14 ألف طالب سعودي في أمريكا: التعليم يعزز جسور المعرفة العالمية

نوه وزير التعليم السعودي، الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان، بمتانة وعمق العلاقات التعليمية التي تجمع بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن هذه العلاقة تعد واحدة من أبرز الشراكات الدولية في مجال التعليم، حيث تمتد جذورها لأكثر من سبعة عقود، ما جعل من الولايات المتحدة وجهة تعليمية مفضلة لمئات الآلاف من الطلبة السعوديين الذين نهلوا من جامعاتها وتخرجوا ليشكلوا قاعدة صلبة من الكفاءات الوطنية المؤهلة في مختلف المجالات العلمية والمهنية.
وأشار البنيان إلى أن الولايات المتحدة تحتل موقعًا متقدمًا بين الدول المستقبلة للطلبة السعوديين منذ انطلاقة برامج الابتعاث، فقد شهدت العقود الماضية ابتعاث أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات إلى المؤسسات الأكاديمية الأمريكية، ما أسهم في نقل المعرفة والمهارات المتقدمة إلى المملكة، وكان له بالغ الأثر في تطوير قطاعات الطب والهندسة والعلوم التطبيقية والإدارة والبحث العلمي.
إقرأ ايضاً:صدمة في جدة "الأهلي" يُعلن رحيل فيرمينو رسميًا في الصيف!أمير القصيم يكرم 26 فائزة بجائزة شقائق الرجال في النسخة الخامسة
وأوضح أن هذه العلاقة التعليمية المستمرة تعكس التوجه الاستراتيجي للمملكة نحو بناء مجتمع معرفي متكامل، يعتمد على الاستثمار في رأس المال البشري، والتعاون الدولي.
وفي سياق التعاون البحثي بين المملكة والولايات المتحدة، كشف وزير التعليم عن وجود أكثر من 120 اتفاقية شراكة بين عدد من الجامعات السعودية ونظيراتها الأمريكية، تتناول مجالات بحثية نوعية مثل الطاقة المتجددة، التقنيات الحيوية، والذكاء الاصطناعي، وتعد هذه الاتفاقيات جزءًا من نهج المملكة نحو تنويع مصادر المعرفة، وتعزيز الابتكار، وتحقيق الأهداف العلمية لرؤية السعودية 2030، من خلال شراكات عالمية مع مؤسسات تعليمية رائدة.
ومن بين الجامعات السعودية التي تتمتع بهذه العلاقات البحثية المتينة، ذكر البنيان جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك فيصل، مؤكدًا أن هذه المؤسسات تلعب دورًا محوريًا في دعم البحث العلمي والتطوير، من خلال العمل المشترك مع جامعات ومراكز أبحاث أمريكية مرموقة.
وأضاف أن هناك حاليًا أكثر من 15 برنامجًا تدريبيًا وتعاونيًا قيد التنفيذ، تشمل مجالات دقيقة وحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، وتقنيات الطاقة النظيفة، ما يعكس جدية المملكة في مواكبة التطورات العالمية، وتأهيل جيل من الخبراء القادرين على قيادة التحول التقني والمعرفي في مختلف القطاعات.
كما أشار الوزير إلى أن العلاقات التعليمية بين البلدين لا تقتصر على الابتعاث والبحث العلمي فحسب، بل تشمل أيضًا تبادل الخبرات وتطوير القدرات البشرية من خلال برامج التبادل الأكاديمي وبناء القدرات الفنية والتعليمية، حيث أُطلقت مؤخرًا مجموعة من الشراكات مع جامعات أمريكية عريقة لتبادل الباحثين، وتقديم فرص تدريبية مشتركة، تسهم في تعزيز مستوى التعليم العالي في المملكة، وتفتح آفاقًا واسعة أمام الطلبة والباحثين السعوديين للاستفادة من البيئة الأكاديمية المتقدمة في الولايات المتحدة.
وفي حديثه عن الطلبة السعوديين في أمريكا، أوضح البنيان أن عددهم الحالي بلغ نحو 14,473 طالبًا وطالبة، معظمهم يدرسون ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، الذي يعد من أكبر برامج الابتعاث في العالم، وأكد أن هؤلاء الطلبة يمثلون سفراء للمملكة في الخارج، ويحملون مسؤولية نقل صورة مشرقة عن ثقافة وطنهم، وفي الوقت ذاته يمثلون استثمارًا استراتيجيًا في تنمية رأس المال البشري، الذي يعد حجر الأساس لأي نهضة علمية واقتصادية.
ولم يغفل الوزير الإشادة بالدور المهم الذي تلعبه الملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة، حيث أشار إلى جهودها المستمرة في رعاية الطلبة، وتقديم الدعم الأكاديمي والمعنوي لهم، إلى جانب تنظيم العديد من الفعاليات السنوية التي تعزز التبادل الثقافي والمعرفي بين المجتمعين السعودي والأمريكي، ما يساهم في بناء جسور من التفاهم والاحترام المتبادل، ويعزز مكانة المملكة في الساحة التعليمية الدولية.