تأجيل والغاء عشرات الرحلات واغلاق جوي امام طيران ناس والخطوط السعودية وخسائر فادحة للشركات

السعودية ألغت عشرات الرحلات إلى الدول التي أغلقت مجالها الجوي أو لم تتمكن من تشغيل الرحلات، حيث تأثرت حركة الطيران بشكل كبير بعد الإغلاق المفاجئ للأجواء فوق العراق وإيران، مما اضطر الخطوط السعودية إلى تعديل مسارات طائراتها، خاصة رحلاتها إلى اسطنبول، واتباع مسار أطول يمر فوق البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، مما أدى إلى زيادة زمن الرحلة والمسافة المقطوعة، ويعني ذلك تكبّد شركات الطيران خسائر تشغيلية فادحة، مثل ارتفاع استهلاك الوقود وتكاليف الطيارين وفرق الملاحة وتأخير الرحلات.
طيران ناس أيضاً تضررت بعدما غيرت مسارات رحلاتها إلى اسطنبول، وألغت عشرات الرحلات الأخرى نحو العراق وجورجيا وأذربيجان وشرق آسيا، وذلك بسبب إغلاق المجال الجوي الإيراني الحيوي في المنطقة، إذ إن اغلاق المجالان العراقي والايراني يضطر شركات الطيران للبحث فوراً عن طرق بديلة أبعد وأطول، وهو ما يحدث حالياً في الأجواء فوق السعودية وتركيا وعدة دول آخرى.
إقرأ ايضاً:تعليم الرياض يخصص خطوط إرشادية لتوجيه الطلاب خلال فترة الاختباراتالتعليم السعودية يُطلق خط النجدة النفسية للطلاب وأولياء الأمور في أصعب أوقات العام فما هو
من بين أقلية الرحلات المتبقية التي لم تُلغَ تم تأجيلها وأُعيد جدولتها بما يتناسب مع الحالات الطارئة، وهذا يعكس حجم الإرباك الذي أحدثته الأزمة، وفي هذه الظروف تتكبد شركات الطيران خسائر باهظة تشمل الوقود والرسوم الجوية والطاقم بالإضافة إلى التعويضات المحتملة للمسافرين المتضررين.
وفق بيانات رويترز وCN Traveler، فقد أُلغيت أو أعيد توجيه أكثر من 1800 رحلة دولية في 13 يونيو فقط، وألغيت نحو 650 رحلة على الأقل في أوروبا، مما يؤكد حجم التأثير الواسع على خطوط الشرق والغرب الجوية.
كما شملت خطوط الإغلاق شملت إيران والعراق والأردن وسوريا وإسرائيل، والبدائل شملت المسار الجنوبي عبر السعودية ومصر، أو الشمالي فوق تركيا وأذربيجان وتركمانستان، مما يزيد زمن الرحلة بعدة ساعات ويضيف نقلة صعبة للنقل الجوي.
الأردن أعلنت يوم السبت أنها أعادت فتح أجوائها للملاحة المدنية بعد إغلاق استمر لما يقارب 24 ساعة.
محللون في سلامة الطيران يشيرون إلى أن تعطّل خطوط العبور الرئيسية بات يشكّل عبئاً إستراتيجياً على شركات الطيران، إذ يضطر معظمها إلى إضافة وقود للرحلات البديلة وتأمين المضيفين والملاحة المطلوبة لتفادي أي طارئ، وهو ما يفاقم الخسائر التشغيلية.
من جانبها، أصدرت هيئة المطارات السعودية تحذيراً للمسافرين بضرورة التواصل مع شركاتهم قبل التوجه إلى المطارات للتأكد من حالة الرحلات، خاصة في المطارات الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام والمدينة، وذلك تفادياً لمواجهة التأجيل أو الإلغاء المفاجئ.
السلطات الجوية الإقليمية أكدت أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تأجيل أكثر للرحلات الدولية، وهو ما سيكون له أثر كبير على الخطط الصيفية للناقلات السعودية والخليجية والعالمية، ويضغط على نماذج العمل ويجبرها على إعادة تقييم شبكاتها في المنطقة،
يبقى السؤال: إلى متى سيستمر إغلاق المجال الجوي الإيراني والعراقي؟ خاصة وأن هذه الدول أعلنت أن الإغلاق “حتى إشعار آخر”، بينما يستمر التصعيد بين إسرائيل وإيران في المنطقة، ما يعني أن أي تغيير في المشهد السياسي سيحدد مصير آلاف الرحلات المتوقفة أو المتضررة.
في الختام، تكبدت شركات الطيران السعودية، مثل السعودية وطيران ناس، خسائر مالية ضخمة نتيجة تغيير المسارات وتأجيل الرحلات وإلغائها، ولا تزال التأثيرات تتصاعد مع حالة عدم الاستقرار الأمني الجوي الحالي.