السديس يدشن أكبر مبادرة قرآنية من المسجد النبوي "القرآن بالقراءات العشر"

أطلقت وكالة المسجد النبوي برنامج "الإقراء" المتخصص في تعليم القرآن الكريم بالقراءات العشر المتواترة، في خطوة جديدة تعزز من مكانة المسجد النبوي كمركز عالمي للعلم والقرآن، وامتدادًا لرسالته الروحية والدعوية في خدمة كتاب الله وتعظيمه، وهذا البرنامج النوعي يأتي ليعكس مدى العناية المؤسسية التي توليها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لتعليم القرآن الكريم ونشر علومه بصورة منهجية ومعاصرة، تتماشى مع مكانة المسجد النبوي ودوره في ترسيخ القيم الإيمانية ونشر الوسطية والاعتدال في أوساط المسلمين من شتى بقاع الأرض.
وقد دشن البرنامج رسميًا رئيس الشؤون الدينية الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس بمقر الوكالة، وبحضور إمام المسجد النبوي والمشرف على البرنامج الشيخ الدكتور محمد بن أحمد برهجي، في مناسبة علمية وروحية عكست عمق الاهتمام بهذه المبادرة المباركة التي تمثل ركيزة من ركائز نشر علوم القرآن الكريم.
إقرأ ايضاً:معركة كروية تشتعل: الهلال والاتحاد يتنافسان على نجم الدوري الإنجليزيالمدينة تستقبل أولى طلائع حجاج النيجر عبر مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز
ويهدف برنامج "الإقراء" إلى تقديم تعليم قرآني متخصص مبني على أسس علمية دقيقة، من خلال مسارات تعليمية متدرجة تبدأ من القراءة الصحيحة وتنتهي بالحصول على الإجازات القرآنية في القراءات العشر، وهي أعلى مراتب الإتقان في علم التلاوة، ويتيح البرنامج الفرصة لحفاظ القرآن الكريم للحصول على إجازات شرعية من مشايخ مقرئين معتمدين في المسجد النبوي، وذلك وفق ضوابط أكاديمية تضمن جودة المخرجات العلمية والروحانية على حد سواء، كما يستهدف تأهيل كفاءات من طلاب وطالبات العلم ليصبحوا مقرئين معتمدين قادرين على تعليم القراءات ونشرها في بلادهم، ما يسهم في نقل الرسالة القرآنية المعتدلة بروح العلم والإتقان إلى مختلف أنحاء العالم.
ويأتي توقيت إطلاق البرنامج متزامنًا مع استعدادات موسم حج 1446هـ، في ظل تدفق الملايين من الزائرين على المسجد النبوي، ما يفتح آفاقًا واسعة لتوسيع نطاق البرنامج واستقطاب المهتمين بعلوم القرآن من الحجاج والمعتمرين والضيوف، ويسهم في تعزيز تجربة الزائر من خلال التفاعل مع أجواء إيمانية أصيلة نابعة من مكان مبارك كان منبعًا للوحي ومهدًا لانتشار نور الإسلام، ومن المتوقع أن يشهد البرنامج خلال موسم الحج القادم نقلة نوعية من حيث عدد المنتسبين إليه، وكذلك من حيث تطور أساليبه التعليمية، بما يتماشى مع الرؤية التطويرية للمسجد النبوي كمركز عالمي لعلوم القرآن والسنة.
الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أكد خلال تدشين البرنامج أن الريادة الحضارية للأمة الإسلامية لا يمكن أن تتحقق دون العودة إلى مصدر العزة الحقيقي، وهو القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن تعليم القرآن بالقراءات العشر يعد من أهم الركائز التي ينبغي التمسك بها في هذا العصر المتغير، لما تحمله من رسالة روحانية، علمية، ولغوية تجمع بين الأصالة والتجديد، وأوضح أن رئاسة الشؤون الدينية عازمة على دعم مثل هذه البرامج النوعية التي تهدف إلى تأصيل علوم القرآن وتقديمها للعالم الإسلامي بمنهجية علمية راسخة تعزز قيم الاعتدال والحوار والتسامح، بما يليق بمكانة المسجد النبوي ومكانة المملكة العربية السعودية كحاضنة للحرمين الشريفين.
ومن جانبه، عبر الشيخ الدكتور محمد بن أحمد برهجي عن اعتزازه بالمشاركة في هذا المشروع المبارك، مؤكدًا أن البرنامج سيسهم في بناء جيل قرآني متقن ومتصل بالسند المتواتر للقرآن الكريم، وسيعيد إلى الأمة بهاء السنة القرآنية من خلال إحياء مجلس الإقراء في المسجد النبوي، بأسلوب حديث يحفظ الأصول ويواكب التطور، ولفت إلى أن البرنامج لا يقتصر على الحلقات التقليدية، بل يفتح آفاقًا تعليمية عبر منصات ذكية وتقنيات رقمية تتيح للراغبين من مختلف الدول الاستفادة من علماء المسجد النبوي مباشرة، في تجربة تعليمية فريدة تنطلق من أطهر بقاع الأرض.
ويُعد إطلاق "الإقراء" جزءًا من منظومة برامج متعددة تعمل عليها الوكالة ضمن خطتها لتعظيم أثر المسجد النبوي علميًا وروحيًا، حيث تسعى إلى توفير بيئة تعليمية محفزة تحترم التنوع وتُراعي اختلاف المستويات وتجمع بين المنهجية والانفتاح، وتسهم في صناعة نماذج ملهمة في خدمة القرآن وعلومه.