مفاجأة كبرى: الحصيني يكشف عن موعد عيد الأضحى رسميًا

أعلن الباحث في الطقس وعضو لجنة "تسميات" المناخية، عبدالعزيز الحصيني، أن الحسابات الفلكية تشير إلى أن يوم الأربعاء 28 مايو 2025، سيكون بداية العشر الأوائل من شهر ذي الحجة لعام 1446هـ، وأن يوم عرفة سيصادف يوم الخميس 5 يونيو، فيما سيكون عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة 6 يونيو 2025، وذلك "بإذن الله"، في حال صفاء الأجواء وثبوت الرؤية الشرعية.
وتُعد هذه التواريخ تقديرية مبنية على الرصد الفلكي، وهي ممارسة متعارف عليها في تحديد بدايات الشهور الهجرية، خاصة ما يتعلق بالمواسم الدينية المهمة مثل رمضان والحج وعيد الأضحى، حيث يعتمد الفلكيون على معطيات دقيقة لرصد ولادة الهلال وتحديد إمكانية رؤيته في الأفق.
إقرأ ايضاً:الإعلان قريبا: الأهلي يحسم أولى الصفقات المحلية مع "مهاجم أبها"الصندوق العقاري يودع أكثر من مليار ريال لدعم مستفيدي "سكني" في مايو
وأوضح الحصيني أن إعلان هذه التواريخ يعتمد على دراسات فلكية دقيقة، تُؤخذ بعين الاعتبار فيها المعايير العلمية للرؤية، بما في ذلك زاوية ارتفاع الهلال عن الأفق، وعمره، وموقع غروبه مقارنة بالشمس، كما أشار إلى أن صفاء الأجواء يلعب دوراً محورياً في عملية التحري، حيث إن الغيوم والغبار قد يعيقان رؤية الهلال، مما قد يؤثر على دقة الرؤية بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوبات.
وشدّد الحصيني على أن هذه التقديرات تظل مرهونة بثبوت الرؤية الشرعية المعتمدة من قبل الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية، والتي تقوم بتحري الهلال في مساء يوم 29 من شهر ذي القعدة، بالتعاون مع المراصد الفلكية ولجان التحري الرسمية.
ومع الإعلان عن موعد بداية عشر ذي الحجة، يتجدّد الحديث عن أهمية هذه الأيام المباركة التي تُعد من أعظم الأيام في السنة الهجرية، حيث ورد في الحديث النبوي الشريف: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، في إشارة إلى فضل العبادة فيها، من صيام وذكر وصدقة وتكبير وتهليل، لا سيما يوم عرفة، الذي يُعتبر من أعظم أيام الدنيا، ويكفّر الله فيه الذنوب لعام مضى وعام مقبل.
وتحمل هذه الأيام طابعًا روحيًا خاصًا للمسلمين في مختلف أنحاء العالم، حيث يتهيأ فيها الحجاج لأداء مناسكهم، وتستعد الأسر لعيد الأضحى المبارك، الذي يشكّل ثاني أعياد المسلمين، ويترافق مع شعيرة عظيمة هي الأضحية، اقتداءً بسنة إبراهيم عليه السلام.
ويُعد عيد الأضحى مناسبة دينية واجتماعية تتسم بجو من البهجة والتراحم، حيث يتقرب فيه المسلمون إلى الله بذبح الأضاحي وتوزيعها على الأقارب والفقراء والمحتاجين، مما يعزز قيم التكافل الاجتماعي، كما يشهد هذا اليوم إقامة صلاة العيد في الساحات والمساجد، وتبادل الزيارات والتهاني بين الناس.
ويتميّز عيد الأضحى أيضاً بأنه يرتبط بشكل وثيق بموسم الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، حيث يؤدي الملايين من المسلمين مناسكهم في المشاعر المقدسة في مكة المكرمة، بين الوقوف بعرفة، والمبيت في منى، ورمي الجمرات، وطواف الإفاضة.
ويُعتمد في حساب بدايات الشهور الهجرية على ما يُعرف بـ "الاقتران المركزي"، وهو اللحظة التي يولد فيها الهلال الجديد فلكيًا، حيث يكون القمر في أقرب نقطة إلى الشمس، وتُعدّ الحسابات الفلكية أداة فعالة للتنبؤ بإمكانية رؤية الهلال، لكنها لا تُغني عن الرؤية البصرية أو ما يقرّره القضاء الشرعي في الدول الإسلامية.
وفي المملكة العربية السعودية، تُعلن المحكمة العليا في كل عام دعوة للمواطنين والمقيمين إلى تحري رؤية الهلال في الليلة الـ 29 من الشهر الهجري، وفي حال ثبوت الرؤية، يُعلن بداية الشهر التالي رسميًا، ومع اقتراب موعد الحج، تتأهب الجهات المختصة في المملكة، وعلى رأسها وزارة الحج والعمرة، لاستقبال حجاج بيت الله الحرام من مختلف دول العالم، في إطار خطة تشغيلية متكاملة تركز على السلامة والتنظيم والانسيابية.
ويُنتظر أن يشهد موسم حج 1446هـ مشاركة واسعة، خاصة مع تزايد الاستعدادات الصحية والأمنية والخدمية، ومواصلة تطوير البنية التحتية في المشاعر المقدسة، ورغم دقة الحسابات الفلكية واعتمادها في العديد من الدول لتحديد بدايات الشهور الهجرية، لا تزال الرؤية الشرعية هي المعتمدة رسميًا في تحديد دخول الشهر الهجري، خاصة في المملكة العربية السعودية، التي تحتضن الحرمين الشريفين وتُعتبر المرجعية الكبرى في العالم الإسلامي لتحديد بدايات رمضان وذي الحجة.
ومع إعلان الحصيني، تتجه الأنظار إلى مساء يوم الإثنين 29 شوال 1446هـ، حيث سيُجرى التحري الرسمي لهلال شهر ذي القعدة، ومن ثم ستُحدد الليلة التي يُتحرّى فيها هلال ذي الحجة، في خطوة ينتظرها المسلمون بترقّب كبير.
وإذا ما ثبتت التقديرات الفلكية، فإن الأمة الإسلامية ستكون على موعد مع بداية موسم روحي عظيم، يبدأ من يوم الأربعاء 28 مايو 2025، ويبلغ ذروته في يوم عرفة، الخميس 5 يونيو، ثم يتوج بعيد الأضحى المبارك يوم الجمعة 6 يونيو 2025، وهو موعد يحمله المسلمون في وجدانهم بفرحٍ كبير، يستشعرون فيه القرب من الله، ويجددون فيه العطاء والرحمة والتكافل.