المملكة وخارجها، للتعريف بالإجراءات الوقائية والاشتراطات الصحية التي تضمن أداء مناسك آمنة صحياً.
وبينما تستمر الرحلة الإيمانية لضيوف الرحمن، يواصل القطاع الصحي تقديم كل ما من شأنه الحفاظ على صحتهم وسلامتهم، مؤكدًا أن الاستعدادات قائمة على مدار الساعة، والاستجابة لأي طارئ صحّي ستكون فورية، بما يعكس مدى التكامل بين جميع القطاعات في خدمة حجاج بيت الله الحرام.