بأمر خادم الحرمين الشريفين: الشيخ صالح بن حميد يلقي خطبة يوم عرفة لهذا العام 1446هـ

في قرار يعكس الاهتمام الكبير بمكانة خطبة يوم عرفة وأهميتها الدينية والروحية في وجدان المسلمين حول العالم، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- موافقته الكريمة على أن يتولى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء، إلقاء خطبة يوم عرفة لهذا العام 1446هـ، والتي تُعد واحدة من أهم المناسبات الدينية التي ينتظرها المسلمون سنويًا في موسم الحج المبارك.
وتُعد خطبة يوم عرفة من أبرز وأقدس الشعائر التي تشهدها المملكة العربية السعودية في كل عام، حيث تُلقى في صعيد عرفات قبيل وقوف الحجاج، وتُنقل مباشرة إلى ملايين المسلمين في مختلف أنحاء العالم عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والرقمية، لما لها من قيمة عظيمة ومكانة دينية رفيعة.
إقرأ ايضاً:أرامكو تستعد لإصدار سندات غير مضمونة بالدولار في خطوة استراتيجية جديدةرياح قوية وأتربة مثارة.. تحذير رسمي من الأرصاد يبدأ غدًا
ويمثّل اختيار الشيخ الدكتور صالح بن حميد لهذا المنبر المهم تجديدًا للثقة الملكية الكريمة في شخصه، نظرًا لما يتمتع به من علم شرعي رصين، وتجربة دعوية واسعة، وسجل حافل في خدمة الحرمين الشريفين، إذ سبق له أن ألقى خطبة عرفة في مواسم سابقة، ولاقى خطابه إشادة كبيرة من العلماء والمصلين والمستمعين في داخل المملكة وخارجها.
ويُعد الشيخ صالح بن حميد من أبرز العلماء والدعاة في المملكة، حيث يشغل عضوية هيئة كبار العلماء، كما عمل رئيسًا للمجلس الأعلى للقضاء، وشغل منصب رئيس مجلس الشورى سابقًا.
وله إسهامات فكرية وفقهية معتبرة، كما يتميز بأسلوب خطابي متزن يجمع بين الأصالة الشرعية والحكمة في التوجيه والطرح المعتدل، وهو ما يُكسب خطبه مكانة وتأثيرًا خاصًا في الأوساط الدينية والاجتماعية.
وتكتسب خطبة يوم عرفة أهمية استثنائية، كونها تتوجه بالخطاب إلى أمة الإسلام قاطبة، من خلال خطبة موحدة جامعة تُلقى من منبر مسجد نمرة بعرفة، وتسلط الضوء على المقاصد الشرعية الكبرى، وتدعو إلى التمسك بالثوابت الإسلامية، وتحقيق وحدة الصف، ونبذ الخلاف والفرقة، كما تتناول قضايا المسلمين وتحث على التعاون على البر والتقوى، وترسيخ معاني الوسطية والاعتدال.
وفي كل عام، تحرص القيادة السعودية على أن يُلقي خطبة عرفة أحد كبار العلماء الموثوقين، ممن يجمعون بين العلم والاعتدال، في إطار العناية بالحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن.
ويُنظر إلى هذه الخطبة بوصفها مرآة تعكس توجهات المملكة في رعاية الحجاج والحرص على إيصال خطاب إسلامي راشد ومتزن، ينهل من الكتاب والسنة ويُعزز القيم العليا في نفوس الحجاج والمسلمين حول العالم.
ويأتي هذا القرار الملكي ضمن الاستعدادات الشاملة التي تبذلها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- لضمان نجاح موسم حج هذا العام، من خلال تسخير كافة الإمكانيات البشرية والتقنية والتنظيمية، لخدمة ملايين الحجاج وتيسير أدائهم لهذه الفريضة العظيمة في أجواء من الأمن والطمأنينة.
وقد دأبت المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- على الاهتمام بشؤون الحجاج، وتطوير منظومة الحج سنة بعد سنة، بما يعكس الدور الريادي للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، وتجسيد رسالتها السامية في العناية بالحرمين الشريفين.
وولد الشيخ الدكتور صالح بن حميد في مدينة بريدة، ونشأ في أسرة علمية معروفة، وحصل على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية، وتقلد عدة مناصب قيادية بارزة داخل المملكة، منها رئاسة مجلس الشورى ورئاسة المجلس الأعلى للقضاء، كما ساهم في التأليف العلمي والدعوي، وله مشاركات فاعلة في الندوات والمؤتمرات الإسلامية، داخل المملكة وخارجها.
ويُعرف الشيخ بن حميد بخطبه المؤثرة التي تمزج بين الفقه والوعظ، مع التفاعل مع قضايا العصر من منظور إسلامي أصيل، وتُعد مشاركته في خطبة عرفة لهذا العام امتدادًا لإسهاماته في الحقل الدعوي، وتأثيره في توجيه الخطاب الإسلامي المعتدل والجامع.
وبموافقة خادم الحرمين الشريفين على إسناد هذه المهمة الجليلة إلى الشيخ الدكتور صالح بن حميد، تُؤكد المملكة مجددًا عنايتها بشعيرة الحج، وحرصها على أن تصل كلمة الحق والهداية إلى كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها عبر منبر خطبة عرفة.
ومع اقتراب يوم الوقوف العظيم، تتجه الأنظار إلى صعيد عرفات، حيث يجتمع الحجاج في أعظم يوم من أيام الدنيا، منصتين لخطبة جامعة تُذكّرهم بالله، وتدعوهم إلى الرحمة والمغفرة والوحدة، في مشهد إيماني تهتز له القلوب وتخشع له الأرواح.