الهلال يعلن نهاية مهمة الشلهوب الفنية و"مسك الختام" يتصدر المشهد

الهلال السعودي
كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في  twitter

أعلن نادي الهلال السعودي، أحد أكبر أندية كرة القدم في المملكة والمنطقة، وبشكل رسمي، عن نهاية مهمة المدرب الوطني محمد الشلهوب في قيادة الفريق الأول لكرة القدم خلال موسم 2024-2025، وذلك بعد أن تولى هذه المهمة في فترة استثنائية ودقيقة من عمر الموسم الكروي، والتي تطلبت قرارات حاسمة وتدخلاً فنياً سريعاً لحماية استقرار الفريق والحفاظ على مكتسباته وتطلعات جماهيره الكبيرة، وقد جاء إعلان النادي عبر صفحته الرسمية على منصة "إكس"، حيث نشر النادي صورة للمدرب محمد الشلهوب، مرفقة بعبارة مقتضبة ومعبّرة قالت: "الشلهوب.. مسك الختام"، في إشارة إلى أن ما قدمه الشلهوب كان ختاماً مشرفاً ومميزاً لموسم طويل حافل بالتحديات.

وقد تولى الشلهوب قيادة الفريق الهلالي بعد رحيل المدرب البرتغالي خورخي جيسوس، الذي كان يشرف على الفريق في بداية الموسم، وجاءت هذه المهمة في توقيت حساس، تزامن مع احتدام المنافسة محلياً وقارياً، ما شكّل تحدياً حقيقياً أمام المدرب الوطني، غير أن الشلهوب، بخبرته ومعرفته العميقة بكافة تفاصيل النادي وأجوائه، استطاع أن يعبر بالفريق من تلك المرحلة الدقيقة إلى بر الأمان، وأن يقود الهلال إلى تحقيق نتائج إيجابية ساهمت في الحفاظ على مكانته، وأوصلت الفريق إلى الترشح للمشاركة في دوري أبطال آسيا للنخبة، ضمن النسخة المقبلة من البطولة، وهو ما عُدَّ نجاحاً مهماً في حد ذاته، بالنظر إلى المعطيات والظروف التي أحاطت بالمهمة الفنية.


إقرأ ايضاً:توجيهات طبية لحجاج بيت الله: كيف تتجنب الجفاف في موسم الحج؟صراع ثلاثي بين الأهلي والنصر والقادسية لضم "مجرشي" في الميركاتو الصيفي

وخاض الهلال أمس مباراته الأخيرة في دوري روشن السعودي للمحترفين للموسم الحالي، حيث واجه فريق القادسية في الجولة الختامية للمسابقة، واستطاع أن يحقق الفوز بنتيجة هدفين دون رد، ليختم الموسم بانتصار جديد يعكس الانضباط الفني والروح القتالية التي نجح الشلهوب في غرسها داخل الفريق خلال الفترة القصيرة التي أشرف فيها على تدريب اللاعبين، وقد نال هذا الفوز إشادة جماهيرية وإعلامية، اعتبرت أن ما قدمه الهلال في تلك المباراة يعكس تحسنًا ملموسًا على مستوى الأداء والانضباط، ويعزز من قيمة ما أنجزه الشلهوب خلال فترة إشرافه الفني المؤقت على الفريق.

محمد الشلهوب، اللاعب الأسطوري السابق في نادي الهلال، والذي أمضى سنوات طويلة من مسيرته داخل أروقة النادي، كان دائماً رمزاً للإخلاص والانضباط الفني والولاء للنادي، وعودته إلى الفريق هذه المرة من بوابة التدريب جاءت كتجسيد لهذا الارتباط العميق، ولم يكن مفاجئاً أن يُبدي الشلهوب هذا المستوى العالي من الكفاءة الفنية والاحترافية في التعامل مع المرحلة التي كُلّف بها، حيث لم تقتصر مهمته على الجانب الفني فقط، بل كانت له أدوار نفسية ومعنوية واضحة في رفع معنويات اللاعبين وإعادة الثقة إلى الفريق، خاصة بعد حالة عدم الاستقرار التي خلفها رحيل الجهاز الفني السابق.

وقد أجمع عدد كبير من النقاد والمحللين الرياضيين على أن تجربة الشلهوب التدريبية مع الهلال، وإن كانت قصيرة من حيث المدة، إلا أنها كانت مليئة بالدروس والمكاسب، أبرزها اكتشاف قدرة الكوادر الوطنية على تحمل المسؤولية في أوقات حرجة، والنجاح في إدارة الفريق الأول بنجاح كبير، دون أن يتأثر الأداء العام أو النتائج بشكل سلبي، وهو ما يعزز الثقة بالمدرب الوطني ويمنحه فرصة أوسع للتطور مستقبلاً في المجال الفني، سواء داخل الهلال أو خارجه، خصوصًا وأن الشلهوب يمتلك رصيدًا هائلًا من الخبرة والمعرفة بمفاتيح النجاح داخل الكرة السعودية.

وتأتي هذه الخطوة في إطار السياسة الاحترافية التي يتبعها نادي الهلال، والتي تقوم على مبدأ الشفافية والتخطيط المسبق والاستعداد الممنهج للمواسم المقبلة، حيث تسعى الإدارة الهلالية إلى الإعداد المبكر للموسم القادم من خلال دراسة الخيارات الفنية المتاحة بعناية، سواء على مستوى المدرب القادم أو اللاعبين المحليين والأجانب، في سبيل تعزيز حظوظ الفريق في البطولات القادمة، وتحقيق تطلعات الجماهير التي تنتظر المزيد من الإنجازات والألقاب.

يُذكر أن محمد الشلهوب لم يكن غريبًا عن التحديات، فهو من أكثر اللاعبين تتويجًا بالبطولات في تاريخ الهلال والكرة السعودية عمومًا، وقد عُرف عنه اتزانه وأخلاقه العالية، وهو ما انعكس بشكل واضح على تعامله مع اللاعبين خلال فترة تدريبه، حيث استطاع أن يجمع بين الانضباط والمرونة، وبين الحزم والتقدير، ما جعل اللاعبين يتجاوبون معه بسرعة ويلتفون حوله كقائد يعرف كيف يدير الأمور بحكمة ورؤية واضحة.

ومع نهاية الموسم وعودة الفريق إلى الاستقرار، توجهت الجماهير الهلالية برسائل شكر وعرفان للشلهوب عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشيدة بروحه الهلالية الأصيلة ومطالبين بأن يبقى ضمن الطاقم الإداري أو الفني في المستقبل، نظراً لما يمثله من قيمة فنية وشخصية داخل النادي، وما يمتلكه من ولاء وخبرة تجعله جزءاً لا يتجزأ من الكيان الهلالي مهما اختلفت الأدوار.

وبينما يطوي الهلال صفحة الموسم الحالي، تبدأ مرحلة جديدة من التحضيرات والتخطيط، لكن يبقى اسم محمد الشلهوب محفوراً في ذاكرة المشجعين كمثال يحتذى في الوفاء والإخلاص والعطاء في كل موقع يُستدعى إليه، سواء كلاعب أو كمدرب مؤقت أو حتى كشخصية ملهمة للأجيال القادمة من أبناء النادي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook