أسعار الذهب تتراجع والنفط يتباين مع اقتراب محادثات أوكرانيا وإيران

شهدت الأسواق العالمية اليوم تقلبات واضحة في أسعار الذهب والنفط، في ظل ترقب المستثمرين لتطورات المشهد الجيوسياسي، خاصة ما يتعلق بمفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، والمحادثات النووية الشائكة بين الولايات المتحدة وإيران، حيث انعكست هذه التوترات بشكل مباشر على معنويات الأسواق وسلوك المتعاملين، وسط توقعات بإعادة رسم معادلات العرض والطلب في الفترة المقبلة.
وانخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.15% لتصل إلى 3225.40 دولار للأوقية، بينما تراجعت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.34% إلى 3222.60 دولار، مدفوعة بتعافي الدولار الأميركي الذي جعل الذهب أقل جاذبية لحاملي العملات الأخرى، كما أشار محللون إلى أن الأمل المتزايد في التوصل إلى هدنة روسية أوكرانية قلل من الإقبال على الأصول الآمنة مثل الذهب، رغم التوتر المستمر في ملفات دولية عديدة.
إقرأ ايضاً:حرس الحدود بمكة المكرمة يتدخل لإنقاذ مجموعة مصرية جنحت وسيلتهم البحرية على الشعاب المرجانيةجوجل تكشف عن تحديث Wear OS 6 بميزات ذكية غير مسبوقة
وفي المقابل، تباين أداء أسعار النفط حيث سجل خام برنت انخفاضًا طفيفًا بمقدار 6 سنتات ليصل إلى 65.53 دولار للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس في العقود القريبة بـ48 سنتًا مسجلًا 63.17 دولار، كما ارتفعت عقود يوليو الأكثر تداولًا بـ8 سنتات لتصل إلى 62.23 دولار، وسط دعم نسبي من هوامش ربح مرتفعة في قطاع التكرير الآسيوي الذي سجل متوسطات أعلى في مايو مقارنة بأبريل، ما يعكس انتعاشًا محتملاً في الطلب الفعلي على المدى القريب.
والمحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران ألقت بظلالها الثقيلة على السوق، خاصة بعد تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني الذي أكد أن أي اتفاق سيكون مستحيلًا إذا أصرت واشنطن على وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل، وهو ما أكده أيضًا المبعوث الأميركي الذي اعتبر وقف التخصيب شرطًا لا يمكن التنازل عنه، ما قلل فرص الوصول إلى تسوية قد تسمح برفع العقوبات عن النفط الإيراني وإضافة ما بين 300 و400 ألف برميل يوميًا للأسواق العالمية.
وفي الجانب الأميركي، تسببت خفض وكالة موديز للتصنيف الائتماني للديون السيادية في بث قلق واسع بين المستثمرين، حيث أشارت الوكالة إلى المخاوف بشأن الدين الأميركي المتزايد البالغ 36 تريليون دولار، ما زاد من التشاؤم حول أداء الاقتصاد الأميركي، كما أظهرت بيانات جديدة تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، وهو ما عزز من الضغوط السلبية على أسعار الخام في ظل تراجع محتمل في الاستهلاك خلال عام 2025 بنسبة 0.3% وفق تقديرات بي.إم.آي.
وبينما تترقب الأسواق نتائج تصريحات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي المرتقبة في وقت لاحق اليوم، تستمر حالة عدم اليقين في فرض نفسها على المستثمرين الذين يوازنون بين المخاطر الجيوسياسية والتوقعات الاقتصادية، في انتظار ما ستسفر عنه الأسابيع المقبلة من اتفاقات أو تصعيد في الملفات الدولية الحساسة.