الهلال يشعل سباق المدربين في أوروبا: إنزاغي على رادار "الزعيم" وأليجري ضحية النصر

إنزاغي على رادار
كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في  twitter

في تطور مفاجئ يُنذر بتحوّلات كبيرة على الساحة الكروية العالمية، دخل نادي الهلال السعودي في مفاوضات جادّة مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، المدير الفني الحالي لنادي إنتر ميلان، في خطوة تؤكد طموحات النادي العاصمي في تعزيز مكانته على المستوى الدولي، استعدادًا لخوض بطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتشير مصادر مقربة من دوائر القرار إلى أن الهلال يسعى لتأمين مدير فني بمواصفات أوروبية عالية، قادر على إدارة الفريق في مواجهات من العيار الثقيل، خاصة أن البطولة المقبلة ستشهد تواجد فرق نخبة مثل ريال مدريد وباتشوكا وسالزبورغ في مجموعة الهلال.


إقرأ ايضاً: عيادات متنقلة ومراكز متأهبة: هكذا يستعد تجمع المدينة لضيوف الرحمنبدء أعمال الصيانة في حائل: طرق مغلقة وتحذيرات لقائدي المركبات

والتقارير الصادرة عن الصحف الإيطالية، وعلى رأسها صحيفة "كوريري ديلا سيرا"، كشفت عن تباطؤ ملحوظ في مفاوضات التجديد بين إنتر ميلان وسيموني إنزاغي، الأمر الذي فتح باب الاحتمالات أمام رحيل المدرب، في ظل العرض المغري الذي تقدم به الهلال.

وهذا العرض لا يقتصر فقط على الجوانب المالية، بل يشمل مشروعًا رياضيًا متكاملًا يتضمن تعزيزات قوية على مستوى اللاعبين، ورؤية فنية طموحة تهدف إلى المنافسة على أعلى المستويات، محليًا وقاريًا ودوليًا، ويُعد إنزاغي أحد أبرز المدربين في إيطاليا في الوقت الراهن، بعد أن قاد إنتر ميلان لتحقيق لقب الدوري الإيطالي هذا الموسم، إلى جانب نتائج مميزة في دوري أبطال أوروبا خلال العامين الأخيرين.

والقلق الذي بدأ يتسلل إلى إدارة إنتر ميلان دفعها إلى التحرك سريعًا لإيجاد بديل محتمل، تحسبًا لموافقة إنزاغي على العرض السعودي، حيث دخل اسم المدرب ماسيميليانو أليجري، المدير الفني السابق لنادي يوفنتوس، ضمن قائمة المرشحين لتولي المهمة في حال حدوث الانفصال المفاجئ.

والمفارقة هنا أن أليجري كان أيضًا محل اهتمام من نادي النصر السعودي، الذي كان يسعى لاستقدامه بعد موسم لم يلبِ طموحات جماهيره رغم وجود أسماء لامعة في صفوف الفريق أبرزها كريستيانو رونالدو.

إلا أن دخول إنتر ميلان على خط المفاوضات قد يُربك حسابات النصر، وربما يُنهي تمامًا فكرة التعاقد مع أليجري، ما يترك النادي الأصفر أمام تحديات جديدة على مستوى الجهاز الفني.

وهذا الحراك المتسارع بين الهلال والنصر من جهة، والأندية الإيطالية من جهة أخرى، يعكس التحوّل الجذري في موازين القوى داخل سوق الانتقالات العالمي، حيث لم تعد الأندية الأوروبية وحدها قادرة على فرض إرادتها في ملف المدربين، بل أصبح لدوري روشن السعودي تأثير ملموس في تحديد مصير كبرى الأسماء التدريبية.

ويُعد هذا التحوّل نتيجة مباشرة للاستثمارات الضخمة التي تشهدها الرياضة السعودية، ضمن رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى جعل السعودية مركزًا عالميًا للرياضة والترفيه، وهو ما ظهر جليًا في الاستقطابات الكبيرة خلال الموسمين الأخيرين، سواء على مستوى اللاعبين أو المدربين.

وفي ظل الاستعدادات المكثفة التي يقوم بها الهلال لخوض غمار كأس العالم للأندية، فإن تعيين مدرب بحجم سيموني إنزاغي سيكون بمثابة رسالة قوية لباقي المنافسين، بأن الزعيم السعودي قادم للبطولة بهدف المنافسة لا المشاركة فقط.

ومن المتوقع أن يرافق التعاقد المحتمل مع إنزاغي تعزيزات كبيرة على مستوى التشكيلة، ربما تشمل صفقات عالمية أخرى في خطي الوسط والهجوم، بما يضمن للفريق مواجهة التحديات الكبرى التي تنتظره في مجموعته التي تضم أبطال قارات وفرقًا معتادة على هذه المحافل العالمية.

كما يتزامن هذا التوجه مع سعي إدارة الهلال لترسيخ الهوية التكتيكية الأوروبية في أسلوب لعب الفريق، ما يجعل إنزاغي خيارًا مثاليًا لهذه المرحلة، وعلى الجانب الآخر، فإن انسحاب أليجري المحتمل من حسابات النصر، بعد اهتمام إنتر ميلان به، قد يُحدث "زلزالًا" داخل أروقة النادي، الذي يبحث عن بديل مناسب للمدرب الحالي.

ويتوقع أن تتجه الأنظار نحو مدربين آخرين في السوق الأوروبية، لكن الوقت يداهم إدارة النصر، خصوصًا مع قرب انطلاق التحضيرات للموسم الجديد، ويرى محللون أن المنافسة الشرسة بين الهلال والنصر على الصعيد الإداري لا تقل سخونة عن التنافس داخل الملعب، حيث يسعى كل نادٍ لتأمين جهاز فني قادر على إدارة دفة الفريق وسط زخم البطولات وتطلعات الجماهير.

وفي النهاية، يبدو أن تأثير دوري روشن لم يعد محصورًا داخل المستطيل الأخضر، بل امتد ليهز عروش المدربين في أوروبا، ويُعيد رسم خريطة التعاقدات في القارة العجوز، وبينما يترقب الشارع الرياضي قرار إنزاغي الحاسم، فإن كل المؤشرات تُشير إلى أن الكرة السعودية على أعتاب قفزة نوعية جديدة، قد تجعلها محط أنظار العالم، ليس فقط من خلال أسماء اللاعبين، بل أيضًا من خلال التعاقد مع مدربين من طراز النخبة، ممن كان التفاوض معهم ضربًا من الخيال في الماضي القريب.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook