العقيل يكشف: درجات حرارة تصل لـ48 مئوية في معظم المناطق بدء من اليوم
أوضح محلل الطقس في المركز الوطني للأرصاد، عقيل العقيل، أن المملكة على موعد مع موجة حر شديدة تبدأ من يوم غد الإثنين، وتشمل معظم مناطق البلاد بارتفاعات ملحوظة في درجات الحرارة، وأشار العقيل، خلال مداخلة له في نشرة النهار التي تبث عبر قناة الإخبارية، إلى أن المؤشرات المناخية تؤكد تصاعد درجات الحرارة تدريجيًا لتتراوح بين 45 إلى 48 درجة مئوية، مع اختلاف طفيف حسب المناطق.
وقد أكد أن هذه الموجة الحارة ستبدأ بشكل فعلي في العاصمة المقدسة مكة المكرمة والمدينة المنورة، على أن تمتد لاحقًا إلى المنطقة الشرقية خلال النصف الثاني من الأسبوع، وتحديدًا من يوم الأربعاء وحتى الجمعة، متوقعة أن تسجل درجات حرارة مماثلة تتراوح بين 44 إلى 48 درجة مئوية.
إقرأ ايضاً:هل يغادر الدون؟ نادٍ برازيلي يخطط لخطف رونالدو من النصر!حرس الحدود يُحبط تهريب 300 كجم من القات في عسير
وتُعد هذه الزيادة في درجات الحرارة جزءًا من التغيرات الجوية الطبيعية التي تشهدها المملكة في مثل هذا التوقيت من العام، حيث تبدأ الأجواء بالتحول التدريجي نحو ذروة فصل الصيف، كما أن هذه الظاهرة المناخية تأتي في سياق التغيرات الإقليمية التي تؤثر على الطقس العام في شبه الجزيرة العربية، نتيجة للمنخفضات الحرارية الموسمية القادمة من مناطق وسط آسيا وشمال أفريقيا، والتي تؤثر بدورها في توزيع الكتل الهوائية الساخنة والجافة.
وبين العقيل أن المركز الوطني للأرصاد يواصل مراقبة الأحوال الجوية عن كثب، ويصدر التحديثات الدورية بشأن التحذيرات والتنبيهات اللازمة، خاصة في ظل اقتراب موسم الامتحانات النهائية ونشاط الحركة الميدانية خلال فترة ما قبل الإجازة الصيفية، مشددًا على أهمية التقيد بالإرشادات الوقائية في مثل هذه الظروف المناخية، خصوصًا لكبار السن والأطفال والعاملين في الأماكن المفتوحة خلال ساعات الذروة.
ودعا المواطنين والمقيمين إلى تجنّب التعرض المباشر لأشعة الشمس ما بين الساعة 11 صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، كون هذه الفترة تعد من أكثر الفترات سخونة، والتي تزداد فيها احتمالات الإصابة بالإجهاد الحراري أو ضربات الشمس، كما شدد على ضرورة شرب كميات كافية من الماء والسوائل، وارتداء الملابس القطنية الفاتحة لتقليل امتصاص الحرارة، والحرص على استخدام المظلات أو وسائل الحماية الشخصية عند الخروج من المنزل.
وفي هذا السياق، أشار مختصون في المناخ والطاقة إلى أن تكرار هذه الموجات الحرارية بوتيرة متزايدة خلال السنوات الأخيرة، قد يكون مرتبطًا بمظاهر التغير المناخي وارتفاع معدلات الاحتباس الحراري على مستوى العالم، وهو ما يتطلب تعزيز الخطط الوطنية لمواجهة آثار الطقس القاسي، سواء من خلال تحسين البنية التحتية أو تطوير نظم الإنذار المبكر والتوعية المجتمعية.
ومن جهتها، أكدت عدد من الجهات الحكومية استعدادها للتعامل مع أي تبعات محتملة لارتفاع درجات الحرارة، حيث أعلنت وزارة الصحة عن جاهزية المستشفيات والمراكز الصحية للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري، كما أكدت وزارة الموارد البشرية استمرار العمل بقرار منع العمل تحت أشعة الشمس المباشرة خلال فترة الظهيرة في المواقع المكشوفة، وذلك حرصًا على سلامة العاملين في مختلف القطاعات.
وفي ظل هذه التوقعات، تشير البيانات المناخية إلى أن شهر يونيو المقبل قد يسجل درجات حرارة أعلى من المعدل السنوي، ما يستدعي متابعة دقيقة من قبل المهتمين بشؤون الزراعة والمواشي، بالإضافة إلى ضرورة التأهب من قبل الجهات ذات العلاقة بالطوارئ والمياه والكهرباء لضمان استمرارية الخدمات الأساسية.
ويتوقع أن تستمر هذه الأجواء الحارة لعدة أيام متواصلة، على أن تتفاوت درجات الحرارة نسبيًا حسب التوزيع الجغرافي وخصائص التضاريس، إلا أن التوجه العام يشير إلى بداية فعلية لموسم الصيف اللاهب، ما يحتم التعامل معه بوعي ومسؤولية حفاظًا على السلامة العامة.