"هيئة الحرمين" تطلق تحذير هام للحجاج بشأن حماية أنفسهم من ضربات الشمس
وسط تصاعد درجات الحرارة خلال موسم الحج، دعت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ضيوف الرحمن إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة للوقاية من ضربات الشمس، حفاظًا على صحتهم وسلامتهم أثناء تأدية المناسك، وأكدت الهيئة أن البيئة الروحانية في الحرم الشريف تستوجب وعيا صحيا موازيا، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وكثافة أعداد الحجاج، مما يستلزم الالتزام بالتعليمات الوقائية لضمان أداء المناسك بسلاسة وطمأنينة.
وشددت الهيئة، عبر منشور توعوي بثته على منصة "إكس"، على أهمية استخدام وسائل الوقاية من التعرض المباشر لأشعة الشمس، وعلى رأسها حمل المظلات وارتداء الملابس القطنية الفضفاضة ذات الألوان الفاتحة، إضافة إلى شرب كميات كافية من السوائل والماء لتجنب الجفاف أو الإنهاك الحراري، وأشارت إلى أن ضربات الشمس تُعد من أكثر المخاطر الصحية شيوعًا خلال موسم الحج، خصوصًا في ظل الزحام وطول فترات البقاء في الأماكن المكشوفة.
إقرأ ايضاً:أرامكو تستعد لإصدار سندات غير مضمونة بالدولار في خطوة استراتيجية جديدةرياح قوية وأتربة مثارة.. تحذير رسمي من الأرصاد يبدأ غدًا
وحرصت الهيئة على توجيه رسالة خاصة إلى ضيوف الرحمن بضرورة التحلي بالوعي الصحي، مشيرة إلى أن الوقاية مسؤولية مشتركة تبدأ من الفرد وتدعمها الجهات الرسمية بخطط تنظيمية ووقائية، من أجل ضمان موسم حج صحي وآمن للجميع، كما ذكرت الحجاج بأن الاهتمام بالجانب الصحي لا يقل أهمية عن أداء المناسك، بل هو جزء لا يتجزأ من نجاح الرحلة الإيمانية.
وفي سياق متصل، جددت الهيئة دعوتها إلى الامتناع التام عن التدخين في محيط المسجد الحرام، تأكيدًا على قدسية المكان وتعظيمًا لشعائر الله، ولفتت إلى أن الأماكن المحيطة بالحرم تُعد من أطهر بقاع الأرض، ويجب على كل من يتواجد فيها أن يلتزم بالأدب الديني والوعي السلوكي الذي يعكس احترام قدسية الزمان والمكان.
ويأتي هذا التوجيه في إطار حملة توعوية متكاملة تنفذها الهيئة قبيل وأثناء موسم الحج، بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية، لتقديم الإرشادات الصحية والدينية والبيئية اللازمة لضمان موسم حج ناجح وخالي من المخاطر، وتحرص الهيئة على إيصال هذه الرسائل بلغات متعددة، لضمان وصولها إلى الحجاج من مختلف الجنسيات، وتوعيتهم بسبل الحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
ولم تقتصر رسائل الهيئة على الجانب الصحي فقط، بل شملت التذكير بجملة من الآداب الشرعية، كضرورة الحفاظ على نظافة المكان، واحترام الآخرين، والابتعاد عن السلوكيات السلبية التي قد تعكر صفو المناسك أو تسبب الإزعاج للآخرين، ومنها التدخين أو التزاحم أو رفع الصوت في الأماكن المخصصة للعبادة، وأشادت الهيئة بوعي معظم الحجاج والتزامهم، مؤكدة أن سلوكياتهم الإيجابية تسهم بشكل مباشر في نجاح خطة الحج كل عام.
وتواصل الفرق الميدانية التابعة للهيئة تقديم خدماتها في أروقة المسجد الحرام، حيث توزع المظلات والنشرات التوعوية والمياه الباردة على الحجاج، بالتعاون مع فرق الإسعاف والطوارئ، في مشهد منسق يعكس تكامل الجهود بين مختلف القطاعات لخدمة ضيوف الرحمن، وتأتي هذه الجهود ضمن الخطة التشغيلية التي أُعدّت بعناية فائقة لموسم الحج، وتركز على تعزيز الجوانب الصحية والبيئية والتوعوية.
وتختتم الهيئة رسائلها بالتأكيد على أن سلامة الحاج أولوية قصوى، وأن التزامه بالتعليمات الصحية والسلوكية هو مفتاح لأداء المناسك في أمن وسلام، داعية الجميع إلى التعاون والحرص على أداء فريضة الحج بروح المسؤولية والسكينة، بما يعكس الصورة المشرفة لحجاج بيت الله الحرام أمام العالم أجمع.