وزير الموارد البشرية يدشن مبادرات نوعية لتعزيز العمل التطوعي وخدمة الحجاج

إقرأ ايضاً:حرس الحدود بمكة المكرمة يتدخل لإنقاذ مجموعة مصرية جنحت وسيلتهم البحرية على الشعاب المرجانيةجوجل تكشف عن تحديث Wear OS 6 بميزات ذكية غير مسبوقة
برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، أطلق معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي مبادرة "رخصة العمل التطوعي"، إلى جانب تدشين "مؤسسة مرصد العمل غير الربحي لخدمة ضيوف الرحمن"، وذلك ضمن فعاليات المعرض الدولي للقطاع غير الربحي "إينا 2025" في نسخته الثالثة، الذي يشكل منصة نوعية متكاملة تسهم في تعزيز مكانة القطاع غير الربحي ضمن منظومة التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات.
ويعد هذا المعرض محطة سنوية مهمة، تجمع تحت مظلتها المنظمات غير الربحية مع ممثلي القطاعين الحكومي والخاص، إلى جانب مؤسسات دولية بارزة، من أجل تنمية الشراكات وتعزيز التكامل، وتبادل أفضل الممارسات وتطوير المبادرات المستدامة.
وتأتي مبادرة "رخصة العمل التطوعي" لتكون بمثابة خطوة إستراتيجية نحو تنظيم العمل التطوعي بشكل مؤسسي، من خلال تأهيل الأفراد وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة لأداء مهامهم التطوعية بكفاءة عالية ضمن أطر تنظيمية معتمدة، ما يعزز من جاهزية المتطوعين ويساهم في ترسيخ ممارسات التطوع الآمن والفعال.
وتستهدف هذه المبادرة على وجه الخصوص خدمة ضيوف الرحمن، نظرًا لما تتطلبه هذه المهمة من استعدادات دقيقة وتنسيق على مستوى عالي، في ظل الأعداد الكبيرة للحجاج واحتياجاتهم المختلفة، وتعد الرخصة وسيلة لتحفيز المجتمع على الانخراط في أنشطة تطوعية ذات أثر ملموس، تدعم مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز ثقافة العطاء والمسؤولية الاجتماعية.
أما "مؤسسة مرصد العمل غير الربحي لخدمة ضيوف الرحمن"، فهي مبادرة نوعية تستند إلى رؤية علمية دقيقة لرصد الواقع الميداني للقطاع غير الربحي، عبر جمع وتحليل البيانات والمعلومات بشكل منهجي، يساعد على فهم التحديات وتقديم حلول مستندة إلى دلائل واضحة، وتسعى المؤسسة إلى إعداد دراسات نوعية تسهم في تطوير أداء المنظمات، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة، خاصة تلك التي تتعلق بخدمة الحجاج والمعتمرين، وذلك من خلال تعزيز التنسيق بين الجهات ذات العلاقة، ودعم استدامة العمل غير الربحي وتحسين جودة مخرجاته.
وقد أوضح معالي الوزير الراجحي أن هذه المبادرات تمثل دفعة قوية لمسار التنمية المجتمعية والاقتصادية، لما لها من أثر في تحفيز الابتكار الاجتماعي، ورفع كفاءة القطاع من خلال تنمية الموارد البشرية والارتقاء بمستوى الأداء. وأكد أن الوزارة ماضية في تقديم الدعم الكامل للمنظمات غير الربحية، وفتح آفاق جديدة للتعاون مع مختلف القطاعات، من أجل تعظيم الأثر وتحقيق التكامل في خدمة قضايا التنمية الوطنية، مشيرًا إلى أن العمل على رفع مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 5% بحلول عام 2030 هو هدف رئيسي تسعى الوزارة إلى تحقيقه بشراكة فعالة مع مختلف الأطراف.
ويحظى "إينا 2025" بمشاركة واسعة من الخبراء والمهتمين بمجال العمل غير الربحي، حيث يشمل مجموعة من الملتقيات أبرزها ملتقى الاستثمار الاجتماعي، والملتقى الخليجي لتعزيز العلاقة بين القطاع غير الربحي والقطاعات الحكومية والخاصة، في تأكيد واضح على أهمية الحوار والتكامل بين جميع المكونات الوطنية لتحقيق الأهداف التنموية، كما يشكل المعرض فرصة لعرض الابتكارات المجتمعية، واستعراض أحدث الحلول التقنية والإدارية التي تدعم كفاءة أداء المنظمات وتزيد من فاعليتها في مختلف الميادين.
وقد أبدى المشاركون في المعرض ترحيبهم بالمبادرات المعلنة، واعتبروها نقطة تحول نحو مزيد من التنظيم والاحترافية في العمل التطوعي وغير الربحي، داعين إلى توسيع دائرة التدريب والتأهيل لضمان تحقيق الاستدامة وتوفير بيئة مشجعة تواكب تطلعات الجيل الجديد من المتطوعين ورواد العمل المجتمعي، وتعد هذه الخطوة انعكاسًا حقيقيًا للنهج الوطني الذي تتبناه المملكة في بناء مجتمع حيوي ومؤثر، يقوم على التكامل والتعاون في خدمة الوطن وضيوفه.