استعدادات غير مسبوقة للهلال الأحمر بالمدينة المنورة لموسم حج 1446

بدأت هيئة الهلال الأحمر السعودي بمنطقة المدينة المنورة، اليوم، في تنفيذ خطتها التشغيلية الشاملة لموسم الحج لعام 1446هـ، في خطوة تهدف إلى تقديم أرقى الخدمات الطبية الإسعافية لضيوف الرحمن، خاصةً زوار المسجد النبوي الشريف، والمارين عبر الطرق المؤدية إلى المدينة المنورة، ويأتي هذا التحرك في ظل الاستعدادات المكثفة التي تبذلها المملكة لاستقبال ملايين الحجاج، ضمن منظومة صحية وأمنية ولوجستية متكاملة.
وأكد مدير عام فرع الهيئة بمنطقة المدينة المنورة، الدكتور أحمد بن علي الزهراني، أن الخطة تتسم بالشمولية والجاهزية العالية، وتشارك في تنفيذها طواقم طبية وإدارية يزيد عددها عن 700 عنصر من مختلف التخصصات، بهدف تغطية المواقع الحيوية وتقديم الرعاية العاجلة بكفاءة ومهنية.
إقرأ ايضاً:صدمة في جدة "الأهلي" يُعلن رحيل فيرمينو رسميًا في الصيف!أمير القصيم يكرم 26 فائزة بجائزة شقائق الرجال في النسخة الخامسة
وأوضح أن الخطة تتضمن تشغيل 74 وحدة إسعافية موزعة على 10 قطاعات عملياتية، تشمل 54 مركبة إسعاف حديثة، إضافة إلى 20 فرقة تدخل سريع مزودة بوسائط متقدمة تشمل الدراجات النارية والهوائية، والسكوتر، وعربات الجولف، وكذلك عربات الاستجابة النوعية للكوارث وحالات تعدد الإصابات، والتي تم تجهيزها بأحدث التقنيات والأدوات الطبية.
وتعد هذه التجهيزات نقلة نوعية في عمليات الإسعاف الميداني، حيث تتيح التدخل السريع في المواقع المزدحمة والضيقة، ما يسهم في تقليل زمن الاستجابة، ورفع جودة الخدمة، كما تشمل الخطة أيضًا جاهزية خدمة الإسعاف الجوي، التي تعزز من القدرة على الوصول السريع إلى الحالات الحرجة ونقلها إلى المرافق الصحية المتخصصة بأقصى سرعة ممكنة، خاصة في ظل حركة الحجاج المتزايدة ومحدودية الزمن خلال الموسم.
وأشار الزهراني إلى أن الخطة تتسم بالمرونة العالية، إذ تتيح زيادة القوة التشغيلية في المسجد النبوي الشريف وساحاته وفقًا لتزايد أعداد الزوار والمصلين، حيث يمكن تعزيز الحضور الإسعافي في اللحظات الحرجة اعتمادًا على بيانات حركة الحشود، كما أضاف أن الهيئة قد استعدت مسبقًا لتأهيل أكثر من 1200 متطوع ومتطوعة للعمل في المسجد النبوي والمواقع الحيوية الأخرى، من خلال برامج ودورات تدريبية مكثفة، ما يجعلهم على أتم الجاهزية لمباشرة مهامهم وتقديم الدعم المطلوب متى ما دعت الحاجة.
وفي جانب تقني متقدم، نوه الدكتور الزهراني إلى الدور الحيوي الذي يلعبه مركز "الترحيل الطبي" التابع للهيئة في إدارة البلاغات والاستجابة الفورية للحالات الطارئة، بالإضافة إلى تطبيق "أسعفني" الذكي المتاح بتسع لغات، ما يضمن سهولة الوصول للخدمة من قبل الحجاج من مختلف الجنسيات، ويمرر المركز البلاغات إلكترونيًا إلى الفرق الأقرب لموقع الحالة باستخدام نظام "المسعف الإلكتروني"، الذي يتيح متابعة فورية لسير الحالة منذ لحظة تلقي البلاغ وحتى نقلها إلى المستشفى، ويزود المنشآت الصحية بتقارير إسعافية رقمية متكاملة تسهم في تسريع تقديم الخدمة العلاجية داخل المستشفيات.
كما يتابع مركز القيادة والتحكم حركة الفرق الإسعافية ميدانيًا من خلال أنظمة متقدمة للتتبع والمراقبة، تمكنه من التدخل السريع وإعادة توجيه الفرق إذا اقتضت الحاجة، لضمان أعلى درجات الكفاءة التشغيلية، والحد من أي تأخير محتمل في التعامل مع البلاغات.
وتأتي هذه الجهود المتكاملة ضمن التزام هيئة الهلال الأحمر السعودي بتقديم خدمات طبية طارئة على أعلى مستوى من الجاهزية والتقنية، انسجامًا مع رؤية المملكة 2030، التي تولي خدمة ضيوف الرحمن أولوية قصوى، وتسعى لتعزيز تجربة الحج من خلال بنية تحتية صحية متينة، وتقنيات مبتكرة، وكوادر بشرية مؤهلة.
ومن المتوقع أن تساهم هذه الخطة في تقليل المخاطر الصحية المحتملة، وتقديم استجابة طبية عاجلة وآمنة للحالات الطارئة على مدار الساعة طوال موسم الحج.