الهلال يهيمن على التشكيلة المثالية لدوري روشن 2024-2025

مع إسدال الستار على منافسات دوري روشن السعودي لموسم 2024-2025، فرض نادي الهلال نفسه بقوة على المشهد الختامي من خلال حضور طاغٍ في التشكيلة المثالية للموسم، والتي أُعلن عنها بعد نهاية الجولة الأخيرة، هيمنة الزعيم على القائمة لم تكن مفاجئة بالنسبة للمتابعين، فقد كان الفريق الأزرق هو العلامة الفارقة في البطولة، سواء على مستوى النتائج أو الأداء الجماعي والفردي للاعبيه، ما جعله يتسيّد معظم المراكز في التشكيلة المختارة من قِبل رابطة الدوري وخبراء التحليل الفني.
تألّق الهلال خلال الموسم جاء نتيجة مزيج من الانضباط التكتيكي، وتوازن الخطوط، بالإضافة إلى المستويات الفردية الاستثنائية لعدد من نجومه، ما أثمر عن موسم شبه مثالي، أنهاه الفريق بطلاً للبطولة عن جدارة واستحقاق، وانعكس هذا التفوق الواضح على اختيارات التشكيلة المثالية، التي ضمت العدد الأكبر من لاعبي الهلال مقارنة ببقية الفرق، في إشارة واضحة إلى الفارق الكبير الذي صنعه نجوم الزعيم خلال هذا الموسم.
إقرأ ايضاً:مبادرة نوعية: فرص تطوعية في مخيم ضيوف الرحمن استعدادًا لموسم الحجالرياض تحتضن طاولة مستديرة لتعزيز التعاون الرياضي بين السعودية وبريطانيا
وشملت التشكيلة المثالية لاعبين في مراكز الدفاع والوسط والهجوم من الهلال، وهو ما يعكس التوازن الكبير الذي تمتع به الفريق، والقدرة على الحسم في المباريات الكبيرة، إضافة إلى الحفاظ على الثبات في الأداء خلال مختلف الجولات، فمن الخط الخلفي بقيادة كوليبالي والبليهي، إلى الوسط بقيادة سافيتش، ثم الهجوم بقيادة القائد كريستيانو رونالدو في النصر، لكن بمرافقة قوية من لاعبَي الهلال مالكوم وميتروفيتش، كان الحضور الأزرق لافتًا في مختلف الخطوط.
وجود أكثر من لاعب هلالي في هذه التشكيلة ليس وليد اللحظة، بل هو حصيلة عمل دؤوب وإدارة فنية دقيقة من قبل المدرب البرتغالي جورجي جيسوس، الذي أعاد الفريق إلى واجهة التتويج المحلي، ونجح في صناعة منظومة متجانسة، استطاعت التفوق على خصومها بكل ثقة، وقد لعب الاستقرار الإداري والتكتيكي، والدعم الكبير من إدارة النادي، دورًا محوريًا في تحقيق هذه السيطرة التي تجسدت بشكل فعلي في التشكيلة المثالية.
الجماهير الهلالية من جانبها، استقبلت الإعلان عن التشكيلة المثالية بارتياح وافتخار، معتبرة أن ذلك يُعدّ شهادة توثيق لموسم استثنائي عاشه النادي، تألّق فيه الأفراد ضمن عمل جماعي منضبط، وعلى الرغم من وجود لاعبين مميزين من فرق أخرى كالنصر والاتحاد والتعاون، إلا أن النصيب الأكبر من التقدير الفني كان من نصيب لاعبي الهلال، سواء من حيث عدد المشاركات أو التأثير المباشر في نتائج المباريات.
من بين أبرز الأسماء الهلالية التي فرضت حضورها بقوة في التشكيلة: الحارس ياسين بونو، الذي كان صمام الأمان في أغلب مباريات الموسم، والمدافع كوليبالي الذي مثّل جدارًا دفاعيًا صلبًا، والظهير سعود عبد الحميد الذي أظهر تطورًا ملحوظًا في مستواه الدفاعي والهجومي، كما تألق الثنائي الهجومي ألكسندر ميتروفيتش ومالكوم بشكل لافت، حيث أسهما في صناعة العديد من الأهداف، وكانا عنصرَي الحسم في مواجهات صعبة وحاسمة.
وبالرغم من تألق بعض نجوم الأندية الأخرى، إلا أن الهيمنة الهلالية بدت واضحة، حتى أن بعض النقاد رأوا أن الفريق كان يمكن أن يُشكّل تشكيلة مثالية بمفرده لما قدمه من أداء متكامل على مدار الموسم، كما أن الأرقام كانت حاضرة لدعم هذا التوجه، إذ تصدّر الهلال معظم المؤشرات الإحصائية من حيث عدد الأهداف، نسبة الاستحواذ، ودقة التمريرات، وهي أرقام تدعم اختيارات الخبراء.
انتهى الموسم، ولكن الحديث عن هيمنة الهلال لا يبدو أنه سيتوقف قريبًا، خصوصًا مع التوقعات بأن يحافظ الفريق على عناصره الأساسية، ويعزز صفوفه بصفقات جديدة في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، استعدادًا لموسم قد يكون أكثر تنافسية، ومع الحفاظ على الجهاز الفني الحالي، والدعم الجماهيري المستمر، يبدو أن الهلال قد رسم لنفسه خريطة جديدة من السيطرة، ليس فقط داخل الملعب، بل أيضًا في سجلات التقدير الفني والإحصائي، كما تجسّد في التشكيلة المثالية لهذا الموسم.