مبادرة نوعية: فرص تطوعية في مخيم ضيوف الرحمن استعدادًا لموسم الحج

في إطار جهودها المتواصلة لدعم المبادرات الوطنية وتعزيز ثقافة التطوع، أعلنت أمانة منطقة الرياض عن فتح باب التسجيل في الفرص التطوعية داخل مخيم خدمة ضيوف الرحمن، وذلك عبر المنصة الوطنية للعمل التطوعي، في خطوة تهدف إلى إشراك أفراد المجتمع في تقديم خدمات ميدانية وإنسانية رفيعة المستوى للحجاج القادمين برًا، والمساهمة في تحسين تجربتهم منذ لحظة دخولهم أراضي المملكة.
وتمتد هذه الفرص من 30 مايو وحتى الرابع من يونيو 2025، وتم تنظيمها ضمن أربع فترات يومية مرنة تبدأ من الساعة السادسة صباحًا، ثم الساعة الثانية عشرة ظهرًا، تليها فترة الساعة السادسة مساءً، وأخيرًا عند منتصف الليل، بما يسمح للمتطوعين باختيار الوقت الأنسب لهم دون التأثير على التزاماتهم اليومية، ويعزز في الوقت نفسه استمرارية العمل داخل المخيم دون انقطاع.
إقرأ ايضاً:فرصة أخيرة للسلام.. هل تنجح وساطة تركيا في جمع بوتين وزيلينسكي وترامب في إسطنبول؟بحثًا عن المجد المزدوج: الاتحاد يواجه القادسية في نهائي كأس الملك
ويمثل مخيم خدمة ضيوف الرحمن بمحافظة الخرج واحدًا من أبرز المشاريع الميدانية التي تشرف عليها أمانة منطقة الرياض، ويُعد نقطة عبور مهمة لاستقبال الحجاج القادمين عبر طريق حرض، وهو من الطرق البرية الحيوية التي يسلكها العديد من الحجاج القادمين من دول الخليج والدول المجاورة، وتحرص الأمانة، من خلال هذا المخيم، على تنظيم حركة الحجاج وضمان انسيابيتها، إلى جانب تقديم حزمة متكاملة من الخدمات المساندة بالتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة، ما يُسهم في تهيئة بيئة مريحة وآمنة للحجاج قبل توجههم إلى المشاعر المقدسة.
وتركز المبادرة على تقديم نموذج حضاري مشرف للمملكة في استقبال ضيوف الرحمن، حيث يُسهم العمل التطوعي في دعم الجهات الخدمية من خلال أعمال التنظيم، والإرشاد، والمساعدة في تقديم الضيافة، وتوزيع الوجبات، وتوفير المعلومات الضرورية للحجاج، فضلًا عن المساعدة في حالات الطوارئ البسيطة، والتنسيق مع الفرق الطبية والخدمية، ويشكل المخيم أيضًا مساحة لتجسيد القيم السعودية الأصيلة في الكرم، والضيافة، والتطوع، ويمنح المتطوعين تجربة إنسانية ثرية من خلال تفاعلهم المباشر مع ضيوف الرحمن، ما يعزز من وعيهم المجتمعي ويُنمّي حسهم بالمسؤولية الوطنية.
وتنظر أمانة الرياض إلى هذا البرنامج بوصفه فرصة لتجسيد روح التكامل بين المؤسسات الرسمية وأفراد المجتمع، فالمشاركة التطوعية لا تقتصر على تقديم الخدمات الميدانية فحسب، بل تُعد جزءًا من الجهود الوطنية الرامية إلى ترسيخ مفهوم الشراكة المجتمعية، وتوسيع دائرة الإسهام الشعبي في دعم البرامج التنموية والخدمية التي ترتبط بموسم الحج، الذي يُعد أحد أبرز المناسبات الدينية والإنسانية في العالم الإسلامي.
وتأتي هذه الخطوة في سياق دعم إستراتيجية أمانة منطقة الرياض لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، وهو أحد البرامج التنفيذية لرؤية المملكة 2030، التي تولي اهتمامًا بالغًا بتحسين تجربة الحاج منذ لحظة وصوله إلى المملكة وحتى انتهاء مناسكه، ويُركز البرنامج على تيسير الإجراءات، ورفع كفاءة الأداء، وتقديم أفضل الخدمات بجودة عالية، بما يضمن أن يحظى الحاج بتجربة روحانية ميسرة وآمنة، وتُسهم مبادرات العمل التطوعي في تعزيز هذا التوجه من خلال دعم القدرات التنظيمية واللوجستية للجهات المشرفة على خدمات الحجاج.
ويُتوقع أن تشهد الفرص التطوعية إقبالًا واسعًا من المتطوعين، لا سيما من فئة الشباب الذين أبدوا في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بالمشاركة المجتمعية، خاصة في المناسبات الوطنية والدينية الكبرى، وتحرص أمانة الرياض على توفير بيئة عمل آمنة للمتطوعين، من خلال تقديم التوجيهات اللازمة والتدريب المسبق، وتوفير مستلزمات السلامة والراحة، ما يعزز من جودة مشاركتهم ويضمن تحقيق أهداف المبادرة.
ويُعد التطوع في مخيم خدمة ضيوف الرحمن تجربة فريدة من نوعها، فهي لا تقتصر على العطاء والمساهمة في خدمة ضيوف الله فحسب، بل تمنح المتطوعين فرصة لاكتساب مهارات جديدة، وتوسيع معارفهم، وبناء علاقات إنسانية واجتماعية عميقة، كما تسهم في تعزيز شعورهم بالانتماء الوطني، من خلال دورهم الفاعل في واحدة من أعظم شعائر الإسلام، وأهم المناسبات التي تجسد وحدة المسلمين حول العالم.
وتمثل هذه المبادرة نموذجًا ملهمًا لكيفية تسخير الطاقات المجتمعية لخدمة أهداف وطنية نبيلة، حيث تلتقي جهود الأمانة مع تطلعات المتطوعين تحت مظلة واحدة، هدفها تقديم خدمة إنسانية راقية تعكس صورة المملكة المشرقة، وتجسد رسالتها الدائمة في رعاية وخدمة ضيوف الرحمن بأعلى مستويات الجودة والاحترام والتكريم.