بذكاء سعودي وتقنيات متقدمة: "سدايا" تسرّع إجراءات الحجاج بمطار أنقرة ضمن "مبادرة طريق مكة"

في إطار الجهود السعودية المستمرة للارتقاء بخدمات ضيوف الرحمن، وضمن مبادرة "طريق مكة" التي تنفذها وزارة الداخلية السعودية بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية، قامت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" بتسريع وتسهيل إجراءات سفر الحجاج القادمين من تركيا عبر مطار إيسنبوغا الدولي بالعاصمة أنقرة، مستندة إلى منظومة رقمية متقدمة وحلول ذكية أُعدت خصيصًا لخدمة ضيوف الرحمن بكفاءة عالية واحترافية.
وأتت مشاركة "سدايا" في هذه المبادرة للعام 1446هـ امتدادًا لدورها الحيوي في دعم التحول الرقمي في المملكة، وتعزيز التكامل التقني بين المؤسسات الحكومية، وذلك من خلال تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لتقديم خدمات ميسّرة وآمنة للحجاج منذ لحظة مغادرتهم دولهم وحتى وصولهم إلى الأراضي المقدسة.
إقرأ ايضاً:بكم سعر أونصة الذهب بيع؟ | آخر تحديث لأسعار الذهب اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 في السعوديةارتفاع الحرارة لـ 44 مئوية | درجات الحرارة العظمى والظواهر الجوية اليوم الأربعاء في السعودية
وفي مشهد يعكس الريادة الرقمية التي تشهدها السعودية، تحولت صالة المغادرة في مطار إيسنبوغا الدولي إلى نموذج مصغر لما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا من تسهيلات فعلية للحجاج، فقد نجحت "سدايا" في تقليص الزمن المستغرق في إنهاء إجراءات السفر، بفضل محطات العمل المتطورة التي تم تشغيلها داخل المطار، والمدعومة بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعرف على الهوية البيومترية، ما مكّن الحجاج من إنهاء إجراءاتهم دون الحاجة إلى الانتظار الطويل أو المرور بإجراءات تقليدية متكررة.
وشملت هذه الإجراءات جمع البيانات البيومترية، والتحقق من التأشيرات، وإجراءات الجوازات والأمن، وإصدار بطاقات صعود الطائرة، ونقل الأمتعة مباشرة إلى مقرات سكن الحجاج في المملكة، وهو ما وفّر تجربة متكاملة للحاج قبل حتى أن تطأ قدماه الأراضي السعودية.
ومن اللافت أن هذه الإنجازات التقنية لم تكن لتتحقق لولا جهود الكوادر الوطنية العاملة في "سدايا"، حيث يعمل مهندسون وفنيون سعوديون على مدار الساعة في متابعة الأداء التشغيلي لجميع الأنظمة التقنية المُفعلة في المطار، ويقوم هؤلاء بعمليات مراقبة مستمرة لضمان كفاءة النظام وسرعته، مع الاستعداد التام للتعامل مع أي طارئ فني قد يعطل سير الإجراءات.
ويحرص أفراد الفريق الفني لـ"سدايا" على تقديم الدعم الفني والتقني بشكل متواصل، مما يعكس روح الاحترافية والانتماء الوطني في خدمة الحجاج، ويؤكد على مدى الجدية في تطبيق أعلى معايير الكفاءة الرقمية داخل المطارات الدولية المشمولة بمبادرة طريق مكة.
ومن الجدير بالذكر أن مبادرة "طريق مكة" التي انطلقت منذ عدة سنوات، تهدف إلى تسهيل إجراءات سفر الحجاج من بلدانهم إلى الأراضي المقدسة عبر إنهاء جميع الإجراءات الرسمية في مطارات المغادرة، بما يشمل الجوازات والتأشيرات والأمتعة والتفتيش الأمني، وذلك قبل الإقلاع إلى المملكة، وتُعد تركيا من الدول التي تحظى بتنفيذ هذه المبادرة بالتنسيق مع الجهات السعودية المعنية.
وقد أثبتت المبادرة فاعليتها في الأعوام السابقة، حيث أسهمت في تقليل الازدحام في مطارات المملكة، ورفعت من كفاءة الخدمات اللوجستية المقدمة للحجاج، وخففت من الأعباء التنظيمية والأمنية داخل المطارات السعودية، خاصة في موسم الحج الذي يشهد أكبر تجمع بشري في العالم خلال فترة زمنية قصيرة.
والدور المحوري الذي تلعبه "سدايا" في مبادرة "طريق مكة" يعكس بوضوح المسار الذي تنتهجه المملكة في إطار رؤية السعودية 2030، التي تضع التحول الرقمي في صلب أهدافها الاستراتيجية، وتسعى المملكة من خلال مؤسسات مثل "سدايا" إلى ترسيخ مكانتها كمركز عالمي متقدم في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، ليس فقط في القطاعات الاقتصادية، بل وفي تقديم خدمات إنسانية وعالمية مثل خدمة الحجاج والمعتمرين.
وتؤكد الإنجازات التي تحققت في مطار أنقرة هذا العام أن المملكة لم تعد تكتفي بتحسين الخدمات داخل حدودها، بل باتت تنقل تجربتها الرقمية الرائدة إلى خارج الحدود، وتوظفها في بناء جسور ثقة وعلاقات استراتيجية مع الدول الإسلامية.
وقد أبدت جهات تركية رسمية وممثلون عن بعثة الحج التركية إعجابهم الكبير بالتنظيم السعودي داخل مطار إيسنبوغا، مشيدين بالكفاءة التقنية والدقة في الأداء، الأمر الذي يُعد عاملًا محفزًا للتوسع في تطبيق المبادرة في مطارات تركية أخرى مستقبلاً، وربما تعميم التجربة لتشمل مطارات إسلامية جديدة في دول أخرى.
وفي الوقت نفسه، أشار خبراء في مجال النقل الجوي والحج إلى أن النموذج التقني الذي قدمته "سدايا" يمثل خطوة نوعية في سبيل تحويل تجربة الحج إلى تجربة ذكية بالكامل، ما ينعكس بشكل إيجابي على راحة الحجاج، وسرعة تنقلهم، وجودة الخدمات المقدمة لهم.
وتأتي مشاركة "سدايا" في مبادرة "طريق مكة" هذا العام لتعزز مكانة المملكة كقائدة في مجال تسخير التقنية الحديثة لخدمة الإنسانية، وتحديدًا خدمة ضيوف الرحمن، كما تعكس هذه المشاركة التزام السعودية بتطوير منظومة الحج والعمرة، ليس فقط داخل أراضيها، بل في كل محطة يمر بها الحاج في طريقه إلى البيت الحرام.
وفيما يستعد الملايين لأداء مناسك الحج هذا العام، تقدم تجربة مطار أنقرة نموذجًا لما يمكن أن تحققه التقنية حين تقترن بالإرادة والرؤية الاستراتيجية والنية الصادقة في خدمة الإنسان.