بعد تأجيلات طويلة: آبل تستعد لإطلاق جهاز منزلي ذكي
تستعد شركة آبل للعودة إلى سباق الأجهزة المنزلية الذكية عبر إطلاق منتج جديد طال انتظاره، في خطوة يُرتقب أن تعزز حضورها في قطاع يتنامى بشكل متسارع، وتسيطر عليه حالياً شركات مثل أمازون وغوغل، ووفقاً لتقرير حديث نشرته وكالة بلومبرغ، فإن آبل تخطط لإطلاق جهازها المنزلي الذكي الجديد في وقت لاحق من العام 2025، بعد تأجيلات متعددة سببها العمل على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المطورة داخليًا، المعروفة باسم “Apple Intelligence”.
التسريبات الأولية حول هذا المشروع تعود إلى عام 2022، عندما بدأت المؤشرات تشير إلى حصوله على الضوء الأخضر داخل الشركة، غير أن العقبات التقنية – خاصة فيما يتعلق بتطوير وتحسين المساعد الصوتي “سيري” – حالت دون الإعلان عنه في المواعيد المبدئية، ورغم تكتم آبل المعتاد، إلا أن التصريحات المسربة توحي بأن الأمور بدأت تتخذ مساراً أكثر وضوحاً نحو الإطلاق الرسمي.
إقرأ ايضاً:أرامكو تستعد لإصدار سندات غير مضمونة بالدولار في خطوة استراتيجية جديدةرياح قوية وأتربة مثارة.. تحذير رسمي من الأرصاد يبدأ غدًا
وبحسب التقرير، فإن آبل ستعتمد استراتيجية تدريجية في طرح المنتج، تبدأ بإصدار أولي بمواصفات محدودة، يُنتظر أن يُستخدم لاختبار السوق وجمع ردود الأفعال، قبل أن تطرح إصداراً أكثر تطورًا خلال عام أو عامين، ويُرتقب أن يتضمن الإصدار المتقدم ذراعًا روبوتية تتيح له التحرك فوق سطح المكتب، ما يشير إلى أن آبل لا تنوي فقط دخول السوق، بل تسعى إلى تقديم تجربة استخدام متفوقة ومغايرة للمألوف.
ورغم أن تطوير الجهاز المتطور يشكل أولوية كبرى داخل الشركة، إلا أن بعض مزاياه الجريئة قد يتم تأجيلها في الوقت الحالي، بهدف الالتزام بالجدول الزمني للإطلاق، ويبدو أن آبل تفضل اتباع نهج تدريجي في تبني هذه المزايا، بحيث تتم إضافتها في الإصدارات المستقبلية من الجهاز بعد التأكد من استقرار الأداء والقبول الجماهيري.
التفاصيل المسربة حول التصميم تلمح إلى مزيج فريد يجمع بين طابع سماعة HomePod وشاشة آيباد، إذ يُشاع أن الجهاز سيأتي مزودًا بشاشة قياس 7 إنشات، مدعومة بنظام تشغيل جديد يُعرف باسم homeOS، مع واجهة استخدام مشابهة لوضع “StandBy” الموجود في هواتف آيفون، ما يعكس سعي آبل للحفاظ على تجربة متكاملة وسلسة ضمن منظومتها المعتادة.
المنافسة ستكون على أشدّها، خاصة أن الجهاز سيواجه مباشرة منتجات راسخة في السوق مثل Amazon Echo وGoogle Nest Hub، وهما من الأسماء التي استطاعت ترسيخ مكانتها في المنازل الذكية حول العالم بفضل التكامل العميق مع أنظمة الذكاء الاصطناعي ومجموعة واسعة من الأجهزة والخدمات المرافقة.
وفي حال صدقت التوقعات المتعلقة بالسعر، فإن الإصدار المتقدم المزود بالذراع الروبوتية قد يبدأ من نحو 1000 دولار أمريكي، وهو سعر مرتفع مقارنة بالمنافسين، لكنه قد يُبرَّر في حال نجحت آبل في تقديم قيمة نوعية حقيقية عبر الابتكار والتكامل العميق بين العتاد والبرمجيات.
يبقى السؤال الأهم: هل سينجح هذا الجهاز في إعادة رسم معالم سوق الأجهزة المنزلية الذكية؟ الإجابة تعتمد على مدى واقعية وفعالية رؤية آبل لتجربة المستخدم في هذا السياق، وعلى قدرتها في تلبية تطلعات جمهورها دون التنازل عن معاييرها العالية في التصميم والتقنية، ومع اقتراب موعد الإطلاق، تزداد الترقبات، وينتظر الجميع كيف ستخوض آبل هذه المنافسة الجديدة.