الأمن يتصدى للمخاطر على الحدود: ضبط شحنة قات ضخمة بجازان

في عملية أمنية نوعية تعكس يقظة رجال حرس الحدود واستمرار جهودهم الحثيثة في مكافحة تهريب المواد المخدرة، تمكنت الدوريات البرية لحرس الحدود في قطاع الدائر بمنطقة جازان من القبض على خمسة مخالفين لنظام أمن الحدود من الجنسية الإثيوبية، وذلك أثناء محاولتهم تهريب كمية كبيرة من نبات القات المحظور، بلغت 100 كيلوجرام، في إحدى أخطر محاولات التهريب التي تم رصدها خلال الفترة الأخيرة.
وجاءت عملية الضبط في إطار التنسيق الميداني المستمر والتتبع الدقيق لتحركات المهربين، حيث نجحت الفرق الميدانية، وبدعم من الوسائل التقنية الحديثة، في رصد تحركات المشتبه بهم في المناطق الجبلية الوعرة بمحافظة الدائر، التي تعد إحدى النقاط الساخنة لعمليات التهريب عبر الحدود الجنوبية للمملكة، وبفضل التدخل السريع والاحترافي، تمكن رجال حرس الحدود من إحباط العملية قبل وصول المهربين إلى المناطق الداخلية، وذلك دون وقوع أي إصابات أو خسائر.
إقرأ ايضاً:حرس الحدود يُحبط تهريب 300 كجم من القات في عسيرالانضباط تُربك حسابات الوحدة بقرار مفاجئ في أزمة نقاط النصر!
وباشرت الجهات المختصة استكمال الإجراءات النظامية الأولية بحق المقبوض عليهم، حيث جرى توثيق المضبوطات وتحريزها وتسليم المتهمين والمضبوطات إلى الجهة الأمنية ذات العلاقة، لاستكمال بقية الإجراءات النظامية، تمهيدًا لإحالتهم للنيابة العامة، وأكدت الجهات المعنية أن هذه العملية تأتي ضمن سلسلة من الضربات الاستباقية التي تهدف إلى التصدي الحازم لأي محاولات تسلل أو تهريب عبر الحدود، وخصوصًا في ظل ما تشهده المنطقة من محاولات متكررة لجلب المواد المحظورة إلى داخل المملكة.
وفي هذا السياق، جددت الجهات الأمنية دعوتها للمواطنين والمقيمين بضرورة الإبلاغ الفوري عن أي تحركات أو نشاطات مشبوهة تتعلق بتهريب أو ترويج المواد المخدرة، مشيرة إلى أن التعاون المجتمعي يمثل أحد أبرز أدوات المواجهة الفعالة لهذه الظواهر الإجرامية، التي لا تستهدف فقط الإخلال بالأمن، بل تسعى أيضًا إلى تقويض النسيج الاجتماعي والتأثير سلبًا على مستقبل الشباب.
وقد وفرت الجهات الأمنية مجموعة من وسائل الاتصال المباشرة لتلقي البلاغات بسرية تامة، ودعت الجهات الأمنية جميع المواطنين والمقيمين إلى ضرورة الإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بهذا النشاط، وأكدت أن جميع البلاغات ستُعامل بأقصى درجات السرية والاهتمام، حرصًا على حماية المبلغين وتشجيعًا للمزيد من المشاركة المجتمعية في هذه الجهود الوطنية.
وتُعد منطقة جازان، لا سيما المناطق الحدودية فيها، من أبرز المناطق التي تشهد محاولات مستمرة لتهريب المخدرات ونبات القات على وجه الخصوص، نظرًا لموقعها الجغرافي الحساس المحاذي للحدود الجنوبية، ما يجعلها هدفًا دائمًا لعصابات التهريب التي تحاول استغلال التضاريس الوعرة والمسالك الجبلية لإدخال المواد المحظورة إلى داخل الأراضي السعودية.
وتؤكد الجهات الأمنية في المملكة أن التصدي لمثل هذه الجرائم لا يقتصر على الجهود الميدانية فقط، بل يشمل أيضًا التوعية المجتمعية، والتنسيق المتكامل بين الجهات الأمنية المختصة، واستخدام التقنيات الحديثة في الرصد والمراقبة، فضلًا عن الدعم الشعبي المتمثل في تعاون المواطنين والمقيمين عبر التبليغ عن أي نشاطات مشبوهة.
وتأتي هذه الجهود ضمن الرؤية الأمنية الشاملة التي تنتهجها المملكة، والتي تضع في مقدمة أولوياتها حماية أمن الحدود، ومكافحة جميع أشكال التهريب والترويج، حفاظًا على سلامة المجتمع وأمنه واستقراره، ولضمان بيئة آمنة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة في كافة أنحاء البلاد.