شؤون المسجد الحرام توضح: لا تستخدموا العربات دون حجز ولا لمن لا يستحق

العربات الكهربائية
كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في  twitter

في إطار سعيها المستمر للارتقاء بخدماتها وتقديم تجربة ميسرة لضيوف الرحمن، دعت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي قاصدي المسجد الحرام إلى الالتزام بالإرشادات التوعوية الخاصة بخدمة العربات، التي تمثل أحد الحلول الذكية والعملية التي وضعت لتوفير الراحة والدعم لكبار السن وذوي الإعاقة أثناء أدائهم لمناسكهم في أجواء من الطمأنينة والكرامة، وجاءت هذه الدعوة ضمن جهود الهيئة لتعزيز ثقافة الاستخدام الصحيح للخدمات المخصصة، وضمان تحقيق الهدف الأسمى من إطلاقها، وهو تسهيل أداء النسك في أجواء منظمة وخالية من العوائق.

الهيئة أوضحت أن خدمة العربات الكهربائية التي باتت جزءاً من المشهد التنظيمي في المسجد الحرام مخصصة حصراً لكبار السن وذوي الإعاقة، وهي خدمة تتطلب الحجز المسبق عبر منصة إلكترونية مخصصة لتفادي الازدحام وضمان توزيع العربة لمن يستحقها بالفعل، وأكدت أن احترام المواعيد المحددة ونقطة الانطلاق المثبتة في التذكرة الإلكترونية هو جزء أساسي من نجاح هذه الخدمة، حيث تسهم هذه الخطوة في ضبط آلية التشغيل وتفادي أي خلل قد يعيق الآخرين من الاستفادة منها.


إقرأ ايضاً:وزارة الداخلية السعودية تتخذ اجراءات صارمة وقرارات ادارية بحق 17 شخص بينهم مقيمينأرامكو تكشف عدد موظفيها ومبالغ رواتبهم في 2024

العربات الكهربائية باتت وسيلة حيوية داخل أروقة الحرم، حيث تمكن كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من الطواف والسعي بيسر دون الحاجة إلى بذل جهد بدني كبير، كما تعد أحد أبرز مظاهر التطوير في الحرم المكي من ناحية التنظيم والخدمة الإنسانية، فهي مصممة لتكون سهلة الاستخدام، مزودة بوسائل الأمان، وتوفر تجربة مريحة للمعتمرين ممن يصعب عليهم الحركة الطويلة أو المتواصلة.

وتتوفر خدمة العربات من خلال تطبيق "تنقل"، الذي يتيح حجز العربة مسبقاً وتحديد الوقت والموقع بكل سهولة. ويُعتبر هذا التطبيق أحد الأدوات التقنية التي تعكس تحول الحرمين الشريفين إلى فضاء أكثر تطوراً واعتماداً على الرقمنة في تسهيل الخدمات، بما يتماشى مع التوجهات العامة للمملكة نحو التحول الرقمي وتحسين جودة الحياة، ويقدم التطبيق واجهة استخدام بسيطة يمكن للجميع التعامل معها، إلى جانب توفيره معلومات توجيهية لتسهيل الاستفادة من الخدمة بشكل صحيح.

الهيئة حرصت من خلال هذه الخدمة على إعلاء قيمة التنظيم والعدالة في تقديم الدعم، ومن هنا جاء التشديد على ضرورة عدم استخدام العربات من قبل من لا تنطبق عليهم الشروط، لما في ذلك من تعدي على حقوق فئة مستحقة، وعرقلة لسير العملية التشغيلية التي تعتمد على الانضباط والدقة، كما شددت على أن التجاوزات في هذا الجانب تُعتبر مخالفة لا تليق بروح المكان المقدس ولا بقيم الاحترام المتبادل بين الزوار والمعتمرين.

خدمة العربات ليست مجرد وسيلة نقل داخل الحرم، بل هي انعكاس لرؤية متكاملة تتبنّاها المملكة في رعاية الحرمين الشريفين والاهتمام بزوار بيت الله الحرام، خاصة الفئات التي تحتاج إلى رعاية خاصة، فمن خلال هذه الخطوة، يتجلى التزام المملكة بتوفير بيئة مريحة، تضمن للجميع أداء مناسكهم بأمان وسهولة، في مشهد يجمع بين روحانية المكان وعصرية التنظيم.

وفي ضوء التزايد المستمر في أعداد الزوار والمعتمرين، تبرز أهمية مثل هذه الخدمات في تقليل الزحام وتفادي التكدس، وهو ما يتحقق عبر الالتزام بالتعليمات وعدم إساءة استخدام الوسائل المتاحة، ومع توافر الخدمة إلكترونياً، لم يعد هناك مبرر للفوضى أو العشوائية، بل أصبحت كل خطوة من خطوات استخدام العربة محددة سلفاً، بدءاً من الحجز وحتى الوصول إلى نقطة الانطلاق.

هذا التنظيم يضيف بعداً جديداً لتجربة زيارة المسجد الحرام، حيث يشعر المعتمر بأن كل تفصيل في الرحلة قد جرى التفكير فيه مسبقاً، وأن رعاية الدولة لا تتوقف عند الحدود الأمنية أو التنظيمية بل تمتد إلى الجوانب الصحية والإنسانية والراحة النفسية، فالاهتمام بكبار السن وذوي الإعاقة لا يكون فقط بتوفير وسائل مساعدة، بل بتخصيصها لهم وضمان عدم التعدي عليها من قبل الآخرين.

وفي هذا الإطار، يأتي دور التوعية المجتمعية كعامل حاسم في إنجاح التجربة، حيث يعتمد كثير من النجاحات على التزام الأفراد بالإرشادات والأنظمة، لذا فإن الهيئة، بدعوتها إلى الالتزام، توجه رسالة واضحة بأن التعاون المجتمعي هو أساس تحقيق تجربة متكاملة في الحرم المكي، تجمع بين الراحة والانضباط، وتقدم نموذجاً يحتذى به في إدارة الأماكن الدينية المقدسة في العالم.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook