الأمن العام يقبض على وافدَين مصريَّين روّجا لحملات حج وهمية عبر الإنترنت

الأمن العام
كتب بواسطة: سماء صالح | نشر في  twitter

تمكنت شرطة منطقة مكة المكرمة من ضبط وافدين من الجنسية المصرية، رجل وامرأة، بعد أن تورطا في تنفيذ عمليات نصب واحتيال ممنهجة من خلال الترويج لحملات حج وهمية عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستغلين قرب موسم الحج ورغبة العديد من المواطنين والمقيمين في أداء الفريضة، وقد روّج المتهمان لعروض زائفة توهم الحجاج بتقديم خدمات تشمل السكن والنقل داخل المشاعر المقدسة، مدّعين أنهم وكلاء أو ممثلون لحملات نظامية، بينما لم يكن لديهم أي ترخيص أو صفة رسمية تخوّلهم تنظيم مثل هذه الحملات.

وبحسب بيان رسمي صادر عن شرطة المنطقة، فقد تم رصد الإعلانات المخالفة من خلال المتابعة الأمنية المستمرة للأنشطة المشبوهة عبر الإنترنت، حيث لاحظت الجهات المعنية وجود عدد من المنشورات المضللة التي تحمل أسماء حملات وهمية وتدّعي توفير خدمات فندقية ونقل مريح وإعاشة للحجاج بأسعار مغرية، ومن خلال البحث والتحري، تم التوصل إلى هوية المتورطين، ليُلقى القبض عليهما وتوقيفهما على الفور، مع اتخاذ كافة الإجراءات النظامية بحقهما، وإحالتهما لاحقاً إلى النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القضائية.


إقرأ ايضاً:أميركا توضح اتفاقها مع الحوثيين وتحذر من التهوين من تهديدهم العسكريالجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط طائرة مسيّرة محملة بالأسلحة قادمة من مصر

وأكدت الجهات الأمنية أن المتهمين كانا يستخدمان منصات رقمية مشهورة لإنشاء حسابات مزيفة ونشر محتوى احتيالي، بهدف استدراج ضحاياهم من داخل المملكة وخارجها، وقد تم جمع عدد من الأدلة الرقمية التي تؤكد تورطهما في هذه الجرائم، بما في ذلك المراسلات، والتحويلات البنكية، والصور الإعلانية المزيفة. ويُرجّح أن يكون هناك ضحايا قد قاموا بتحويل مبالغ مالية بالفعل ظنًا منهم أنهم ضمن حملات حج رسمية، وهو ما يضاعف من حجم الجريمة وخطورتها.

وتُعد هذه الحادثة واحدة من عدة محاولات احتيال تُسجّل سنويًا قبيل موسم الحج، حيث يلجأ بعض المخالفين إلى استغلال النطاق الرقمي ومحدودية وعي بعض الفئات بالتعليمات الرسمية، لترويج حملات وهمية تفتقر للترخيص والمصداقية، وفي هذا السياق، حذّر الأمن العام كافة المواطنين والمقيمين من الوقوع ضحية لمثل هذه الإعلانات، مشددًا على أهمية التأكد من أن الحملات التي يتم الاشتراك بها مرخصة ومعتمدة من قبل وزارة الحج والعمرة، وأن يتم التعامل فقط مع الجهات الرسمية المعلنة في القنوات الحكومية الموثوقة.

وقد دعا الأمن العام جميع الراغبين في أداء فريضة الحج إلى عدم الاستجابة لأي إعلان غير رسمي، وعدم مشاركة بياناتهم أو تحويل الأموال إلى جهات مشبوهة، مؤكدًا أن الجهات المختصة تبذل جهودًا مكثفة لرصد مثل هذه المخالفات والتعامل معها بحزم، كما تم التنويه إلى أهمية الإبلاغ عن أي محتوى مريب أو حالات مشابهة من خلال تطبيق "كلنا أمن"، أو عبر مراكز الشرطة في جميع مناطق المملكة.

وتأتي هذه الإجراءات ضمن الاستراتيجية الشاملة لوزارة الداخلية لضبط الأمن خلال موسم الحج، والتي تتضمن مراقبة الأنشطة الإلكترونية وملاحقة كل من يهدد سلامة وأمن ضيوف الرحمن، سواء من خلال الاحتيال أو تنظيم حملات غير نظامية، وتؤكد هذه الجهود التزام المملكة بضمان موسم حج آمن ومنظم وخالٍ من أي تجاوزات أو استغلال لحاجة الناس الدينية لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.

كما تسلط هذه القضية الضوء على الأهمية المتزايدة للوعي الرقمي، لا سيما مع ازدياد اعتماد الناس على الإنترنت كمصدر للمعلومات والتواصل، حيث تتوسع فجوة الثقة في بعض الأحيان لتسمح لمحتالين محترفين باختراق حاجز الأمان النفسي لدى الجمهور، وهنا تبرز أهمية دور الإعلام والأجهزة المعنية في رفع الوعي المجتمعي حول الأساليب الاحتيالية الحديثة، وأهمية اتباع القنوات الرسمية عند التعامل مع الشعائر الدينية أو الخدمات العامة.

وقد أكدت النيابة العامة من جهتها، أنها ستتعامل مع هذه القضية بكل حزم، خصوصًا أن الجريمة تمس جانبًا دينيًا حساسًا وتحاول التلاعب بمشاعر الحجاج، ما يجعلها جريمة شديدة الخطورة أخلاقيًا واجتماعيًا، كما شددت على أن العقوبات ستطال كل من يثبت تورطه في مثل هذه القضايا، سواء بالتحايل المباشر أو بالمساعدة أو التستر.

وفي ظل كل هذه الجهود والتحذيرات، تبقى مسؤولية الفرد أساسية في حماية نفسه ومجتمعه من الاحتيال، من خلال التحقق المستمر من المصادر، والتفاعل الواعي مع الحملات الإلكترونية، والرجوع دائمًا إلى الجهات الرسمية للحصول على أي معلومات تخص مناسك الحج أو الاشتراك في الحملات والخدمات ذات الصلة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook