جائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة تُعلن الفائزين في دورتها الـ11: تكريم للمعرفة وجسر للحضارات

جائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة تُعلن الفائزين في دورتها الـ11.
كتب بواسطة: محمد جمال | نشر في  twitter

في خطوة جديدة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز الحوار الثقافي ومد جسور التواصل بين الشعوب، أعلنت "جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة" أسماء الفائزين في دورتها الحادية عشرة لعام 1445هـ/2024م، وذلك في فروعها الستة التي تغطي العلوم الطبيعية والإنسانية وجهود الأفراد والمؤسسات في مجال الترجمة.

وجاء الإعلان ليؤكد استمرار المملكة في دعم المبادرات المعرفية والعلمية التي تُرسّخ حضورها العالمي في أحد أهم المجالات الثقافية، وهو مجال الترجمة، الذي يُعد أداة رئيسية لنقل المعرفة وتعزيز التفاهم الإنساني.


إقرأ ايضاً:الصحة توضح: حجز لقاحات الحج إلزامي عبر تطبيق "صحتي""طمني" رفيق الحاج الذكي كل ما تحتاجه عن الغذاء والدواء في جيبك!

وتُعد جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة إحدى أبرز المبادرات التي أطلقتها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وهي مؤسسة ثقافية سعودية غير ربحية، تسعى إلى دعم العمل الثقافي والمعرفي على المستوى المحلي والدولي.

وقد تأسست هذه الجائزة ضمن مشروع خيري أسسه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وجعلها وقفًا لنقل المعرفة وتعزيز التبادل العلمي بين الحضارات، وقد عبّر المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، رئيس مجلس أمناء الجائزة المكلف، فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، عن اعتزازه بما حققته هذه الجائزة من حضور دولي وتأثير معرفي، موضحًا أن الجائزة باتت تُمثل منصة عالمية لتكريم الجهود المتميزة في الترجمة من اللغة العربية وإليها، وفي مختلف فروع المعرفة.

وقال بن معمر: "إن الجائزة تُمنح تقديرًا للجهود البارزة في نقل المعرفة بين اللغات، تعزيزًا للحوار الثقافي والحضاري، وتكريمًا للمترجمين والمؤسسات التي تُسهم في إثراء التبادل المعرفي والعلمي عالميًا".

وفي كلمته بهذه المناسبة، رفع فيصل بن معمر أسمى عبارات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، على دعمهما المتواصل للجائزة، ومساندتهما للمشاريع الثقافية الكبرى، وعلى رأسها جائزة الترجمة، التي باتت منارة علمية تُسهم في بناء جسور التواصل بين الأمم والثقافات، من خلال الترجمة كوسيلة فعّالة لنقل الفكر والعلم وتبادل الخبرات.

وشملت الجائزة في دورتها الحالية ستة فروع، تمثل مختلف مجالات المعرفة والترجمة:

1. فرع الترجمة في العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية: منحت الجائزة مشاركة لكل من الدكتور نايف بن سلطان الحربي، والدكتور جمال محمد علي خالد، عن ترجمتهما لكتاب "علم الأحياء الدقيقة الجنائي"، كما مُنحت كذلك للدكتور منصور حسن الشهري عن ترجمته لكتاب "نمذجة وميكانيكا المواد القائمة على الكربون ذات البنية النانومترية".

2. فرع الترجمة في العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى: تم حجب الجائزة في هذا الفرع بسبب عدم تلقي أي ترشيحات مؤهلة لنيلها.

3. فرع الترجمة في العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية: تقاسم الجائزة كل من الدكتور فؤاد الدواش، والدكتور مصطفى الحديبي، عن ترجمتهما لكتاب "سيكولوجية الجائحات: الاستعداد للتفشي الكوني المقبل لمرضٍ معدٍ"، كما مُنحت أيضًا للدكتور بسام بركة والدكتور علي نجيب إبراهيم عن ترجمتهما لكتاب "قاموس علم الجمال".

4. فرع الترجمة في العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى: فاز به الدكتور زيدو جبريل محمد، عن ترجمته لكتاب "مقامات الحريري" من اللغة العربية إلى اللغة الهوساوية، في إنجاز يُعزز حضور الأدب العربي في القارة الإفريقية.

5. فرع جهود الأفراد في الترجمة: تقاسم الجائزة في هذا الفرع كل من الدكتور محمد الديداوي (نمساوي الجنسية)، والبروفسور وانغ بي وين (صيني الجنسية)، وبيرسا جورج كوموتسي (يونانية الجنسية)، وذلك نظير مساهماتهم المتميزة في مجال الترجمة وخدمة التفاهم الحضاري.

6. فرع جهود المؤسسات والهيئات: تم حجب الجائزة فيه، بعد أن رأت لجان التحكيم أن الأعمال المترشحة لم تستوفِ المعايير العلمية والمهنية المطلوبة للفوز بالجائزة.

وجاءت نتائج الجائزة بعد أن عقد مجلس أمناء الجائزة سلسلة اجتماعات مكثفة، استعرض خلالها تقارير اللجنة العلمية ولجان التحكيم التي تضم نخبة من الخبراء والأكاديميين المتخصصين في مجالات الترجمة المختلفة، لضمان أعلى درجات الحيادية والموضوعية في تقييم الأعمال.

وأشاد المجلس بجودة بعض الأعمال المقدمة التي عكست جهدًا علميًا واضحًا، وحرصًا على الدقة في النقل المعرفي من لغة إلى أخرى، مؤكدًا في الوقت نفسه أهمية الالتزام بمعايير الجودة والابتكار في الترجمة، بوصفها أداة للتواصل الإنساني لا مجرد تحويل لغوي.

وفي ختام الحفل، وجَّه المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة التهنئة لجميع الفائزين بالجائزة، معبرًا عن تقديره لما قدموه من إسهامات قيّمة في خدمة المعرفة واللغة والترجمة، ومؤكدًا أن الجائزة ستواصل مسيرتها في دعم المترجمين والمؤسسات في مختلف أنحاء العالم.

وقال: "إننا نؤمن بدور الترجمة في بناء مستقبل معرفي مشترك، وننظر إليها بوصفها أداة للسلام والتفاهم بين الشعوب، ووسيلة لتقريب المسافات بين الحضارات".

وبذلك، تواصل جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة ترسيخ مكانتها كمبادرة سعودية رائدة، تُسهم في بناء جسور ثقافية بين العالم العربي والعالم، وتُكرّم الجهود الإنسانية التي تسعى لنقل نور العلم والمعرفة عبر لغات البشر المختلفة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook