ما هو السلاح الايراني الأقوى في العالم .. الخليج على حافة الإنفجار الشامل

مضيق هرمز سلاح ايران الاول
كتب بواسطة: سعيد مبارك | نشر في  twitter

تتجه الأنظار من جديد نحو الخليج العربي، ليس فقط بسبب تصاعد التوتر العسكري بين إسرائيل وإيران، بل بسبب اقتراب معركة استراتيجية من أكثر النقاط حساسية في العالم، معركة لا يُطلق فيها الرصاص بالضرورة، بل تُشعل الأسواق وتُربك الحكومات وتحبس أنفاس المستثمرين، معركة عنوانها: مضيق هرمز.

في الوقت الذي يتابع فيه العالم تطورات الضربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، بدأت بوادر صراع من نوع مختلف تظهر على سطح المياه، صراع لا يدور حول من يربح الأرض، بل من يتحكم بالقرار النفطي العالمي، ومضيق هرمز لم يعد مجرد ممر ملاحي ضيق، بل سلاح اقتصادي نووي، يُلوّح به كلما اشتدت الأزمات.


إقرأ ايضاً:سباق مشتعل.. الهلال يُحرّك نابولي وخطة النصر لضم نونيز على وشك الانهيار!هل تتجه ناقلات النفط لأزمة كبرى بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران؟

يشهد هذا الشريان البحري الضيق مرور أكثر من 20 مليون برميل نفط يوميًا، ما يعادل ثلث الإمدادات المنقولة بحرًا على مستوى العالم.

وهو منفذ لا غنى عنه لدول مثل السعودية والإمارات والكويت والعراق وقطر، التي تعتمد عليه بشكل شبه كلي لتصدير نفطها وغازها، وبالتالي فإن أي تهديد للمضيق يعني اختناقًا اقتصاديًا فوريًا للمنطقة.

اللافت أن التأثير لا يحتاج إلى صواريخ أو إغلاق رسمي، بل يكفي تهديد لفظي أو مناورات عسكرية إيرانية أو حادث احتجاز ناقلة لكي تقفز أسعار النفط بشكل جنوني، وتنسحب شركات الشحن، وتُرفع أقساط التأمين إلى مستويات غير مسبوقة فالسوق لا يتفاعل مع الوقائع فحسب، بل مع احتمالات الخطر، ومضيق هرمز نقطة ضعفه اقتصادية نفسية أكثر منها عسكرية.

إيران، بخبرتها الطويلة في إدارة الحافة، لا تحتاج لإغلاق المضيق، بل لإرسال إشارة واحدة فقط تفهمها الأسواق، إشارة كافية لتقلب موازين السوق العالمي وتربك خطط القوى الكبرى.،وهي في ذلك تدرك أن مجرد تحريك القطع البحرية في الخليج، أو التلويح باحتجاز ناقلة، يكفي لدق ناقوس الخطر.

على الطرف الآخر، الولايات المتحدة تملك اليد العليا عسكريًا في المضيق من خلال وجودها البحري في البحرين، حيث يتمركز الأسطول الخامس، واشنطن لا تتدخل لحماية الحلفاء فقط، بل لضمان استمرار تدفق الطاقة العالمية، الذي يُعد أحد أعمدة استقرار الاقتصاد الأمريكي والدولار ذاته.

لكن ما يُثير القلق أن قرار التعطيل أو الحماية لا يصنع في الرياض أو أبوظبي، بل يتحدد في طهران وواشنطن، ما يجعل دول الخليج في موقع المتأثر لا المُقرر، رغم أن أمنها واستقرارها واقتصادها على المحك. فكل تأخير في التصدير يترجم إلى خسائر بمليارات الدولارات، وانكماش في ثقة المستثمرين، وارتباك في موازنات الدول.

التاريخ القريب يذكّرنا بما حدث في 2019، عندما فجّرت إيران ناقلات واحتجزت سفنًا دون أن تغلق المضيق رسميًا، لكنها فعليًا شلّت حركته مؤقتًا، وكانت النتيجة ارتفاعًا كبيرًا في أسعار النفط وأقساط التأمين، وتحركًا عسكريًا أمريكيًا عاجلًا، واليوم، يبدو أن الأجواء مهيّأة أكثر من أي وقت مضى لتكرار السيناريو أو حتى تجاوزه.

مضيق هرمز لم يعد ممرًا، بل مركز توازن عالمي، إذا اختلّ لحظة، اختلت معه أسواق، وحكومات، واستراتيجيات، ومستقبل أمن الطاقة العالمي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook