تحذير فلكي عاجل.. توهج شمسي "عنيف" يطلق عاصفة كونية نحو الأرض.. وهذا موعد وصولها!

التوهج الشمسي
كتب بواسطة: ليلى سعد | نشر في  twitter

شهدت الشمس في 15 يونيو 2025 نشاطًا ملحوظًا، حيث رصدت الأقمار الصناعية المختصة توهجًا شمسيًا قويًا من الفئة (M8.3) صادرًا من البقعة النشطة AR4114، وفقًا لما أعلنته الجمعية الفلكية بجدة، ويقترب هذا التوهج في شدته من الفئة الأعلى تصنيفًا (X)، ما يجعله واحدًا من أكثر الأحداث الشمسية لفتًا للأنظار في الأشهر الأخيرة.

وقد التُقط التوهج على شكل ومضة لامعة باستخدام الأطوال الموجية فوق البنفسجية الشديدة، ما أتاح للخبراء تحليل خصائصه وتأثيراته بدقة، ويُعد هذا النوع من التوهجات مصدرًا لإشعاع عالي الطاقة قادر على التأثير في نظم الاتصالات والتقنيات المعتمدة على البث الإشعاعي.


إقرأ ايضاً:تفاصيل جديدة .. تسهيلات استثنائية لحجاج إيران عبر منفذ جديدة عرعرمنصة "قبول" تحت المجهر .. التعليم تحدد شروطاً دقيقة لقبول خريجي الثانوية

وأوضحت الجمعية أن الإشعاع الناتج عن هذا التوهج أدى إلى انقطاع مؤقت في موجات الراديو القصيرة، خاصة تلك التي تقل عن 20 ميغاهرتز، في مناطق عدة من قارة أمريكا الشمالية، وقد لاحظ هواة الراديو فقدانًا مفاجئًا في الإشارة أثناء التوهج، في ظاهرة تعرف بانقطاع الاتصالات الراديوية الناتج عن التوهجات الشمسية.

لكن الحدث لم يتوقف عند التوهج فقط، إذ أعقب ذلك انبعاث كتلي إكليلي، وهو انفجار هائل للغازات المشحونة من الهالة الشمسية، وقد أظهر تحليل النماذج الأولية أن أغلب المادة الناتجة عن هذا الانبعاث ستتجه إلى شمال الأرض، غير أن أطرافه قد تصطدم بالمجال المغناطيسي لكوكبنا.

ويتوقع العلماء أن يحدث هذا الاصطدام الجانبي في 18 يونيو 2025، وقد ينتج عنه عاصفة جيومغناطيسية من الدرجة G1، وهي مصنفة ضمن العواصف الضعيفة إلى المعتدلة وفقًا لتصنيف الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA).

ومن المرجح أن تترك هذه العاصفة آثارًا طفيفة على أنظمة الملاحة والاتصالات المعتمدة على الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى احتمال مشاهدة الشفق القطبي في خطوط العرض العليا، إلى جانب بعض التقلبات البسيطة في شبكات الطاقة الكهربائية، خصوصًا في المناطق الشمالية.

ورغم أن التأثير المتوقع لا يُعد خطيرًا على النطاق الواسع، إلا أن هذه الظواهر تذكر بأهمية المراقبة المستمرة للنشاط الشمسي لما له من تأثير مباشر على البنية التحتية الرقمية والفضائية الحديثة، وكذلك على رحلات الطيران الطويلة التي تمر عبر المناطق القطبية.

وذكرت الجمعية أن التوقعات ستخضع للتحديث خلال الساعات المقبلة، وذلك بناءً على البيانات المستلمة من أقمار مراقبة الشمس والمجال المغناطيسي، ما قد يؤدي إلى إعادة تصنيف العاصفة إلى مستوى أعلى في حال زادت كثافة الانبعاث أو غيّر اتجاهه نحو الأرض بشكل مباشر.

وتُعد العواصف المغناطيسية بمثابة “اهتزازات كونية” في مجال الأرض المغناطيسي، تنتج عن تفاعل الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس مع طبقات الغلاف المغناطيسي، حيث تُسجّل هذه التغيرات بدقة من خلال المراصد والأقمار الصناعية المختصة.

وتكمن خطورة هذه العواصف أحيانًا في تأثيرها على تقنيات الملاحة الجوية، وأنظمة تحديد المواقع (GPS)، إضافة إلى احتمال حدوث أعطال مؤقتة في الاتصالات اللاسلكية وشبكات الكهرباء، ما يجعل رصد الشمس أمرًا ذا أولوية قصوى في الأوساط العلمية والتقنية.

وتواصل الجهات المختصة حول العالم رصد هذه الظواهر بهدف رفع الجاهزية وتعزيز سبل الحماية للبنية التحتية، خاصة في ظل تزايد اعتماد الحياة اليومية على التقنيات الحساسة التي قد تتأثر بأدنى اضطراب في الغلاف المغناطيسي.

وتسعى الجمعية الفلكية بجدة، من خلال هذه البيانات، إلى تنبيه الجهات المعنية والمهتمين بأهمية متابعة تأثيرات الأحداث الشمسية، لما لها من تداعيات قد تمتد من الفضاء إلى الأرض، في تأكيد على الترابط الوثيق بين النشاط الكوني والتكنولوجيا المعاصرة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook