شؤون الحرمين تفاجئ الزوار بقرار جديد .. المسجد الحرام يشهد توجيهات غير مسبوقة للمعتمرين

المسجد الحرام يشهد توجيهات غير مسبوقة للمعتمرين.
كتب بواسطة: محمد حازم | نشر في  twitter

في ظل تزايد أعداد المصلين والمعتمرين داخل المسجد الحرام خلال موسم العمرة والصيف، أطلقت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي حملة توعوية صحية، تهدف إلى رفع الوعي الوقائي لدى الزوار، وتوفير بيئة آمنة تؤهلهم لأداء العبادات بروحانية وخشوع تام.

وجاءت هذه الخطوة في إطار جهود الهيئة المستمرة لتعزيز الصحة العامة داخل أقدس بقاع الأرض، حيث أكدت في بيانها الرسمي أن العبادة في المسجد الحرام ليست فقط شعائر تُؤدى بل تجربة إيمانية شاملة تتطلب إحاطة الزائر بعناية جسدية ونفسية.


إقرأ ايضاً:انطلاقة تاريخية لطيران ناس في تاسي تجذب المستثمرين بقوةلا تفوت الفرصة.. تمويل فوري بدون فوائد وبدون كفيل وبإجراءات ميسرة للجميع

وشددت الحملة على أهمية أن يتحلّى الزائر بالمسؤولية الشخصية، معتبرة أن الالتزام بالإجراءات الصحية يمثل جزءًا لا يتجزأ من احترام قدسية المكان وحماية النفس والآخرين من أي مخاطر محتملة.

وتضمنت التوجيهات الصادرة عن الهيئة سلسلة من الإرشادات الدقيقة، أبرزها الحرص على ارتداء الكمامة داخل المسجد الحرام، واستخدام المعقمات بشكل دوري، لا سيما بعد لمس الأسطح المشتركة أو المرافق العامة.

كما حثت الهيئة الزوار على غسل اليدين بانتظام باستخدام الماء والصابون، واعتبرت ذلك من أبسط العادات اليومية التي تحمي من انتقال العدوى وتؤكد على نظافة المسلم الظاهرة والباطنة.

وأكدت التوجيهات أيضًا ضرورة استخدام الأدوات الشخصية كالسبحة أو سجادة الصلاة وعدم مشاركتها مع الآخرين، وذلك في خطوة تهدف إلى تقليل فرص انتقال أي أمراض قد تكون غير ظاهرة على حاملها.

وفي جانب آخر من الحملة، نُبِّه المعتمرون إلى أهمية تجنب التزاحم عند الدخول والخروج من المسجد، وشجعت الهيئة على الالتزام بالسلوك التعاوني في الحركة داخل الحرم لضمان سلاسة تنقل الأفراد دون حوادث أو إصابات.

وركزت التوجيهات كذلك على ضرورة شرب كميات كافية من المياه خلال فترة التواجد داخل المسجد الحرام، لا سيما في أوقات الذروة التي تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، والتي قد تؤدي إلى حالات إعياء أو جفاف.

وشددت الحملة على ضرورة التخلص من النفايات بطرق صحية، عبر رميها في الأماكن المخصصة لها، حفاظًا على نظافة المسجد وساحاته التي ترتادها أعداد ضخمة من الزوار على مدار الساعة.

وفي حال الشعور بأي أعراض صحية مفاجئة، دعت الهيئة الزوار إلى التوجه فورًا إلى أقرب مركز صحي متواجد داخل حدود الحرم، مشيرة إلى جاهزية الطواقم الطبية لتقديم الرعاية الفورية دون تأخير أو تعقيد.

وأكدت الهيئة أن هذه الإرشادات لا تأتي من باب التشديد أو التعقيد، بل هي في صلب فلسفة الوقاية التي تعتبر من أولويات الشريعة الإسلامية، والتي تعلي من قيمة النفس البشرية وتحث على حفظها.

وتأتي هذه الحملة امتدادًا لحملات سابقة أطلقتها الهيئة في السنوات الأخيرة، في إطار استراتيجيتها الرامية إلى تعزيز بيئة تعبدية صحية، خاصة بعد التجربة التي عاشها العالم في ظل جائحة كورونا، والتي أكدت أهمية الاستعداد الدائم لأي طارئ صحي.

ويُعد المسجد الحرام من أكثر المواقع التي تستوجب تطبيق أعلى درجات السلامة الصحية، نظرًا لطبيعته المفتوحة وأعداد الزوار الكبيرة التي تتدفق إليه من مختلف دول العالم.

ويحرص القائمون على الحرم المكي على دمج الإجراءات الوقائية ضمن منظومة متكاملة تشمل التعقيم المستمر، وتوزيع المواد التوعوية، وتوفير الطواقم الطبية والإسعافية بشكل دائم في محيط المسجد.

وأكدت الهيئة أن تعزيز الثقافة الصحية بين الزوار هو من صميم رسالتها الدينية، كما أنه جزء من مسؤوليتها تجاه تقديم أفضل مستويات الخدمة والرعاية لرواد الحرمين الشريفين.

كما أشادت الهيئة بتعاون الزوار واستجابتهم المتزايدة للتعليمات، مشيرة إلى أن الالتزام المجتمعي كان له دور بارز في الحد من أي حالات صحية حرجة أو انتشار لأوبئة داخل المسجد الحرام خلال المواسم الماضية.

وختمت الهيئة رسالتها بعبارة تحفيزية قالت فيها: "التزامكم بالوقاية الصحية دليل وعيكم، ونتمنى لكم دوام الصحة والعافية"، مؤكدة بذلك أن الوعي الصحي بات ضرورة لا تقل أهمية عن الخشوع في العبادة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook