مفاجأة رقمية من قطر.. تحديث جديد لـ"مطراش" يُحدث تحولًا في الخدمات الحكومية

كشفت وزارة الداخلية القطرية عن إطلاق نسخة جديدة ومطورة من تطبيق "مطراش"، في خطوة تُعد من أبرز التحولات الرقمية التي تشهدها البلاد في إطار رؤية قطر الوطنية 2030، الساعية إلى تعزيز التحول الرقمي وتطوير الخدمات الحكومية الذكية.
الإصدار الجديد من التطبيق يأتي مدعومًا بتقنيات حديثة ومزايا مبتكرة تتيح للمواطنين والمقيمين إنجاز إجراءاتهم الحكومية إلكترونيًا، دون الحاجة إلى الحضور الشخصي أو الانتظار في المكاتب الخدمية، مما يحقق نقلة نوعية في العلاقة بين الدولة ومستخدمي خدماتها.
إقرأ ايضاً:خطوات استثنائية لضمان كهرباء آمنة وموثوقة لضيوف الرحمن خلال الحج"94 رحلة يوميا" السعودية تستقبل ضيوف الرحمن بالحفاوة والتنظيم الدقيق
وقد جاء التحديث الأخير ليحول "مطراش" إلى منصة شاملة تضم أكثر من 250 خدمة حكومية رقمية تغطي مجموعة واسعة من القطاعات الأمنية والإدارية، وتشمل هذه الخدمات الإقامات والتأشيرات، ورخص القيادة، والمخالفات المرورية، وخدمات الاستقدام، في محاولة لتجميع المعاملات الأكثر شيوعًا في واجهة رقمية واحدة تضمن سهولة الوصول وسرعة الإنجاز.
والتطوير الجديد يعكس التزام وزارة الداخلية بتقديم تجربة استخدام ذكية وسلسة، تلبي احتياجات المستخدمين وتواكب التطور التكنولوجي المتسارع، فمن أبرز التحسينات التي حملها التحديث، إمكانية تفويض شخص آخر للقيام بالمعاملات نيابة عن المستخدم، وهي ميزة تُنفّذ من خلال خطوات رقمية مؤمّنة بالكامل، دون الحاجة لأي مستندات ورقية أو زيارات شخصية.
كما أضيفت خاصية إدارة شؤون الأقارب من الدرجة الأولى، ما يتيح للأسر القطرية والمقيمة إدارة معاملات أفراد الأسرة بشكل مباشر من حساب واحد، وهو ما يُسهّل الحياة اليومية ويوفر الوقت والجهد.
ولم تقتصر التحديثات على المظهر والوظائف، بل امتدت إلى إعادة تصميم شاملة لطريقة عرض البيانات وإتمام الإجراءات، فقد تم دمج جميع خدمات المخالفات المرورية في شاشة موحدة، تعرض كافة المخالفات والمبالغ المستحقة، مع إمكانية السداد الفوري من داخل التطبيق، كما أعيد تصميم نموذج استقدام العمالة المنزلية بشكل يجعل إدخال البيانات ورفع المستندات ومتابعة حالة الطلب أكثر وضوحًا وبساطة.
وفي إضافة مهمة تعكس البعد الإقليمي للتطبيق، تم تخصيص أيقونة لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي، تسهل عليهم الوصول إلى الخدمات التي تتيحها دولة قطر لهم، كما زُوّد التطبيق بخدمة الخرائط الذكية التي تساعد المستخدم في العثور على أقرب مركز خدمات حكومية بناءً على موقعه الجغرافي، مما يدعم تجربة استخدام أكثر مرونة وتفاعلًا مع احتياجات الجمهور.
على صعيد التقنية، أُدمجت تقنية التعرف الضوئي على الحروف (OCR) داخل التطبيق، بما يتيح قراءة بيانات جواز السفر تلقائيًا وملء الحقول المطلوبة دون تدخل يدوي، كما تم دعم التطبيق بأنظمة الدفع الذكية مثل Apple Pay وSamsung Pay، ما يسمح بإتمام المعاملات المالية بسرعة وسهولة ودرجة عالية من الأمان، الأمر الذي يعزز من الثقة العامة في التطبيق.
ويُعتبر تطبيق "مطراش" حاليًا الأداة الرسمية الأولى للتعامل مع الخدمات الحكومية في قطر، بفضل اعتماده على أعلى معايير الأمان الرقمي وسهولة الوصول عبر مختلف أنظمة تشغيل الهواتف الذكية.
ويمكن للمستخدمين تحميل التطبيق من متجري Google Play وApp Store، ثم تسجيل الدخول باستخدام رقم البطاقة الشخصية وكلمة المرور الخاصة، ليتمكنوا من استعراض الخدمات الجديدة والاستفادة منها مباشرة.
وأكدت وزارة الداخلية القطرية في بيانها أن عملية تطوير التطبيق ما تزال مستمرة، حيث يتم الأخذ في الاعتبار اقتراحات المستخدمين وتحليل بيانات الاستخدام لتحسين جودة الخدمات.
وتسعى الوزارة حاليًا إلى توسيع دائرة الخدمات لتشمل جهات حكومية إضافية، ودمج خاصية التوقيع الرقمي للمعاملات، مما يرفع من موثوقية الإجراءات ويُسرّع المصادقة على المعاملات الحساسة، كما يتم بحث إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات استباقية تلبّي احتياجات المستخدمين قبل طلبها.
ويأتي هذا التطوير ضمن رؤية أوسع لرقمنة تجربة المواطن والمقيم بالكامل، ما يجعل من "مطراش" أكثر من مجرد تطبيق حكومي، بل بوابة ذكية تعكس طموح قطر في تقديم تجربة رقمية متكاملة تلائم العصر وتوفر نموذجًا يُحتذى به إقليميًا ودوليًا، لقد أصبح التطبيق أداة يومية يعتمد عليها مئات الآلاف من المستخدمين، وأحد أبرز أمثلة نجاح الحكومات في التفاعل مع الثورة الرقمية وتحويل التكنولوجيا إلى أداة لخدمة الناس.
من خلال هذه الخطوة، ترسخ قطر موقعها في طليعة الدول العربية التي تُراهن على التكنولوجيا في تطوير الأداء الحكومي وتسهيل حياة المواطنين والمقيمين على حد سواء، ومع استمرار التحديثات ودخول مزيد من الجهات الحكومية ضمن منظومة "مطراش"، فإن ما بدأ كمبادرة رقمية بات اليوم ركيزة أساسية في البنية الرقمية للدولة، تعكس التقدم المستمر في بناء مجتمع رقمي متكامل وآمن.