عاصفة شمسية تهدد الأرض في 18 يونيو.. هل نحن على مشارف انقطاع عالمي في الاتصالات والكهرباء؟!

تشهد الأوساط العلمية تحذيرات متزايدة بشأن احتمال تعرض الأرض لعاصفة شمسية قوية في 18 يونيو الجاري، وسط ترقب عالمي لهذه الظاهرة الطبيعية التي قد تؤثر بشكل مباشر على الأنظمة التكنولوجية.
العاصفة الشمسية هي اضطراب شديد في الغلاف الجوي للشمس، ينتج عنه انبعاث هائل للطاقة والإشعاعات والجسيمات المشحونة، نتيجة لتغيرات في المجال المغناطيسي للشمس. وتُعد التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية (CMEs) من أبرز المظاهر المرتبطة بهذه الظاهرة، حيث تنطلق سحب من البلازما باتجاه الأرض، وقد تُحدث تأثيرات عميقة على البيئة الفضائية.
إقرأ ايضاً:أوسيمين إلى الهلال رسميًا بعد المونديال.. الصفقة التي ستُغير وجه دوري روشن للأبد! إليكم التفاصيل تصريح رسمي مفاجئ .. الهلال يحسم موقفه من فينيسيوس قبل مواجهة ريال مدريد
وبحسب مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن العواصف الإشعاعية الشمسية تحدث عندما تصل كميات ضخمة من الجسيمات المشحونة، خاصة البروتونات، إلى محيط الأرض، مسببةً تفاعلات مغناطيسية قد تعطل بعض التقنيات الحساسة.
ويُعد التوهج الشمسي من الفئة (M8.3) الذي رصدته الأقمار الصناعية مؤخراً أحد أقوى الانفجارات في النظام الشمسي، حيث أطلق إشعاعات تشمل الأشعة السينية، وأشعة جاما، والأشعة فوق البنفسجية. وقد صاحبه انبعاث كتلي من الهالة الشمسية، تتوقع النماذج أن يمر طرفه الشمالي بالمجال المغناطيسي للأرض يوم 18 يونيو.
ومن جانبه، أوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن هذا الحدث الشمسي قد لا يكون موجهًا مباشرة إلى الأرض، إلا أن آثاره قد تُشعر بها، خاصة على البنية التحتية الرقمية.
كما أن العلماء حذروا في وقت سابق من إمكانية وقوع ما يُعرف بـ"حدث مياكي"، وهو مصطلح يُشير إلى انفجارات شمسية نادرة وقوية، تم رصد آثارها تاريخيًا في ارتفاع مفاجئ لنسب الكربون-14 في حلقات الأشجار، كما حدث عام 774 ميلاديًا وحدث آخر تم توثيقه في عام 993م.
رغم أن تأثير العواصف الشمسية على صحة الإنسان على سطح الأرض يبقى محدودًا بفضل الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي، إلا أن الخطر الأكبر يكمن في الأنظمة التقنية، ومنها:
- احتمال انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.
- توقف خدمات الإنترنت والاتصالات.
- تعطل الأقمار الصناعية وأنظمة الملاحة الجوية.
- توقف محطات تنقية المياه والصرف الصحي.
- تعرض الطائرات في الرحلات الطويلة لمستويات أعلى من الإشعاع.
- تأثيرات بيئية محتملة مثل استنزاف طبقة الأوزون.
ولعل أبرز العواصف الشمسية المسجلة تاريخيًا هي "عاصفة كارينغتون" عام 1859، التي عطّلت شبكات التلغراف آنذاك، وتسببت في ظهور الشفق القطبي حتى قرب خط الاستواء. كما تسببت عاصفة عام 1989 في انقطاع الكهرباء عن ستة ملايين شخص في كندا.
وفي 10 مايو 2024، شهد العالم عاصفة شمسية قوية هي الأولى منذ أكثر من عقدين، ظهرت آثارها في سماء عدد من الدول بألوان الشفق القطبي، وأثارت مخاوف بشأن إمكانية تكرار تلك الظواهر بحدة أكبر مستقبلًا.