في الرياض.. عملية جراحية غير مسبوقة تفتح باب الأمل للمرضى

مستشفى الملك فيصل
كتب بواسطة: سماء صالح | نشر في  twitter

في إنجاز طبي غير مسبوق على مستوى المنطقة، تمكن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض من إجراء عملية دقيقة لتصغير المعدة باستخدام المنظار الداخلي، لمريض خضع سابقًا لزراعة كلى، في سابقة تفتح آفاقًا جديدة لعلاج السمنة لدى فئة من المرضى تعتبر من الأكثر حساسية طبّياً.

العملية التي جرت بنجاح تشكل تقدمًا نوعيًا في تقديم حلول علاجية آمنة لمرضى الزراعة، خاصة أولئك الذين يواجهون تحديات متعلقة بزيادة الوزن ومشاكل التمثيل الغذائي، وهي مشكلات قد تؤثر بشكل مباشر على بقاء العضو المزروع، خصوصًا الكلية، وتهدد سلامة المريض على المدى البعيد.


إقرأ ايضاً:وسط الاضطرابات، كيف تحمي استثمارك في بورصات الخليج؟لماذا استحوذت "المراعي" على "المشروبات النقية" بهذا المبلغ الضخم؟

ما يميز هذه العملية أنها أُجريت باستخدام تقنية التنظير الداخلي، فيما يُعرف طبيًا باسم "تصغير المعدة بالتنظير الداخلي" (Endoscopic Sleeve Gastroplasty - ESG)، وهي تقنية حديثة لا تعتمد على الجراحة التقليدية أو قص جزء من المعدة، بل تتم من خلال إدخال المنظار عبر الفم وخياطة المعدة من الداخل لتقليل حجمها.

وتُعد هذه الحالة الأولى من نوعها في المنطقة، حيث يُمثل التداخل بين أمراض السمنة ومضاعفات زراعة الأعضاء تحديًا طبيًا معقدًا، خصوصًا فيما يتعلق بالتحكم في جرعات الأدوية المثبطة للمناعة، والتي تشكل جزءًا أساسيًا من خطة العلاج للمحافظة على العضو المزروع.

العملية نُفذت بعناية بالغة من قبل فريق طبي متعدد التخصصات، بقيادة الدكتور إيهاب أبو فرحانة، استشاري أمراض وزراعة الجهاز الهضمي للكبار، وبمشاركة أطباء من تخصصات دقيقة شملت أمراض الجهاز الهضمي، وجراحات الجهاز الهضمي العلوي، وزراعة الأعضاء، بالإضافة إلى أطباء أمراض الكلى والتخدير، وطواقم التمريض عالية التدريب والكفاءة.

تكمن خطورة هذا النوع من العمليات في أن أي خطأ بسيط في موازنة الأدوية أو التعامل مع الجهاز المناعي قد يؤدي إلى مضاعفات جسيمة، من أبرزها رفض الجسم للكلية المزروعة أو ضعف أدائها، مما يفرض بيئة طبية دقيقة ومعقدة تُملي على الفريق الطبي أعلى درجات التنسيق والجاهزية.

وتمثل السمنة واضطرابات التمثيل الغذائي عوامل خطرة تهدد ليس فقط الكلية المزروعة، بل أيضًا ترفع احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسكري، وهي أمراض قد تُقلل من فرص بقاء المريض بصحة جيدة على المدى الطويل، لذا كانت هذه الخطوة ضرورية كإجراء وقائي واستباقي.

العملية، ورغم حداثتها، تمت دون الحاجة إلى أي شقوق جراحية أو فترات نقاهة طويلة، وهو ما يُعزز من فرصة تعافي المريض بشكل أسرع، ويقلل من مخاطر التلوث أو العدوى التي قد تكون قاتلة لدى مرضى الزراعة ذوي المناعة الضعيفة بطبيعة العلاج.

ويُمثل نجاح هذه العملية منعطفًا مهمًا في مسار الرعاية الصحية المقدمة لمرضى زراعة الأعضاء، حيث يُتيح لهم خيارًا آمنًا لفقدان الوزن دون تعريضهم لمخاطر الجراحة التقليدية أو الإجراءات التي قد تُعرض العضو المزروع للخطر.

كما يعكس هذا الإنجاز الطبي ما وصل إليه مستشفى الملك فيصل التخصصي من تطور على مستوى الممارسة الطبية المتقدمة، خاصة في تقديم حلول صحية مخصصة للحالات المعقدة، بما يتماشى مع دوره كمؤسسة صحية أكاديمية رائدة في المنطقة.

ولا يُعد هذا الإنجاز الأول من نوعه للمستشفى، فقد صُنّف مؤخرًا الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا، والـ15 عالميًا ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم لعام 2025، حسب تصنيف "براند فاينانس".

وجاء التصنيف نتيجة للأداء العالي للمستشفى في تقديم الرعاية المتقدمة، والابتكار الطبي، والاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والرقمنة، إضافة إلى بنيته التحتية المتطورة وكوادره الطبية المؤهلة التي تقود مسيرة التحول في قطاع الصحة السعودي.

كما نال المستشفى تصنيف العلامة الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط، ما يُعزز من مكانته كوجهة علاجية مفضلة في المنطقة، ومصدر فخر للمنظومة الصحية الوطنية، التي تسعى لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تقديم خدمات صحية بمعايير عالمية.

وتوّج هذا الأداء بانضمام المستشفى لقائمة أفضل المستشفيات الذكية في العالم لعام 2025، بحسب مجلة "نيوزويك"، ليكون بذلك نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين الرعاية الطبية التقليدية والتقنيات الرقمية الحديثة، خاصة في العمليات المعقدة التي تتطلب دقة عالية وتخصص نادر.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook