بقدرة إنتاج 600 طن يوميًا: مشروع ولي العهد العملاق يستعد لإغراق الأسواق العالمية بالذهب الأخضر

الهيدروجين الاخضر
كتب بواسطة: سماء صالح | نشر في  twitter

في قلب الصحراء السعودية، وتحديدًا في مشروع نيوم الذي يُعدّ من أبرز مبادرات رؤية 2030، يوشك واحد من أضخم المشاريع العالمية في مجال الطاقة النظيفة على بلوغ نقطة التحوّل الكبرى، فبحسب تقرير نشره موقع "أويل برايس"، فإن مصنع نيوم لإنتاج الهايدروجين الأخضر اقترب بنسبة 80% من الاكتمال، في خطوة تمهّد الطريق أمام دخول السعودية رسميًا إلى سباق تصدير الطاقة الخضراء على مستوى العالم.

هذا المشروع، الذي يُعد من بين أكبر مشاريع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يمثل نموذجًا للتحول الجريء الذي تتبناه المملكة نحو اقتصاد مستدام وصديق للبيئة، ويعتمد المصنع على إنتاج الهايدروجين الأخضر بمعدل 600 طن متري يوميًا، ما يعادل إنتاجًا سنويًا مذهلًا يصل إلى 5 ملايين طن، يتم تحويلها إلى أمونيا خضراء بغرض تسهيل عمليات النقل والتصدير.


إقرأ ايضاً:كيف غيّرت البيوت المحمية وجه الزراعة في السعودية؟ اكتشف سر الاكتفاء الغذائي المتصاعد!"توكلنا" يضيف أهم خدمة إنسانية حتى الآن.. كيف تقدم على إعفاء القروض الزراعية للمتوفين خطوة بخطوة؟

من المتوقع أن تبدأ المملكة بتصدير أولى شحنات الأمونيا المستخرجة من الهايدروجين الأخضر في عام 2027، لتكون بذلك واحدة من أوائل الدول التي تطرق هذا المجال الواعد بقدرات صناعية وتصديرية ضخمة، ويؤكد ذلك الطموح أن المشروع ليس مجرد منشأة إنتاج، بل بنية متكاملة تضم مزيجًا من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بقدرة توليد تصل إلى 4 غيغاوات، يُرتقب اكتمالها منتصف عام 2026.

وتشرف على تنفيذ المشروع شركات كبرى، من بينها "إير برودكتس" الأمريكية، و"أكوا باور" السعودية، ومشروع مدينة نيوم ذاته، في شراكة تستهدف تحقيق ريادة عالمية في قطاع الهيدروجين الأخضر، وقد أعلنت "إير برودكتس" أن 80% من البنية التحتية للمشروع أصبحت مكتملة، وهو ما يعكس سرعة التنفيذ والدقة في الالتزام بالجداول الزمنية.

اللافت في المشروع أنه لا يقتصر على الأبعاد الصناعية أو البيئية فقط، بل يُمثّل خطوة استراتيجية في إعادة تشكيل خريطة الطاقة العالمية، من خلال تقديم خيار نظيف يمكنه أن يحل مكان الوقود الأحفوري في النقل والصناعة، وتكمن أهمية الأمونيا، التي يتم إنتاجها من الهيدروجين، في قدرتها على تسهيل عمليات التصدير بشكل آمن وكفء، خاصة إلى الأسواق التي تتجه نحو إزالة الكربون من أنظمتها الاقتصادية.

وتعتبر الأمونيا الخضراء عنصرًا محوريًا في خطط التحول البيئي العالمي، كونها تساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بشكل كبير، وتفتح الباب أمام حلول مبتكرة في قطاع الشحن والنقل البحري، بل وحتى في توليد الكهرباء، وهذا ما يمنح مشروع نيوم بعدًا عالميًا يتجاوز حدوده الجغرافية ويضع المملكة في طليعة الدول المصدّرة لحلول الطاقة النظيفة.

ولا شك أن هذا المشروع، الذي جاء نتاجًا مباشرًا لرؤية 2030، يُجسّد إرادة سياسية قوية يقودها ولي العهد من أجل تنويع الاقتصاد الوطني، وإعادة تعريف دور المملكة في الأسواق العالمية، ليس كمصدر نفط فحسب، بل كمصدر للطاقة المستدامة أيضًا، وبحسب التقديرات، فإن الإنتاج السنوي البالغ 5 ملايين طن من الهايدروجين الأخضر سيُسهم في تقليل استخدام الوقود التقليدي لما يعادل 210 آلاف مركبة، ما يعكس التأثير البيئي العميق لهذا التوجه.

الرسالة التي يحملها هذا المشروع للعالم واضحة؛ السعودية تتجه بخطى واثقة نحو المستقبل، مسلّحة بالتكنولوجيا، والشراكات الدولية، والطموح الذي لا يعرف الحدود، ومع اقتراب لحظة التشغيل الكامل، تتأهب الأسواق العالمية لاستقبال منتج سعودي جديد،،، نظيف، أخضر، واستراتيجي في زمن تتزايد فيه الحاجة لحلول بديلة ومستدامة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook