100 مركز توعوي في الرواق السعودي لخدمة ضيوف الرحمن

في خطوة تعكس اهتمام المملكة العربية السعودية بخدمة ضيوف الرحمن وتعزيز تجربتهم الإيمانية، أطلقت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي 100 مركز للتوعية في الرواق السعودي، وذلك ضمن خطة شاملة لتعضيد المراكز التوعوية التي تخدم قاصدي المسجد الحرام بمختلف اللغات، ويأتي هذا المشروع بهدف إثراء تجربة الحجاج والمعتمرين من مختلف أنحاء العالم، من خلال تقديم المعرفة الدينية الصحيحة وتوفير الدعم الروحي بأكثر من لغة، بما يتماشى مع رسالة الإسلام السمحة والمتوازنة.
الرواق السعودي، الذي يعد من أبرز معالم العمارة الإسلامية الحديثة في الحرم المكي، ليس مجرد هيكل مادي يعكس روعة التصميم الإسلامي، بل هو مكان يحمل رسالة إنسانية وروحية عميقة، وفي هذا السياق، أكد رئيس الشؤون الدينية، الدكتور عبدالرحمن السديس، أن اختيار الرواق السعودي ليكون مركزًا لتدشين هذه المراكز التوعوية يعكس مكانته المرموقة وأهمية دوره في تعزيز القيم الإسلامية وتعميق فهم المسلمين لشعائرهم.
إقرأ ايضاً:للفصل الدراسي الأول لعام 1447 | جامعة طيبة تكشف موعد التقديم على برامج الدراسات العلياسهم سابك ينهار الى ادنى مستوياته في 16 عام فهل بدأ الإرتداد والتعافي
وأوضح السديس أن الرواق السعودي يجسد نموذجًا فريدًا في خدمة الحجاج والمعتمرين، حيث يجمع بين الجمال المعماري والرسالة الروحية، مما يساهم في خلق تجربة إيمانية متكاملة للزوار، وأشار إلى أن هذه المراكز التوعوية ليست مجرد نقاط توزيع للكتب والمنشورات الدينية، بل هي منصات تعليمية تقدم المساعدة والإرشاد بأكثر من لغة، بما يتناسب مع تنوع الزوار واختلاف ثقافاتهم.
وتتضمن هذه المراكز توزيع كتب دينية متخصصة تتعلق بالمناسك وكتب التفسير والأدعية، إلى جانب توفير معلومات دقيقة وشاملة حول أداء العبادات المختلفة، مثل الصلاة والطواف والسعي، كما تعنى هذه المراكز بنشر ثقافة الوسطية والاعتدال التي يتميز بها الإسلام، ما يسهم في تعزيز التلاحم بين المسلمين وتكريس قيم التسامح والرحمة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الخطة التشغيلية لموسم الحج، التي تسعى إلى تعزيز المسارات الإثرائية للمراكز التوعوية بعدة لغات في المسجد الحرام، وذلك لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من الحجاج والمعتمرين، وأوضح السديس أن الرئاسة ستواصل تعزيز هذه المبادرات من خلال تطوير محتوى المراكز وتحديثه بشكل مستمر، بما يلبي احتياجات الزوار ويواكب متطلبات العصر.
من جهة أخرى، يعكس هذا المشروع حرص المملكة على تقديم تجربة دينية متكاملة لضيوف الرحمن، حيث يجمع بين تقديم المعرفة الدينية الصحيحة، والتوجيه الروحي، والدعم النفسي، ما يساهم في تعزيز ارتباط المسلمين بمقدساتهم، كما يعزز هذا المشروع من مكانة الرواق السعودي كرمز للحضارة الإسلامية ومركز إشعاع ديني وثقافي.
ويأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من المبادرات التي تسعى المملكة من خلالها إلى تعزيز جودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، بما في ذلك توسيع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام، وتحسين البنية التحتية، وتطوير الأنظمة الذكية التي تسهل حركة الحشود وتضمن سلامتهم وراحتهم.
تظل خدمة الحجاج والمعتمرين أولوية قصوى لدى المملكة، التي تواصل استثمار جهودها ومواردها في سبيل تقديم أفضل تجربة دينية لضيوف الرحمن، بما يعكس قيم الإسلام السمحة ورسالة المملكة في خدمة الحرمين الشريفين، وهذه المراكز التوعوية الجديدة تمثل خطوة إضافية نحو تحقيق هذه الأهداف، وتؤكد التزام المملكة بتعزيز تجربة الزوار وتقديم الدعم الروحي والإرشاد الديني بأعلى معايير الجودة.